إیران وفنزویلا توقعان 19 وثیقة تعاون أبرزها الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والطاقة … رئيسي: يمكن زيادة التبادل التجاري إلى 20 مليار دولار مادورو: متّحدون في مقاومة الهيمنة وبناء عالم جديد
| وكالات
وقّعت إيران وفنزويلا 19 وثيقة للتعاون الثنائي في مجالات متعددة في كراكاس بحضور رئيسي البلدين إبراهيم رئيسي ونيكولاس مادورو، إذ أكد الأول أن العلاقات بين الجانبين إستراتيجية على حين شدد الثاني على أن إيران من الأصدقاء الحقيقيين في مقاومة الهيمنة، ومن جانب آخر أعلنت طهران عن إجراء محادثات مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا في أبوظبي حول مجموعة من القضايا.
وأفادت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء بأن وثائق التعاون بين إيران وفنزويلا شملت مجالات التعاون في قطاعات «الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والطاقة، والتأمين، والنقل البحري، والتعليم العالي، والزراعة، والأدوية والطب، والثقافة، وقطاع التعدين»، بما في ذلك الوثائق المهمة الموقعة بين وزراء الشؤون الخارجية والنفط والدفاع والرعاية الصحية والثقافة مع نظرائهم الفنزويليين.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفنزويلي في كراكاس، قال الرئيس الإيراني: إن إيران وفنزويلا لديهما مصالح مشتركة ووجهات نظر في مجالات السعي للاستقلال والحرية والعدالة، والتي جمعت بين شعبي هذين البلدين.
كما ذكر رئيسي أن لشعبي إيران وفنزويلا أعداء مشتركين لا يريدوننا أن نعيش بشكل مستقل مضيفاً: إن الشعب الإيراني أثبت صداقته للشعب الفنزويلي على مدى السنوات الماضية وأظهر دائمًا أنه صديق أيامهم الصعبة.
وأشار إلى أن العلاقات بين إيران وفنزويلا ليست علاقات دبلوماسية عادية، بل هي علاقات إستراتيجية، وقال: إن وجود مصالح ووجهات نظر وأعداء مشتركين جعل التعاون الثنائي عميقاً وإستراتيجياً.
وأوضح أن إيران وفنزويلا اتخذتا خطوات جيدة في السنوات الماضية لتطوير العلاقات في المجالات الاقتصادية والتجارية والطاقوية والفنية والهندسية، موضحاً أن البلدين عازمان اليوم على تطوير العلاقات في مختلف المجالات.
ولفت رئيسي إلى أن إيران استطاعت تحويل الضغوط والعقوبات إلى فرص، وعبر هذا الطريق حصلت على قدرات مختلفة وهي جاهزة للمشاركة بها مع شعب فنزويلا المقاوم.
ووصف المحادثات مع نظيره الفنزويلي بأنها كانت مفيدة وبناءة من أجل تحسين مستوى العلاقات بين البلدين، وقال: «في المحادثات أكد الجانبان أنه على الرغم من الإجراءات المتخذة لتطوير العلاقات، لا يزال هناك الكثير من الطاقات لتوسيع التعاون الثنائي».
كما أشار إلى زيادة حجم التجارة بين البلدين من 600 مليون دولار عام 2021 إلى أكثر من 3 مليارات دولار، وقال: «يمكن زيادة حجم التبادل التجاري إلى 10 مليارات دولار في خطوة أولى وإلى 20 مليار دولار في خطوة ثانية».
ورأى الرئيس الإيراني في توقيع 19 وثيقة تعاون بين البلدين تعبيراً عن إرادة الجانبين لتوسيع العلاقات الثنائية، معرباً عن الأمل باتخاذ خطوة كبيرة في مسار تحسين مستوى العلاقات بين البلدين.
وقبل ذلك اعتبر رئيسي، خلال اجتماع لرجال الأعمال في البلدين، تعزيز الأنشطة المعرفية وزيادة التعاون في هذا المجال، من الإجراءات المهمة في المجال الاقتصادي، وقال: إن تعزيز القوة في المجال الاقتصادي هو أنجع السبل للتعامل مع الحظر.
وأكد رئيسي أن هناك قدرات كبيرة غير مستخدمة لزيادة التبادلات الاقتصادية بين إيران وفنزويلا، قائلا: إن «السبيل لتحقيق مبادلات تجارية بقيمة 20 مليار دولار هو القيام باستثمارات جادة بين البلدين».
الرئيس الفنزويلي أكد بدوره في تغريدة على «تويتر» أن لكراكاس أصدقاء حقيقيين في العالم، تتحد معهم في مقاومة الهيمنة والتصميم على الاستمرار بصفة الدول الحرة.
وقال مادورو تعليقاً على زيارة رئيسي: «بعد التقلبات والاعتداءات الإمبريالية والعقوبات أصبحت فنزويلا قريبة من إيران، ومستعدة للمساعدة في بناء عالم جديد».
وأوضح مادورو أنه تم تنفيذ مئات الحملات ضد فنزويلا، وقال: «أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قبل يومين عن جرائمه ضد الإنسانية بحق الشعب الفنزويلي، واعترف بأن هدف الحكومة الأميركية والعقوبات هو انهيار المجتمع الفنزويلي، بحيث يمكن للقوة الإمبريالية الأميركية أن تستولي على نفط فنزويلا».
وأول من أمس، وصل الرئيس الإيراني إلى فنزويلا على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى في مستهل جولة في أميركا اللاتينية تشمل أيضاً كوبا ونيكاراغوا وتستمر خمسة أيام.
من جهة ثانية، أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية وكبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، عن عقد مفاوضات مع ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في الإمارات.
وكتب كني في تغريدة على «تويتر»: «استمراراً للمشاورات الدبلوماسية مع الأطراف الإقليمية والأجنبية، التقينا نظراءنا الألمان والفرنسيين والبريطانيين في أبو ظبي وبحثنا مجموعة من القضايا والهواجس المشتركة».
وأمس وصل باقري كني إلى أبو ظبي لإجراء مباحثات مع مسؤولي الإمارات حول رفع مستوى التعاون الثنائي والقضايا الإقليمية، وبهذا الصدد، قال: في إطار تعزيز سياسة الجوار وتماشياً مع استمرار المشاورات السياسية مع الجيران، توجهت إلى الإمارات للتباحث مع المسؤولين في هذا البلد حول تعزيز التعاون الثنائي ودراسة القضايا الإقليمية.