سورية

تعكس تناقض علاقة الأولى غير المعلنة مع أنقرة وعداء الثانية معها … أنباء عن اتصالات سياسية واقتصادية بين «النصرة» و«قسد» لتأمين مصالحهما

| وكالات

تعمل ما تسمى «هيئة تحرير الشام» التي يتخذ منها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي واجهة له إلى التواصل مع تنظيم ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» المسيطرة على أجزاء واسعة من شمال وشمال شرقي سورية، بهدف تأمين مصالح اقتصادية، وفق ما ذكر «تلفزيون سورية» المعارض الذي لفت إلى أن هذه الاتصالات أخذت منحىً سياسياً أيضاً، خاصة في ظل استياء الطرفين من ضغوطات الإدارة التركية.
وأشار «تلفزيون سورية» الذي تموله مشيخة قطر ويبث من اسطنبول إلى أن «النصرة» تعمل منذ مدة على توسيع هامش حركتها في مواجهة تركيا التي كثفت من ضغوطها على التنظيم في شمال حلب من أجل إخراجها من المنطقة بالكامل، على حد قوله.
ويؤكد خبراء في شؤون التنظيمات الإرهابية وتقارير أن هناك علاقات وطيدة بين «النصرة» والإدارة التركية، لافتين إلى مساعي الإدارة التركية لإزالة صفة الإرهاب عن التنظيم.
ونقل التلفزيون عمن سماها «مصادر خاصة» بأن «النصرة» استضافت خلال الأشهر الماضية عدة وفود قادمة من الحسكة، وهم عبارة عن «قيادات» أمنية في «قسد» بالإضافة إلى تجار متعاونين معها.
وأنجز الطرفان حسب المصادر اتفاقاً حول توريد المحروقات، وبموجب الاتفاق تتولى ما سمته «شركة الشمال» التي يشرف عليها مالك العبد الموالي لـ«النصرة» تحديد المصافي التي يسلمها التجار الموالون لـ«قسد» مادة الفيول، حتى تضمن «شركة الشمال» أن يلتزم أصحاب مصافي التكرير بتسليم الشركة المازوت بعد تصفيته، وفي حال عدم الالتزام تتولى «الشركة» التراسل مع «قسد» من أجل وقف تزويد المصفاة غير الملتزمة بالفيول.
وتسعى «النصرة» لإقناع «قسد» المدعومة من الاحتلال الأميركي بتخصيص منتوجات بعض آبار النفط لمصلحتها وبأسعار مخصصة، إلا أن النقاشات بين الجانبين لم تؤد إلى توافق حتى اللحظات، على ما ذكرت المصادر.
ووفق ما نقل «تلفزيون سورية» عن «مصدر خاص» فإن النقاشات بين «النصرة» و«قسد» امتدت لتشمل الملفات السياسية، حيث زار وفد مما يسمى العلاقات العامة التابع لـ«النصرة» مناطق سيطرة «قسد» قبل عدة أسابيع، حيث يحاول التنظيم تحسين علاقاته مع «قسد» بهدف إقناع داعميها الدوليين برفعه من على قوائم الإرهاب.
وبما يمثل مفارقة، ذكر المصدر أن «النصرة» طالب بالانخراط رسمياً في «جهود مكافحة الإرهاب التي تشارك فيها «قسد» بدعم من التحالف الدولي، واستكمال إنهاء باقي التشكيلات التي تنشط في محافظة إدلب».
وتطرقت المباحثات على ما ذكر «تلفزيون سورية» إلى إمكانية تشكيل إدارة مدنية مشتركة بين الطرفين، في حال استطاع «النصرة» السيطرة على مناطق سيطرة ما يسمى «الجيش الوطني» الموالي للاحتلال التركي، على حين أشارت «قسد» إلى أن أميركا ترحب بتوحيد مناطق شمال شرق وشمال غرب سورية.
من جهة ثانية، ذكرت وكالة «نورث برس» الكردية أن «النصرة» منعت عدداً من المنظمات المحلية من توزيع الحصص الإغاثية والطبية، على سكان مخيمات وقرى في إدلب شهدت تظاهرات مناهضة لها في وقتٍ سابق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن