عربي ودولي

تشين طالب نظيره بلينكن كف الولايات المتحدة عن التدخل في الشؤون الداخلية للصين … شي: نؤيد تسوية عادلة للقضية الفلسطينية عباس: نقدر دعم الصين حقوقنا المشروعة

| وكالات

أعرب الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال لقائه أمس الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن استعداد بلاده لتعزيز التنسيق والتعاون مع دولة فلسطين، للدفع باتجاه تسوية عادلة ودائمة للقضية الفلسطينية، على حين طالبت بكين الولايات المتحدة باحترام التزاماتها وعدم إثارة المواجهة مع المؤسسات المالية الصينية.
وخلال لقاء جمع الرئيسين في العاصمة الصينية بكين أمس عرض شي أن تعمل بلاده على إيجاد تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، وذلك حسبما نقلت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية، وقال الرئيس شي خلال اللقاء: «الصين مستعدة لتعزيز التنسيق والتعاون مع فلسطين، للدفع باتجاه تسوية مبكرة وشاملة وعادلة ودائمة للقضية الفلسطينية».
بدورها، ذكرت وكالة «وفا» الفلسطينية أن عباس بحث مع شي آخر المستجدات على صعيد القضية الفلسطينية، إضافة للجهود المبذولة سياسياً ودبلوماسياً لحشد الدعم الدولي لتوجه دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وإصدار رأي استشاري وفتوى من محكمة العدل الدولية حول قانونية وشكل وأهلية النظام الذي أقامه الكيان الإسرائيلي والأبارتهايد، على أرض فلسطين.
وأطلع الرئيس الفلسطيني، نظيره الصيني على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، والإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانب، والمتمثلة بتصعيد عمليات الاستيطان وعمليات القتل اليومية، واستباحة المقدسات المسيحية والإسلامية في القدس، والتنكر للاتفاقات الموقعة، وقرصنة أموال الضرائب الفلسطينية.
وحسب «وفا»، ناقش الرئيسان سبل تعزيز العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين في كل المجالات لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين، وتبادلا الرأي بشأن آخر مستجدات القضية الفلسطينية، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأكد عباس اعتزازه بالعلاقات الثنائية القوية بين البلدين الصديقين، بعد مرور 35 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، وجدد التأكيد أن دولة فلسطين ستواصل الالتزام بثبات بمبدأ «الصين الواحدة»، والمشاركة بنشاط في مبادرة «الحزام والطريق»، ومواصلة تعزيز التعاون مع الصين في كل المجالات، معرباً عن ثقته باستمرار جمهورية الصين بتقديم الدعم السياسي والاقتصادي لتعزيز صمود الفلسطينيين.
وأعرب عباس عن شكره وتقديره للدعم السياسي الذي تقدمه الصين للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة ونيل حريته واستقلاله.
وأول من أمس، بدأ الرئيس الفلسطيني زيارة إلى الصين تستغرق أربعة أيام يلتقي خلالها إضافة إلى الرئيس الصيني عدداً من كبار المسؤولين الصينيين، وسيتم خلالها توقيع عدد من الاتفاقيات بين البلدين.
في السياق، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ، أن الرئيس الصيني أقام «مراسم استقبال كبيرة، ترحيباً بالرئيس الفلسطيني محمود عباس».
وقالت في تغريدة على «تويتر»: إن «الرئيس الصيني أجرى محادثات مع الرئيس عباس، أكد خلالها أن الصين وفلسطين صديقان حميمان وشريكان جيدان يثقان ببعضهما ويدعم كل منهما الآخر».
وأضافت: «لطالما دعمت الصين بقوة قضية الشعب الفلسطيني العادلة، المتمثلة في استعادة حقوقه الوطنية المشروعة».
ويوم الجمعة الماضي، وصف متحدث باسم الخارجية الصينية هو وانغ وين بين، عباس بأنه «صديق قديم وقريب» للشعب الصيني.
وخلال الفترة الأخيرة، أعطت الصين اهتماماً متنامياً بقضايا المنطقة، في تحدّ واضح للولايات المتحدة.
وتعد الصين من أوائل الدول التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين، حيث أقامت الصين في تشرين الأول 1988 علاقات دبلوماسية رسمية مع فلسطين، وفقاً لموقع وزارة الخارجية الصينية على الإنترنت.
وفي أيار 1965، أنشأت منظمة التحرير الفلسطينية مكتباً في الصين تم التعامل معه على أنه بعثة دبلوماسية في بكين.
من جهة ثانية، طالب وزير الخارجية الصيني تشين قانغ الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات ملموسة لتنفيذ التوافق المهم الذي توصلت إليه قيادتا البلدين في قمة مجموعة العشرين في بالي، واحترام التزاماتها ذات الصلة.
ونقلت وكالة «شينخوا» عن تشين قوله خلال محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: «إن العلاقات الصينية- الأميركية تواجه منذ بداية العام صعوبات وتحديات جديدة، ومن الواضح تماماً من المسؤول عنها».
وأعرب تشين عن أمله في أن تتعاون الولايات المتحدة مع الصين لإدارة الخلافات بفاعلية وتعزيز التبادلات والتعاون، من أجل وقف تدهور العلاقات الثنائية، وإعادتها إلى مسار التنمية السليمة والمستقرة.
كما طالب وزير الخارجية الصيني واشنطن باحترام موقف بلاده بشأن مسألة تايوان، والكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للصين، والتوقف عن تقويض سيادة الصين وأمنها ومصالحها التنموية باسم المنافسة.
في السياق ذاته، دعا المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين الولايات المتحدة إلى عدم إدخال عناصر المواجهة الجيوسياسية في المنظمات المالية الدولية.
جاء ذلك في الإفادة الصحفية لوانغ ون بين أمس، حيث كانت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين قد وصفت في وقت سابق المؤسسات المالية الدولية التي تسيطر عليها الولايات المتحدة الأميركية بأنها قوة موازنة لانتشار النفوذ الصيني في البلدان النامية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية حسب وكالة «نوفوستي»: إن «صندوق النقد الدولي والبنك الدولي منظمتان ماليتان متعددتا الأطراف، ومنبران يظهران دمقرطة العلاقات الدولية، ويعززان التعاون الدولي على أساس الانعكاس الكامل لمصالح الدول الأعضاء، أود القول هنا إن تلك ليست الولايات المتحدة الدولية، وليس صندوق النقد الأميركي، أو البنك الدولي الأميركي».
وأكد وانغ، أن الصين التزمت دائماً بقواعد القانون الدولي وتعاونت في مجال الاستثمار مع الدول النامية على أساس مبادئ الانفتاح والشفافية، «من دون طرح أي شروط سياسية، أو السعي وراء أي أهداف سياسية أنانية».
وتابع المتحدث الصيني: «منذ العام الماضي، رفعت الولايات المتحدة أسعار الفائدة على نحو غير مسبوق، ما أدى إلى زيادة مشكلات ديون الدول المعنية، وإلى زيادة التقلبات في الأسواق المالية العالمية»، فيما يتعين على الولايات المتحدة «أن تتخذ خطوات عملية لمساعدة الدول النامية على إشراك المؤسسات المالية المتعددة الأطراف لحل قضايا الديون، وعدم إدخال عناصر المواجهة الجيوسياسية في المؤسسات المالية المتعددة الأطراف».
وفي فلسطين المحتلة، اقتحم عشرات المستوطنين، أمس، المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من قوات الاحتلال.
وذكرت «وفا» نقلاً عن مصادر محلية أن المستوطنين اقتحموا «الأقصى» من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدَّوا طقوساً «تلمودية» في الجهة الشرقية منه.
ونشرت قوات الاحتلال عناصرها ووحداتها الخاصة منذ الصباح في باحات الأقصى وعند أبوابه، لتأمين اقتحامات المستوطنين، والتضييق على دخول المصلين.
وفي وقت لاحق، اقتحمت استخبارات الاحتلال مصلى باب الرحمة، بعد أن أخرجت أحد حراس دائرة الأوقاف الإسلامية منه، ومنعته من الدخول.
على خط مواز، اعتقلت بحرية الاحتلال أمس خمسة صيادين فلسطينيين قبالة بحر قطاع غزة المحاصر.
وذكرت «وفا» أن زوارق الاحتلال الحربية حاصرت مركب صيد قبالة منطقة السودانية شمال غرب القطاع، واعتقلت خمسة صيادين واستولت على المركب.
وأصيب صياد فلسطيني أمس برصاص بحرية الاحتلال قبالة السودانية.
في الغضون، أكد البرلمان العربي أن مخططات الاحتلال الإسرائيلي لإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في الضفة الغربية تحدٍّ سافر للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، مطالباً المجتمع الدولي بالخروج عن صمته والتدخل الفوري لوقف تنفيذها.
وأوضح البرلمان العربي في بيان أوردته «وفا» أن هذه المخططات تهدد بالاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية، داعياً إلى اتخاذ إجراءات دولية جدية تلزم الاحتلال بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة التي تؤكد عدم شرعية الاستيطان وتطالب بوقفه.
وأعلن الاحتلال مؤخراً عن مخطط لإقامة نحو 4500 وحدة استيطانية لتوسيع عدة مستوطنات مقامة على أراضي مدينة القدس ومناطق متفرقة شمال الضفة الغربية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن