رياضة

نصف نهائي ناري لدوري الأمم الأوروبية 2022/2023 … الناري الضيف الجديد يتحدى طواحين هولندا في ملعبهم .. اللاروخا والآتزوري وديربي الكاتناشيو والتيكي تاكا

| خالد عرنوس

انتهى الموسم الكروي الأوروبي على مستوى الأندية لتبدأ حكاية جديدة من المنافسة بين المنتخبات من خلال جولتين ضمن تصفيات كأس أوروبا (يورو 2024) وقبل ذلك يقام دور نصف نهائي ونهائي دوري الأمم بنسختها الثالثة لموسم 2022/2023 وذلك على الأراضي الهولندية، ففي ملعب (دي كويب) بمدينة روتردام يلعب المنتخب الهولندي المباراة الأولى أمام الناري الكرواتي الضيف الجديد عل هذا الدور في واحدة من المواجهات النادرة بين البلدين وذلك بداية من الساعة التاسعة وخمس وأربعين دقيقة بتوقيت دمشق، وفي التوقيت ذاته مساء غدٍ الخميس يلتقي الجاران الإيطالي والإسباني بملعب (دي غروليش) في مدينة تفنتي وهي واحدة من المواجهات الكلاسيكية في القارة العجوز على وقع ذكريات قديمة بين الآتزوري ملك الدفاع واللاروخا سيد التيكي تاكا منذ مونديال 1934 وحديثة عندما تقابلا في نصف نهائي يورو الأخيرة وكذلك دوري الأمم الفائتة، على أن تقام مباراة الترتيب ومن ثم مباراة التتويج يوم الأحد القادم حيث تتطلع المنتخبات الأربعة للظفر باللقب الأول على مستوى أحدث مسابقات الاتحاد الأوروبي على صعيد المنتخبات وسبق للمنتخب الهولندي أن خسر نهائي النسخة الأولى، في حين خسر المنتخب الإسباني نهائي الثانية.

الطواحين والناري

يدخل المنتخب الهولندي مباراة كرواتيا وعينه ليس على النهائي فحسب بل على اللقب الذي ضاع منهم ولعل استضافة النهائيات يكون عاملاً مساعداً للمدرب العائد رونالد كويمان ولاعبيه للوصول إلى هدفهم وهم مرشحون فعلاً لبلوغ النهائي إلا أنه لا يمكن التكهن بهذا الأمر وخاصة مع غياب المدافع ماتياس دي ليخت والمهاجم ممفيس ديباي للإصابة وتأخر التحاق دومفريس وناثان أكي بسبب نهائي دوري الأبطال ورغم ذلك مازال البرتقالي يمتلك قوة ضاربة بوجود القائد فان دايك وفرانكي دي يونغ وكوبمينيرس وغاكبو وبرغوين ومالين، وكان المدرب كويمان أشرف على تدريب الطواحين بين عامي 2018 و2020 ورحل بعدها إلى برشلونة وهاهو عاد مدرباً عقب مونديال قطر الذي شهد خروجهم من ربع النهائي أمام الأرجنتين بركلات الترجيح، وثارت الشكوك مجدداً حول مقدرة المدافع الدولي السابق على قيادة المنتخب وخاصة بعد الخسارة المهينة في إطلالته الأولى أمام فرنسا ضمن تصفيات يورو 2024 ولم يكن الفوز على جبل طارق فيما بعد مقياساً على مستوى الفريق الذي خاض 20 مباراة تحت قيادة كويمان في الفترة الأولى (11 فوزاً و5 تعادلات و4 هزائم).

بالمقابل يبدو الناري الكرواتي أكثر استقراراً على الصعيد الفني بوجود المدرب زلاتكو داليتش الذي صنع تاريخاً جديداً للفريق الناري بعدما احتل وصافة بطل المونديال 2018 والمركز الثالث 2022 على الرغم من مغادرته يورو 2020 من الدور الثاني، ورغم تقدم معظم الجيل الذي حقق هذين الإنجازين بالسن إلا أن الآمال مازالت معقودة على قوام الفريق أمثال القائد مودريتش وبرزوفيتش وبيرسيتش وبازاليتش وفيدا وكوفاسيتش وليفاكوفيتش، يذكر أن الكروات افتتحوا تصفيات يورو 2024 بتعادل مخيب على أرضهم أمام ويلز قبل أن يعودوا من تركيا بفوز جدير بهدفين.

