هيثم جميل لـ«الوطن»: إنجاز الكأس نتاج تعاون وطموحنا كبير في المربع الذهبي والمقارنة بالمدرب اللبناني لم تكن صحيحة
| مهند الحسني
حققت سلة الجيش لقب كأس الجمهورية لهذا الموسم عن جدارة واستحقاق، وظهر الفريق بأداء متصاعد من مباراة لأخرى، ووصل لاعبوه لمرحلة عالية من التناغم والانسجام حيث نجح مدربه الخبير هيثم جميل بتوظيف مقدرات لاعبيه بشكل احترافي، فكان الفريق الأكثر توازناً على صعيد المستوى الفني، ويبدو أن طموحاته ستكون كبيرة في مباريات المربع الذهبي القادمة.
«الوطن» التقت مدرب الفريق هيثم جميل وأجرت معه الحوار التالي:
• كيف تحقق إنجاز لقب كأس الجمهورية؟
أي إنجاز هو نتاج تعاون وتنسيق كامل بين الإدارة والجهاز الفني والإداري واللاعبين، ونادي الجيش تمكن من تحقيق هذه المعادلة بالمتابعة المستمرة من إدارة النادي، والجهد المميز والتمارين المتواصلة التي قام بها الجهاز الفني واللاعبون والإصرار والعزيمة على تقديم نادي الجيش بصورة مغايرة عن الموسم الماضي، ونجح في التعاقد مع لاعبين محترفين مميزين استطاعوا أن يقدموا إضافة مهمة للفريق كل تلك العوامل ساعدت على عودة لقب كأس الجمهورية لخزائن نادي الجيش، بعد غياب يزيد على أربعة مواسم.
• ما سبب تفاوت مستوى الفريق من مباراة لأخرى؟
الفريق تم تحضيره وفقاً لبرنامج تدريبي يعتمد على المسابقات المحددة مسبقاً من اتحاد السلة، ولكن إقرار مسابقة الكأس بصورة مفاجأة وضعنا كجهاز فني بموقف صعب جداً، حيث كان من المقرر حصول الفريق على قسط من الراحة مع نهاية الدوري وضمان الوصول للفاينال فور، لذلك كان من الصعب الوصول للحالة البدنية الأمثل التي تساعد الفريق على الثبات الفني، وقد حاولنا من خلال عملية المداورة بين اللاعبين للتغلب على حالة الاستقرار البدني وخاصة أن الفريق قد خاض أربع مباريات خلال خمسة أيام، وأظن أن الجميع لاحظ أن الفريق لم يستطع الظهور بالشكل المتوقع منه نظراً لانخفاض المردود البدني بعد خوضه مباراة صعبة جداً في النصف نهائي ضد نادي الوحدة.
• ما حظوظكم بالظفر بلقب الدوري؟
أعتقد أن حظوظ جميع الفرق التي وصلت للفاينال فور متساوية بإمكانية الحصول على لقب بطولة الدوري، وخاصة أن معظم أوراق الفرق أصبحت واضحة، سواء أفكار المدربين أم إمكانيات اللاعبين، عدا نادي أهلي حلب الذي أستقدم لاعباً جديداً، لم نعلم تماماً حقيقة إمكانياته داخل الملعب، لكن الشيء المؤكد أن حصولنا على بطولة كأس الجمهورية سوف يعطينا دافعاً قوياً جداً لتقديم أفضل ما يمكن للوصول للنهائي والحصول على لقب بطولة الدوري لهذا الموسم.
• أي مباراة كانت الأصعب لكم في كأس الجمهورية؟
باستثناء لعبة النواعير الأولى التي كانت نتيجتها تؤثر فقط في ترتيب الفريق، مباراة الكرامة بالبداية كانت صعبه جداً لكونها أتت بعد فوزنا عليه في الدوري العام وتحديد الفريق الواصل للفاينال فور، لذلك كانت هناك حالة من عدم التركيز خلال المباراة وفزنا بصعوبة جداً، كذلك لعبة النصف نهائي مع الوحدة التي كانت مباراة من العيار الثقيل وقدم كلا الفريقين كل إمكانياتهما للفوز بالمباراة والوصول للمباراة النهائية.
• هل كنت تتوقع الفوز باللقب التاسع لسلة الجيش؟
كنت أطمح للفوز بهذا اللقب، لأني كنت واثقاً بإمكانيات فريقي للظفر به، ولأننا عملنا بجد واجتهاد كبيرين لتحقيق إنجاز في هذا الموسم، والحمد لله تحقق هذا الأمل.
• ما رأيك بالمستوى العام للبطولة؟
المستوى العام فوق المتوسط، لأن البطولة أربكت حسابات المدربين حيث إن الاتحاد لم يعلن مسبقاً ومنذ بداية الموسم عن توقيت مسابقة كأس الجمهورية وكذلك أنظمتها التي سمحت للأندية بإيجاد لاعبين اثنين من المحترفين داخل الملعب، مع الاستغراب من آلية السماح للأندية المشاركة في كأس الجمهورية بالاستعانة بأي لاعب محترف سبق ولعب خلال الموسم مع أي ناد من الأندية التي لعبت في مسابقة الدوري العام، مع عدم السماح له بالاستمرار مع أي من الفرق الأربعة الواصلة للفاينال فور، لذلك كانت هناك حالة فنية غير سليمة.
• ألا توافقني الرأي بأن المدرب السوري تفوق على المدربين اللبنانيين؟
عملية المقارنة ببن المدرب السوري والمدرب اللبناني لم تكن مقارنة صحية أو منطقية من عدة جوانب، بالبداية كامل الاحترام والتقدير لجميع المدربين المحترفين اللبنانيين الذي كانوا في دورينا هذا العام، لكن للأسف لا يمكن المقارنة بين ما تم تقديمه وتهيئته للمدربين المحترفين وبين ما قدم للمدرب المحلي (الرواتب، الإقامة، التجهيزات.. إلخ). حتى طريقة التعاطي من الأجهزة الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي وكذلك الجماهير كانت تعطي الأفضلية بطريقة غريبة للمدرب اللبناني عن المدرب الوطني، كما لا يمكن مقارنة البيئة والثقافة السلوية والإمكانيات المادية المتوفرة في لبنان بما هو متوفر هنا في سورية، ليس كل المدربين اللبنانيين الذين دربوا في سورية هذا الموسم، استطاعوا أن يقدموا ما هو جديد أو بصمة حقيقية، بل على العكس منهم من قدم أفكاراً بالكاد ترتقي لمستوى الفئات العمرية، لكن المشكلة الحقيقية هي بحالة التركيز والانضباط التي يقدمها اللاعب داخل التدريبات والمباريات والتي تعتمد على مزاجية اللاعب وتقبل الأفكار من المدرب للأسف وكون أصحاب القرار أو لنقل من أصواتهم مسموعة بقوة لدى جماهير السلة السورية وتكرارهم بأنه لا يوجد لدينا مدربون وطنيون محليون جيدون أو قادرون على قيادة دفة الفرق أو المنتخبات، فقد صدق الجميع هذه المقولة غير الصحيحة والنتائج هي أكبر برهان، وأنا لا أتكلم عن تحقيق الإنجازات أو البطولات، لكن أتكلم عن تطوير الفرق والارتقاء بمستواها الفني، ومن المؤسف أن إدارات الأندية عندما قررت تغيير المدرب لم تحاول أن تفكر بالمدرب السوري المغترب، رغم أننا نملك الكثير من الكفاءات المشهود لها بخبرتها الفنية، للأسف نحن لا نثق بأنفسنا.