بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي … ياغي لـ«الوطن»: منصة مهمة للتعددية الاقتصادية … الجعفري: الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية إلى السياسية

بمشاركة وفد الجمهورية العربية السورية، برئاسة وزير المالية كنان ياغي، انطلقت أمس فعاليات منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي السادس والعشرين.

وحسب وكالة «سانا» يضم الوفد السوري كلاً من سفير سورية في موسكو بشار الجعفري، والقنصل الفخري في بطرسبورغ ملاذ غازي.

وفي تصريح هاتفي خاص لـ«الوطن» من بطربسبورغ أوضح ياغي أن مشاركة سورية في المنتدى تكتسب أهمية خاصة نظراً للواقع والظروف التي يمر بها الاقتصاد العالمي، علماً أن سورية تشارك في فعاليات هذا المنتدى منذ أكثر من 25 عاماً وهو ينبع من أهمية العلاقات السورية الروسية على مختلف الأصعدة ومنها العلاقات الاقتصادية التي يتم العمل على تطويرها على مستوى الحكومتين السورية والروسية، وأن تطوير هذه العلاقات الاقتصادية مع روسيا هو من أولويات عمل الحكومة السورية.

مبيناً أن حضور سورية في هذا المحفل الدولي الاقتصادي المهم يسمح بالمشاركة والاطلاع وطرح العديد من القضايا الاقتصادية المهمة والتي تهم سورية وروسيا والكثير من الدول المشاركة في المنتدى.

واعتبر أن المنتدى أصبح من أهم المنصات العالمية لطرح ونقاش قضايا الاقتصاد كتحقيق التنمية المستدامة العالمية، والتطور الاقتصادي من ناحية التعددية الاقتصادية التي أصبحت مطلباً عالمياً بعد عقدين ونيف من أحادية القطب الاقتصادي الذي أثرت سلباً في مناخ الاقتصاد العالمي، وكانت الدول النامية ودول العالم الثالث أكثر المتأثرين بها».

وأكد ياغي أن المنتدى أصبح من أهم المنصات العالمية لطرح ونقاش قضايا الاقتصاد وأن الوفد السوري المشارك في المنتدى سيحضر العديد من الورش والبرامج المعنية ببحث مختلف القضايا الاقتصادية العالمية وسيكون له العديد من المباحثات الثنائية مع عدد من الوفود المشاركة في المنتدى، ويستمع من الآخرين إلى التوجهات الاقتصادية العالمية وما هي المتطلبات للانتقال إلى اقتصاد عالمي أكثر عدالة بالنسبة لشعوبنا.

إلى ذلك نقل الإعلام الرسمي عن الجعفري تأكيده أن الحدث يرقى إلى مستوى تظاهرة اقتصادية تجارية مالية ثقافية تليق بمستوى روسيا العالمي حالياً من حيث التوجه نحو التعددية القطبية.

وأوضح أن مشاركة سورية تندرج في إطار تعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين والارتقاء بها إلى مرحلة اقتصادية وتجارية ومالية تنسجم مع مستوى العلاقات السياسية، مشيراً إلى قرار سورية باتجاه تعزيز علاقتها الدولية شرقاً، ومن هنا أتى طلب سورية بالانضمام إلى منظمة «شنغهاي».

وتستمر أعمال المؤتمر حتى السابع عشر من الشهر الجاري بمشاركة رؤساء دول وحكومات ووزراء وسفراء ومسؤولين ورؤساء وممثلي كبريات الشركات الروسية والعالمية من العديد من البلدان، بمن فيهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يلقي كلمة أمام المنتدى يوم الجمعة القادم في ختام أعماله.

وأعلنت المصادر الروسية أن أكثر من 17 ألف شخص، من 130 دولة وإقليماً أكدوا مشاركتهم في منتدى العام الحالي، في حين تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة فيه بصفة ضيف شرف.

وحسب «روسيا اليوم» أشار محافظ مدينة سان بطرسبورغ ألكسندر بيغلوف، إلى تزايد الاهتمام بالمنتدى وسط سعي دول العالم لتوسيع التعاون مع روسيا، على الرغم من الضغط الغربي لعرقلة هذا الاتجاه.

وقال: إن «التغيرات الجيوسياسية أثرت بالتأكيد على المنتدى، لكنه لا يزال حدثاً عالمياً».

وحسب بيغلوف فإنه من المتوقع أن يشارك عدد كبير من الضيوف من دول جنوب شرق آسيا مثل إندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار وتايلاند، لافتاً إلى أنه يتم تكثيف التعاون مع هذه الدول قطاع تكنولوجيا المعلومات وبناء السفن والطب والتعليم.

وعن المشاركة العربية في المنتدى قال محافظ مدينة سان بطرسبورغ: «نتطلع إلى تمثيل كبير من الشرق الأوسط، بما في ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة، وكذلك المملكة العربية السعودية وقطر والبحرين، سنرحب بأصدقائنا من إيران وسورية بحرارة شديدة».

وأُسس منتدى سان بطرسبورغ عام 1997، وتجري أعماله بصورة سنوية، ومنذ العام 2005 ينعقد برعاية ومشاركة رئيس روسيا الاتحادية، ويعتبر واحداً من أكثر الأحداث الاقتصادية اتساعاً وأهمية في العالم، واكتسب خلال خمسة وعشرين عاماً من تأسيسه صفة الساحة العالمية الرئيسة لمناقشة القضايا الأساسية المطروحة على جدول أعمال الاقتصاد العالمي الشامل، وتبادل أفضل الخبرات بهدف ضمان التنمية المستدامة.

وأعلن مستشار الرئيس الروسي رئيس الهيئة التنظيمية للمنتدى أنطون كوبياكوف أن منتدى بطرسبورغ هذا العام يتسم بأهمية كبيرة، نظراً للاضطرابات العاصفة حالياً بالاقتصاد العالمي والمرتبطة بالتغيرات الجارية في الاتحادات الاقتصادية الدولية.

وأكد كوبياكوف أن المنتدى يشكل الفضاء الوحيد للثقة والفرص المتكافئة لجميع مكونات النشاط الاقتصادي في العالم.

وشارك في فعاليات منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي العام الماضي زهاء 14000 شخص من 130 بلداً في العالم، وشهد المنتدى توقيع صفقات وعقود بنحو 5.6 تريليونات روبل، أي ما يعادل 105 مليارات دولار، حيث تم توقيع 691 اتفاقية بموجب معطيات المنظومة الإعلامية التحليلية لمؤسسة (روس كونغرس) التي تتولى تنظيم الفعاليات الدولية في روسيا.