تعويض معقول

وإذا كان المنتخبان الهولندي والكرواتي سجلا نتائج معقولة في المونديال المنصرم فإن الإيطالي غاب عن المونديال كلياً في حين الإسباني خرج من ثمن النهائي بخفي حنين أمام المنتخب المغربي بركلات الترجيح وعليه فإن لقب دوري الأمم يشكل تعويضاً معنوياً مقبولاً في الوقت الحالي لكليهما، ويدخل الفريقان المواجهة المنتظرة بينهما على أحر من الجمر فاللاروخا يبحث عن حضور ثان على التوالي في النهائي كأول من يفعلها في هذه المسابقة وتأكيد فوزه الجدير على الآتزوري في نصف نهائي النسخة الفائتة، في حين بطل أوروبا يسعى للثأر من تلك الخسارة وبلوغ النهائي للمرة الأولى وبالتالي محاولة استعادة بعض من سمعته المهدورة عقب الخروج من تصفيات المونديال، والطريف أن الفريقين كحال كبار القارة لم يسجلا البداية المرجوة في تصفيات يورو 2024، فالآتزوري تلقى هزيمة من الإنكليز في نابولي 1/2 قبل أن يفوز على أرض مالطا بهدفين في حين اللاروخا بدأ بالفوز على النرويج 3/صفر لكنه سقط أمام إسكتلندا في غلاسكو بهدفين.

ورغم الشكوك حول مشاركة خماسي إنتر (باستوني وباريللا ودي ماركو ودارميان وإيتشيربي) الذي قد يصل متأخراً إلى هولندا لكن مازال أمام المدرب مانشيني عدد من الأسماء التي يعتمد عليها أمثال جونينيو والعائد فريدريكو كييزا وجونتونو وراسبادوري وزانوليو وبيلغريني وكريستانتي وسيبنازولا والمخضرم إيموبيلي إضافة إلى الحارس دوناروما، يذكر أن المدرب مانشيني الذي أعاد الآتزوري إلى الألقاب من خلال يورو 2020 لم يخسر سوى ثماني مرات خلال 59 مباراة خاضها مع الفريق منذ تسلمه المهمة قبل خمس سنوات.

وعلى الضفة المقابلة يدخل اللاروخا تحت قيادة المدرب الجديد ديلافونتي بأسماء معظمها جديدة أو عائدة وخاصة في الجبهة الأمامية، فقد استدعى خيسوس نافاس (مخضرم إشبيلية) وكذلك جوردي ألبا الذي سيكون مع رفاقه في خط الدفاع (ناتشو وكارفاخال) من القدامى مع أنه استدعى المدافعين نورماند وفران غارسيا للمرة الاولى، ومن الأسماء الحاضرة موراتا وأسينسيو وفاتي ورودري ولابورت والأخيران توجا مع السيتي بدوري الأبطال، ويفتقد لافونتي في هذه المباراة لداني أولمو مهاجم لايبزيغ وخوان بيرنات مدافع سان جيرمان للإصابة.

مواجهات سابقة

– تقابل المنتخبان الهولندي والكرواتي مرتين فقط إحداهما رسمية على المركز الثالث في مونديال فرنسا 1998 ويومها فاز الناري بهدفين لهدف والثانية في الإطار الودي مطلع 2008 وفاز الطواحين بثلاثية نظيفة.

– 38 مواجهة جمعت الآتزوري واللاروخا والغلبة للثاني بواقع 13 انتصاراً مقابل 11 للأول وتعادلا في 14 مباراة، ومنها 14 مباراة رسمية في مختلف البطولات انتهت نصفها بالتعادل والتقدم للطليان بأربعة انتصارات مقابل ثلاثة للإسبان والأهداف 14 للاروخا مقابل 11 للآتزوري.

كلاسيكو الآتزوري واللاروخا

تعد مواجهة منتخبي إيطاليا وإسبانيا من كلاسيكيات الكرة في القارة العجوز ولعل أبرز تلك المباريات نهائي يورو 2012 ويومها انتهى بفوز كاسح لكاسياس ورفاقه برباعية نظيفة وذلك بعد أربعة أعوام على مواجهتهما في ربع نهائي يورو 2008 والتي انتهت للإسبان كذلك إنما بالترجيح 4/2 بعد التعادل السلبي، علماً أنهما تقابلا في الدور الأول ليورو 2012 وانتهى اللقاء بالتعادل 1/1.

وبالغور في التاريخ القديم نجد أن المواجهة الشهيرة بينهما في الدور الثاني لمونديال 1934 ماثلة للذاكرة، حيث سادها التعادل 1/1 بهد مباراة قاسية وخشنة شهدت تحيزاً تحكيمياً فاضحاً لأصحاب الأرض الذين فازوا في مباراة إعادة بهدف بشق النفس بعدما أبعدت الإصابات أبرز لاعبي اللاروخا، ومن المواجهات القديمة نسبياً مواجهتهما في ربع نهائي مونديال 1994 وفاز الطليان 2/1 وفي تلك المباراة ضرب المدافع تاسوتي نظيره لويس إنريكه بعيداً عن الكرة وأعين الحكم فتلقى أقسى عقوبة للاعب بتاريخ المونديال حتى ذلك الوقت، وفي 2013 جمعهما نصف نهائي كأس القارات وانتهى بالتعادل السلبي قبل أن تبتسم ركلات الترجيح للإسبان بنتيجة 7/6.

ويمكننا القول عن المواجهتين الأخيرتين، في حين دخلتا ضمن اللقاءات الكبيرة، ففي نصف نهائي يورو 2020 سيطر التعادل 1/1 على الوقتين الأصلي والإضافي قبل أن تهدي ركلات الترجيح بطاقة النهائي للآتزوري بنتيجة 4/2 وثأر اللاروخا في نصف نهائي دوري الأمم في خريف 2021 ففاز بهدفين لهدف.

مسيرة الرباعي

– تصدر المنتخب الهولندي المجموعة الرابعة برصيد 16 نقطة من خلال خمسة انتصارات وتعادل واحد وهو الوحيد الذي لم يخسر في دور المجموعات، ففاز على أرض نظيره البلجيكي 4/1 و1/صفر في أمستردام، وفاز على أرض ويلز 2/1 وفي فينيورد 3/1 وتعادل مع ضيفه البولندي في فينيورد 2/2 قبل أن يفوز في وراسو 2/صفر.

– تصدر المنتخب الكرواتي المجموعة الأولى برصيد 13 نقطة من خلال 4 انتصارات وتعادل وهزيمة واحدة، وبدأ الناري بشكل سيئ فخسر بأرضه (مدينة أوسييك) صفر/3 قبل أن يردّ فيما بعد في فيينا 3/1 ثم تعادل مع ضيفه الفرنسي بطل النسخة الأخيرة 1/1 في سبليت قبل أن يهزمه في باريس بهدف وفاز على الدانماركي في كوبنهاغن بهدف وفي زغرب 2/1.

– انتزع المنتخب الإسباني صدارة المجموعة الثانية من نظيره البرتغالي في الجولة الأخيرة بعدما تغلب عليه في براغا بهدف، وكانا تعادلا في إشبيلية 1/1 ليرفع رصيده إلى 11 نقطة مقابل 10 لبطل النسخة الأولى، وتعادل اللاروخا مع تشيكيا في براغ 2/2 وفاز في ملقا 2/صفر وفاز على السويسري في جنيف 1/صفر قبل أن يخسر للمرة الوحيدة في سرقسطة 1/2.

– وبشكل مشابه انتزع منتخب إيطاليا صدارة المجموعة الثالثة من نظيره المجري بعدما تغلب عليه في بودابست 2/صفر بعدما غلبه ذهاباً 2/1 في شيزينا إلا أن تعادل الآتزوري في وولفرهامبتون صفر/صفر والتعادل مع المانشافت الألماني 1/1 في بولونيا ثم الخسارة أمامه 2/5 في مونشن غلادباخ صعّب الأمور على الطليان الذي أحيا آمالهم الفوز على الإنكليز في سان سيرو بهدف.

سجلات

– ثلاثة من المنتخبات الحاضرة في نصف النهائي سبق لها أن تأهلت سابقاً إلى هذا الدور ووحده الكرواتي تأهل للمرة الأولى، وكان المنتخب الكرواتي احتل المركز الأخير في النسخة الأولى بمجموعته ثم المركز الثالث في النسخة الثانية، وخاض بالمجمل 16 مباراة قبل مباراة اليوم (6 انتصارات وتعادلان و8 هزائم والأهداف 21/32).

– بلغ المنتخب الهولندي نهائي النسخة الأولى فخسره أمام البرتغالي بهدف واحتل المركز الثاني بمجموعته في الثانية خلف الإيطالي وبالمحصلة خاض 16 مباراة (10 انتصارات و4 تعادلات وهزيمتان والأهداف 29/14).

– احتل المنتخب الإيطالي المركز الثاني بمجموعته في النسخة الأولى خلف البرتغالي واحتل المركز الثالث في الثانية عقب فوزه على البلجيكي 2/1، وبالمجمل خاض 16 مباراة (7 انتصارات ومثلها تعادلات وهزيمتان والأهداف 17/11).

– خسر المنتخب الإسباني نهائي النسخة الثانية أمام الفرنسي بهدف لاثنين وكان احتل المركز الثاني في مجموعته بالنسخة الأولى خلف الإنكليزي وبالمحصلة خاض في المسابقة 16 مباراة (6 انتصارات و4 تعادلات ومثلها هزائم والأهداف 33/15).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن