سورية

نقل تحيات الرئيس الأسد إلى الملك وولي العهد خلال لقائه نظيره السعودي وزار السفارة السورية … المقداد: نرفض توظيف منظمات دولية لاستهداف دول خدمة لأجندات تدخلية … ابن فرحان: أهمية عودة سورية لممارسة دورها العربي والإقليمي

| وكالات

جدد وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الثاني المشترك للدول العربية ودول الباسيفيك المنعقد في المملكة العربية السعودية أمس، دعوة سورية للبلدان المانحة إلى الوفاء بتعهداتها الخاصة بدعم قدرة البلدان النامية الأكثر هشاشة، وخاصة الدول الجزرية في منطقة الباسيفيك على مواجهة الآثار الضارة الناجمة عن تغير المناخ، وشدد على رفض محاولات توظيف المنظمات الدولية لاستهداف دول بعينها خدمة لأجندات تدخلية ترعاها دول غربية معروفة على حساب القانون الدولي ومصالح وأمن واستقرار شعوب الدول الأخرى، متوقعاً من الاجتماع دعم قرارات الأمم المتحدة القاضية بإنهاء الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة، ودعم حق سورية الثابت باستعادة الجولان المحتل ورفع الإجراءات الاقتصادية غير الشرعية عنها.

وبينما بحث على هامش الاجتماع مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد اللـه العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وأهمية استمرار التنسيق والتشاور بينهما في مختلف القضايا، زار المقداد مقر السفارة السورية في الرياض للاطلاع على جهوزية البناء والتحضيرات الجارية لإعادة افتتاح السفارة.

وأكد المقداد في كلمة خلال الاجتماع الذي انطلقت أعماله في العاصمة السعودية الرياض بحسب وكالة «سانا» للأنباء، أهمية التعاون والتنسيق بين الدول والتكتلات الإقليمية لمواجهة التحديات التي تطول بانعكاساتها السلبية جميع الدول دون تمييز، وتتطلب استجابة شاملة ومنسقة للتغلب على تأثيراتها السلبية والتصدي لمسبباتها، مشيراً إلى أن التضامن والتعاون الدولي يكتسي أهمية خاصة للدول النامية في ظل التبعات الاقتصادية لجائحة كوفيد 19، وتأثيرات التغير المناخي وأزمات الغذاء والطاقة التي تهدد بتقويض منجزات عقود من التنمية في هذه الدول، وتعوق قدرتها على الوفاء بتحقيق أهداف أجندة 2030 للتنمية المستدامة.

وجدد المقداد، دعوة سورية للبلدان المانحة إلى الوفاء بتعهداتها الخاصة بدعم قدرة البلدان النامية الأكثر هشاشة، وخاصة الدول الجزرية في منطقة الباسيفيك على مواجهة الآثار الضارة الناجمة عن تغير المناخ، وإلى الالتزام بأهداف المساعدة الإنمائية الرسمية، وتقديم المساعدات الإنسانية بعيداً عن الانتقائية والمشروطية السياسية وعن فرض إجراءات قسرية أحادية غير قانونية وغير أخلاقية تضر بخطط التنمية المستدامة في الدول المستهدفة، وتهدد استقرارها والأوضاع المعيشية والإنسانية لشعوبها.

وشدد على ضرورة تطوير التعاون بين بلدان الجنوب، بما في ذلك البلدان العربية والدول الجزرية وفق أجندة تسترشد بمبادئ السيادة الوطنية للدول الصغيرة والكبيرة والمساواة بينها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ورفض محاولات توظيف المنظمات الدولية لاستهداف دول بعينها خدمة لأجندات تدخلية ترعاها دول غربية معروفة على حساب القانون الدولي ومصالح وأمن واستقرار شعوب الدول الأخرى.

وقال: إن «دولنا المتباعدة جغرافياً ربما متقاربة في مواجهتها لعدد من التحديات المشتركة التي تستوجب تعزيز تعاوننا المشترك لتجاوزها، فمخاطر التصحر والجفاف وتراجع الإنتاج الزراعي وارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات التي نلمسها نتيجة التغير المناخي، وازدياد الكوارث الطبيعية التي تشهدها دولنا، والتي كان آخرها الزلزال المدمر الذي ضرب سورية في السادس من شباط الماضي، تشكل تحديات مشتركة تواجه الدول العربية والدول الجزرية النامية في الباسيفيك، وتستوجب تطوير آفاق التعاون ودعم جهود التنمية والشراكة بين منطقتينا».

وبين، أن الاجتماع والإعلان الصادر عنه، يشكلان فرصة لتعزيز التشاور والتنسيق حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتبادل الدعم والتأييد في المحافل الدولية على أساس قواعد القانون الدولي ومبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة.

وأشار، إلى أن سورية وغيرها من الدول العربية ساهمت بنشاط في جهود تصفية الاستعمار ودعم حق الشعوب بتقرير مصيرها والحصول على استقلالها في مختلف المناطق والأقاليم، وتتوقع من الاجتماع دعم قرارات الأمم المتحدة القاضية بإنهاء الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة، ودعم حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، ودعم حق سورية الثابت باستعادة الجولان المحتل ورفع الإجراءات الاقتصادية غير الشرعية عنها دون قيد أو شرط.

وأعرب المقداد عن الشكر للمملكة العربية السعودية على استضافة الاجتماع الثاني لوزراء خارجية الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية ودول جزر الباسيفيك النامية، لبحث سبل تطوير العلاقات وتبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، والشكر أيضاً لدولة الإمارات العربية المتحدة على استضافتها الاجتماع الأول ومتابعتها لنتائجه.

وأول من أمس، وصل المقداد والوفد المرافق له إلى الرياض تلبية لدعوة من نظيره الأمير ابن فرحان، حيث كان في استقباله كبار المسؤولين في وزارة الخارجية السعودية.

وفي وقت لاحق، ذكرت «سانا» أن المقداد التقى نظيره ابن فرحان خلال الزيارة التي يقوم بها والوفد المرافق إلى المملكة السعودية.

ونقل المقداد خلال اللقاء تحيات الرئيس بشار الأسد إلى جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

كما بحث الجانبان خلال اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها وأهمية استمرار التنسيق والتشاور بينهما في مختلف القضايا.

وأكد المقداد أن متانة العلاقات السورية السعودية تعطينا أملاً كبيراً بالمستقبل وبدور الأمة العربية على الساحتين الإقليمية والدولية لمواجهة التحديات المشتركة.

بدوره أكد ابن فرحان أهمية عودة سورية لممارسة دورها العربي والإقليمي ومشاركتها في هذا الاجتماع الوزاري مع دول الباسيفيك.

حضر اللقاء مندوب سورية الدائم لدى جامعة الدول العربية والوزير المستشار مدير مكتب الوزير جمال نجيب، والسكرتير الثالث من مكتب الوزير يزن الحكيم.

وقبل ذلك بساعات، وفي إطار زيارته إلى السعودية، قالت وزارة الخارجية والمغتربين في تغريدة لها على «تويتر» نقلتها «سانا»: إن «المقداد والوفد المرافق له زاروا مقر السفارة السورية في الرياض للاطلاع على جهوزية البناء والتحضيرات الجارية لإعادة افتتاح السفارة، وخاصةً لجهة استئناف تقديم الخدمات القنصلية للجالية السورية في السعودية بأقرب وقت ممكن».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن