الأمم المتحدة حذرت من جرائم ضد الإنسانية في دارفور … الاشتباكات بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» تمتد إلى ولاية كردفان
وكالات
مع تراجع الآمال بالتوافق على هدنة طويلة بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، تجددت الاشتباكات أمس بين طرفي الصراع في السودان وامتدت إلى وسط ولاية كردفان، على حين حذرت الأمم المتحدة من أن أعمال العنف التي يشهدها إقليم دارفور غرب البلاد قد ترقى إلى «جرائم ضد الإنسانية».
وشن الطيران الحربي السوداني غارات في مدينة الأبيض وسط ولاية شمال كردفان، مستهدفاً مواقع للدعم السريع كما تم استهداف أربعة مواقع لـ«الدعم» في جبل عيسى، ودونكي موسى، و13 هيئة عمليات الأمن سابقا، وجبل كردفان، وذلك حسبما ذكرت وسائل إعلام عربية.
وأكد شهود سماع أصوات مضادات أرضية انطلقت من تمركزات «الدعم السريع» الذي يحاصر الأبيض منذ عدة أيام.
إلى ذلك، تواصلت الاشتباكات المتقطعة في مدينة نيالا غرب البلاد، والتي تبعد 900 كيلومتر تقريباً عن العاصمة الخرطوم، وسمعت أصوات تبادل الرصاص بين الجانبين في عدة أحياء، فيما قالت مصادر محلية: «هناك انتشار واسع للجيش في محيط الفرقة 16 مشاة فيما لا تزال «الدعم السريع» متمركزة شمال شرقي المدينة».
جاءت تلك التطورات الميدانية بعد انتهاء آخر هدنة قصيرة بين القوتين العسكريتين، الأحد الماضي، دون التوصل إلى توافق حول تمديدها، فيما يبدو طرفا الصراع متمسكين بمواقفهما على الرغم من جميع المساعي الإقليمية والأممية لوقف الصراع.
من جهة ثانية، نفت «الدعم السريع» تدخلها في الصراع الذي تأجج مؤخرا بغرب دارفور، ووجهت أصابع الاتهام إلى الجيش السوداني.
وقالت في بيان إنها تلتزم «مبدأ الحياد» تجاه الأزمة في غرب دارفور وأنها حرصت منذ اندلاع الصراع مع القوات المسلحة في العاصمة الخرطوم منتصف نيسان الماضي على تجنيب المناطق الأخرى في البلاد جحيم هذه الحرب، ولا سيما المناطق الأكثر هشاشة مثل إقليم دارفور الذي عانى لعقود طويلة من الحرب والتهميش والتدمير، ما أحدث انقسامات عميقة في نسيجه الاجتماعي.
واتهمت «الدعم السريع» القوات المسلحة بالعمل على تأزيم الأوضاع والزج بالمكونات المختلفة في الإقليم في مواجهات ذات طابع قبلي، «لتحويل الحرب من سياسية بين قوات الدعم السريع والجيش إلى حرب قبلية»، وفق قولها.
وأمام ذلك، حذر رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس من أن أعمال العنف التي يشهدها إقليم دارفور قد ترقى إلى «جرائم ضد الإنسانية».
وقال بيرتس في بيان أوردته «فرانس برس» أمس إنه منذ اندلاع المعارك الأخيرة في نيسان «استمرت الأوضاع الأمنية وحقوق الإنسان والوضع الإنساني في التدهور السريع في جميع أنحاء البلاد، ولاسيما في مناطق الخرطوم الكبرى ودارفور وكردفان».
وأضاف: «مع استمرار تدهور الوضع في دارفور، يساورني القلق بشكل خاص إزاء الوضع في الجنينة (غرب دارفور) في أعقاب موجات العنف المختلفة منذ أواخر نيسان والتي اتخذت أبعادا عرقية».
وتحدث عن «نمط ناشئ من الهجمات واسعة النطاق التي تستهدف المدنيين على أساس هوياتهم العرقية والتي يزعم أنها ارتكبت من ميليشيات عربية وبعض الرجال المسلحين الذي يرتدون زي قوات الدعم السريع، هذه التقارير مقلقة للغاية، وإذا تم التحقق منها، فقد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية».
ومنذ اندلاع المعارك قتل أكثر من 1800 شخص، حسب مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح «أكليد»، إلا أن الأعداد الفعلية للضحايا قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.
| ووفق أرقام الأمم المتحدة، تسبب النزاع بنزوح نحو مليوني شخص.