العلاج النفسي لمرضى السرطان … معاون مدير «البيروني»: عيادة نفسية خلال 6 أشهر وطلبنا أدوية مناعية جديدة … أستاذ جامعي لـ«الوطن»: العلاج يساعد على الشفاء ويخفف الأعراض الجسدية للمريض
| راما أبولبن
أصبح افتتاح عيادة نفسية في مشفى «البيروني» الجامعي أمراً ملحاً في الوقت الراهن انطلاقاً من أهمية العلاج النفسي الذي يأخذ «حسب الدراسات» الحيز الأكبر في رحلة شفاء مريض السرطان، وهو ما أكدت عليه معاون مدير مشفى البيروني الدكتورة مها مناشي لـ«الوطن» كاشفة التحضير الفعلي لافتتاح قسم جديد يخص الدعم النفسي والعلاج التلطيفي كجزء من الهيكل التنظيمي الجديد.
وقالت مناشي: كان مقرراً افتتاح العيادة النفسية، لكن تأخر الأمر نظراً لصعوبات ترتبط بتأخر إقرار الهيكل الوظيفي لإحداثها، مضيفة: سيشرف على القسم كادر علمي وإداري وطبي مختص يضم خريجين من كلية التربية قسم الدعم النفسي أو من كلية العلوم الصحية باختصاص العلاج النفسي أو من الطب البشري اختصاص معالجة نفسية.
وبينت معاون المدير أن القسم سيضم مجموعة عيادات منها (عيادة تسكين الألم) لتخفيف آثار المعالجة الكيميائية أو الجراحية، وتخفيف آلام المريض، إضافة إلى (عيادة الدعم النفسي) التي تشرح للمريض عن مرضه وتساعد على تقبله وتخفف من تأثيرات المرض النفسية، وهي معنية أيضاً بشرح المعالجات والاختلاطات وتساعد على تقبل العلاج الكيميائي والجراحي والالتزام به حتى لا يخسر المريض فرصة الشفاء.
وحسب مناشي، يتم تحديد أي الأقسام سيحول إليها المريض تبعاً لشدة الرّض النفسي لديه، مبينةً أن المسؤول عن الدعم النفسي عند افتتاح العيادة النفسية هو المعالج الدوائي الكيميائي أو المعالج الشعاعي الذي يلعب عدة أدوار لكن ليس ضمن الطرق الأكثر دقة والتي بحاجة لمختصين.
وحول العبء النفسي الذي تتسبب به التكلفة العالية للعلاج بالنسبة لمحدودي الدخل، قالت مناشي: إن العلاج مجاني في المشفى ويتم تأمين مختلف المواد والجرعات ضمن دعم حكومي مستمر، إضافة إلى الدور الملموس لجمعية بسمة والجمعيات الأهلية لتأمين العلاج مجاناً في حال عدم توافرها ما يهوّن من عبء الوضع المادي على المريض في حياته اليومية أيضاً.
وفي سياق متصل، كشفت معاون مدير عام البيروني عن وضع خطط وبروتوكولات جديدة موحدة ومرشدات وطنية للعلاجات الورمية دخلت «حيز التنفيذ»، الأمر الذي أدى إلى طلب أدوية حديثة لمعالجة الطفرات وأدوية مناعية جديدة، علماً أن وزارتي الصحة والتعليم العالي هما المعنيتان بجلبها، مضيفة: تم مؤخراً ضم جهازين حديثين للمعالجة الشعاعية في بيروني «المزة» كما أن المزيد قادم، علماً أن الأجهزة دقيقة وتصيب موضع الورم مباشرة وتوفر على المريض زمن العلاج، كما أنه ليس لها أي تأثيرات جانبية كالحروق الشعاعية.
ولفتت إلى أن هذه الأجهزة النوعية تستوعب أعداداً أكبر من المرضى، مؤكدةً سعي المشفى إلى تأمين جهاز الـ«PET Scan»؛ وهو نوع من أجهزة التشخيص الشعاعية لتكشف توضع الانتقالات الورمية وهي ضرورية لتقييم مرحلة الورم.
وعلى نحو متصل، أكد أستاذ الطب النفسي في كلية الطب البشري بجامعة دمشق الدكتور يوسف لطيفة لـ«الوطن» أهمية افتتاح القسم الجديد في البيروني، وخاصة أنه يعدّ جزءاً أساسياً من تكوين كل مشفى، ولاسيما أن أي مشفى مختص بعلاج الأورام في العالم يضم طبيباً ومعالجاً نفسياً ومرشداً اجتماعياً.
كما لفت إلى أن أهمية العلاج النفسي تكمن في قدرته على المساعدة على الشفاء ويزيد من اندماج الأدوية ويخفف الأعراض الجسدية الموجودة عند المريض، كما يحسن من نومه وشهيته ويخفف قلقه وتوتره والهياج الذي يتسبب به المرض، إضافة إلى المساعدة في تقبل مرضه ومجتمعه ويخلق لديه نظرة إيجابية نحو الحياة وبالتالي يصبح تأثير المرض والسرطان فيه أخف بقليل بوجود العلاج النفسي.
وأشار لطيفة إلى وجود «العلاج النفسي السلوكي، والعلاج المعرفي، والعلاج السلوكي فقط، والعلاج النفسي الداعم»، مؤكداً أنه في الحالات الشديدة يتم اللجوء إلى مضادات الاكتئاب أو مضادات القلق.
وأكد لطيفة أن تقبل المريض لمرضه واستشارة طبيب أو معالج نفسي يخففان من تأثير الإصابة.