سورية

على خلفية مقتل أحد جنودها وعزم إدارة أردوغان إشعال المنطقة …. القوات الروسية تعزز وجودها شمال حلب للجم التصعيد التركي

| حلب - خالد زنكلو

بخلاف الأنباء المتداولة عن سحب روسيا لقواتها المتمركزة في ريف حلب الشمالي وعلى خلفية مقتل أحد عناصر شرطتها العسكرية أول من أمس، عززت القوات الروسية أمس عديد وعتاد قواعدها في المنطقة، في خطوة فسرها مراقبون على أنها تستهدف لجم التصعيد التركي الذي أخذ بالتصاعد مؤخراً لإشعال المنطقة.

وشهد ريف حلب الشمالي في الأيام الأخيرة تصعيداً عسكرياً من جيش الاحتلال التركي، سواء عبر سلاح المسيّرات أم القصف المدفعي المكثف على قرى وبلدات الشمال، ما أعاد إلى الأذهان الأعمال العدوانية لإدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحق السكان، إبان إطلاق تهديداته في تشرين الأول الماضي بغزو المنطقة مع شريط عمقه 30 كيلو متراً داخل الأراضي السورية لطرد ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» منها وإقامة «المنطقة الآمنة» المزعومة.

فلم تكد تمضي 24 ساعة عن مقتل أحد الجنود الروس وجرح 3 آخرين بقصف مدفعي لجيش الاحتلال التركي على الطريق بين بلدتي حريبل وأم حوش، حتى سارعت القوات الروسية إلى إرسال تعزيزات لقواعدها المنتشرة في المنطقة، وفي خطوة مفاجئة لها دلالات ميدانية وسياسية عدة.

مصادر أهلية في ريف حلب الشمالي، أكدت لـ«الوطن» وصول رتل من التعزيزات العسكرية للقوات الروسية أمس إلى قواعدها المنتشرة في المنطقة لتعزيز قدرتها على أداء عملها المنوط بها كقوة مراقبة وفصل عند خطوط التماس بين مناطق سيطرة الجيش العربي السوري وبعض الجيوب التي تنتشر فيها «قسد» ومناطق هيمنة جيش الاحتلال التركي والفصائل المسلحة التابعة له والتي تسمى «الجيش الوطني».

وذكرت المصادر أن التعزيزات العسكرية للشرطة العسكرية الروسية، والمؤلفة من جنود وناقلات جند ومدرعات ومدافع ميدانية، توزعت على قاعدتي تل رفعت ومطار منغ التابعين للقوات الروسية، مع انتشار مكثف لمروحيات قوات الجو الروسية في سماء المنطقة.

ولفتت إلى أن هذه التعزيزات هي الأولى من نوعها منذ مطلع العام الجاري، إذ سبق للقوات الروسية أن رفدت قواعدها بأرتال عسكرية عدة خلال النصف الثاني من العام المنصرم مع اشتداد أعمال القصف من جيش الاحتلال التركي وزيادة حدة وعيد تصريحات إدارة أردوغان بغزو المنطقة وصولاً إلى مدينة تل رفعت إلى جانب مدينة منبج شمال شرق المحافظة.

مصادر مراقبة للعمليات الميدانية في ريف حلب الشمالي، بينت لـ«الوطن» أن تعزيز القوات الروسية لقواعدها في المنطقة دليل واضح على عزمها البقاء في المنطقة بعد التسريبات التي انتشرت مطلع الشهر الجاري عن سحب جزء من قواتها من قواعدها المتمركزة فيها، كما في تل رفعت وكشتعار، واتضح أنها عمليات تبديل روتينية تحريها القوات بين الحين والآخر بدليل عودة كل عتادها وجنودها إليها.

وكشفت المصادر أن ردف القوات الروسية شمال حلب بأخرى جديدة، رسالة واضحة لإدارة أردوغان بالكف عن رهاناتها السابقة على تغيير خريطة المنطقة الحيوية لمصلحتها، إضافة إلى رسالة ثانية مفادها أنه ممنوع إشعال المنطقة من جديد خدمة لأجندة أردوغان التوسعية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن