سورية

«بروكسل للمانحين» بدأ أعماله.. وحجار: الأوروبيون يرفضون عودة اللاجئين … الصليب الأحمر: 15 مليون سوري بحاجة للمساعدة والأولوية للحفاظ على البنى التحتية

| وكالات

مع انطلاق أعمال ما يسمى «مؤتمر بروكسل للمانحين» أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن ما يقرب من 90 بالمئة من السوريين يعيشون اليوم تحت خط الفقر وأن أكثر من 15 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، داعية إلى «تحرك فوري لمعالجة الوضع الحرج في سورية»، محذرة من أن «كلفة عدم التحرك سيترك تداعيات خطيرة على جميع المعنيين، على حين أكد وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية هكتور حجار، أن كل الاجتماعات التي تُعنى بملفّ النازحين السوريين في بروكسل، يكون فيها الأوروبيون متشبّثين بموقفهم الرافض لعودة السوريين إلى بلدهم، وأن هدفهم الوحيد تأمين المساعدات.
وقالت اللجنة في بيان نشرته على موقعها أمس: إن المجتمعات المحلية في سورية «كابدت نزاعاً مسلحاً فتاكاً يدوم منذ أكثر من 12 عاماً وزلزالاً مدمراً ضرب البلاد في بداية هذا العام وتسبب بمزيد من المعاناة الإنسانية».
وأضافت: إنه مع استضافة الاتحاد الأوروبي أمس ما يسمى «مؤتمر بروكسل» أو مؤتمر «دعم مستقبل سورية والمنطقة» بنسخته السابعة، فإن اللجنة «تحثّ على تحرك فوري لمعالجة الوضع الحرج الذي يعيشه الناس في سورية»، معتبرة أن كلفة عدم التحرك ستكون لا تحتمل، وستُثقل كاهل السكان في المقام الأول.
وقالت اللجنة: إنه «على المجتمعات المحلية الضعيفة أن تواجه، إلى جانب النزاع والزلزال الأخير، التضخم الجامح والانكماش الاقتصادي وانهيار خدمات الصحة العامة ودمار المنازل وخطر تعطل البنى التحتية الحيوية»، مشيرة إلى أن ما يقارب 90 بالمئة من السوريين اليوم يعيشون تحت خط الفقر، وأن أكثر من 15 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، «وهو توجه ظلّ ثابتاً في السنوات الماضية».
وأكدت اللجنة، أن خطر انهيار البنى التحتية الحيوية في سورية، يشكل مدعاة قلق داهم، حيث أعاقت التدابير التقييدية والعقوبات الدولية استيراد قطع الغيار اللازمة لصيانة البنى التحتية الحيوية في المدن الرئيسية، وأضافت إن هذا هو السبب الذي دفعها إلى أن تواصل الدعوة إلى إدراج استثناءات مُحدّدة الإطار ومستدامة في نُظم العقوبات التي لا تتضمن بعد مثل هذه الاستثناءات، مشيرة إلى تضرر معظم محطات تكرير المياه التي باتت تعمل بقدرات متدنية، الأمر الذي أدى إلى تدنٍ مقلق لإمكانيات الوصول إلى مياه الشرب.
ودعت اللجنة في بيانها، «الدول المانحة» إلى قطع التزام دولي فوري بالحفاظ على البنى التحتية الحيوية والخدمات الأساسية، وضمان إمكانية مواصلة استجابة إنسانية شاملة، مشيرة إلى أن هناك حاجة مُلحّة إلى بذل جهود منسّقة وإلى زيادة التمويل من أجل تيسير تعافٍ مُبكّر.
وأشارت إلى أنها كثّفت استجابتها في أعقاب الزلزال الذي ضرب سورية في 6 شباط الماضي، في شراكة مع الهلال الأحمر العربي السوري، من أجل تلبية الاحتياجات المتنامية، حيث قدّمت مواد إغاثية أساسية، وخدمات الرعاية الصحية، والماء، والدعم في مجال الصحة النفسية، وأعادت تأهيل المرافق، وخاصة المدارس، التي تُستخدم كمآوٍ، وعملت بالتعاون مع الهلال الأحمر على تحسين إمكانيات الحصول على مياه الشرب ووفرّت محوّلات لإعادة تشغيل التيار الكهربائي.
إلى ذلك، قال المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط باللجنة الدولية، فابريزيو كاربوني: «على المجتمع الدولي أن يواجه الحقيقة الصعبة التي تؤكد أن الوضع في سورية لا يُحتمل وأن عدم التحرك سيترك تداعيات خطيرة على جميع المعنيين، وسيعيق أي احتمالات للتوصل إلى تعافٍ مستدام، ولا يمكننا أن نغضّ الطرف عن معاناة الناس في سورية، وعلينا أن نمنح الأولوية للحفاظ على البنى التحتية الحيوية وتقديم استجابات إنسانية شاملة».
وأضاف كاربوني: «ليس انهيار هذه الخدمات الأساسية تهديداً بعيداً، بل إن احتمال حدوثه مرتفع جداً، وستكون له تداعيات مدمرة على الشعب السوري، إذا لم تُتخذ التدابير اللازمة لمنع حدوثه».
وقال إذا «استثمرنا في تلبية هذه الاحتياجات الحيوية يمكن أن نولّد أثراً إيجابياً مضاعفاً، وسيمكّن هذا الأثر السوريين من أن يحسنوا إمكانية حصولهم على الخدمات الأساسية بالحدّ الأدنى، وهو ما من شأنه أن يُسهم في إعادة بناء حياتهم ويزوّد المنظمات الإنسانية بالقدرات اللازمة لتعزّز بشكل كبير فعالية مساعداتها وأثرها، داعياً إلى التحرك بهذا الشأن بشكل فوري.
بموازاة ذلك، كتب حجار على حسابه عبر «تويتر»، حسبما ذكر موقع «ليبانون ديبايت» الإلكتروني اللبناني أمس: «في كواليس كل الاجتماعات التي تُعنى بملفّ النازحين السوريين في بروكسل، الأوروبيون متشبّثون بموقفهم الرافض لعودة السوريين إلى بلدهم».
وتابع: «غايتهم الوحيدة من هذا المؤتمر هي تأمين المساعدات»، وقال: «المساعدات واجبٌ عليهم، ولكن نحن لن نرضى إلا بالعودة»، وختم حجّار تغريدته، بتأكيده أنه لا يوجد أوضح من ذلك.
ويأتي بيان اللجنة الدولية للصليب الأحمر وتصريحات حجار تلك مع انطلاق أعمال ما يسمى «مؤتمر بروكسل» السابع حول «دعم مستقبل سورية والمنطقة» في العاصمة البلجيكية بروكسل والذي يستمر على مدى يومين، تحت ذريعة استمرار تقديم الدعم للشعب السوري في بلدهم أو في الدول المستضيفة له.
وسبق أن نددت سورية في التاسع من أيار من العام الماضي، بمؤتمر «دعم مستقبل سورية والمنطقة» بنسخته السادسة، مؤكدة أنه «مسيس» ولا يتّفق مع مبادئ الأمم المتحدة الناظمة للعمل الإنساني ولا يعكس أي حرص حقيقي على مساعدة الشعب السوري.
وحينها، أشارت وزارة الخارجية والمغتربين، إلى تسييس الدول المنظمة لموضوع تقديم المساعدات الإنسانية وربطه بشروط سياسية مسبقة لا علاقة لها بمتطلبات وأهداف العمل الإنساني.
وفي الرابع من الشهر الجاري، اعتبر حتى ما يسمى فريق «منسقو استجابة سورية» الناشط في مناطق سيطرة الفصائل والتنظيمات المعارضة بريفي إدلب وحلب في بيان بخصوص المؤتمر الذي سيعقده الاتحاد الأوروبي بنسخته السابعة في بروكسل أن المؤتمرات التي يعقدها المانحون لم تحقق أي تحسن في العمليات الإنسانية وأن أوضاع السوريين باتت أسوأ.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن