مقتل ٥ مسلحين من «مجلس منبج العسكري» والتصعيد مستمر … الاحتلال التركي يستأنف بزخم «حرب المسيّرات» ضد متزعمي «قسد» شمال حلب
| حلب - خالد زنكلو
أعاد جيش الاحتلال التركي الزخم لطائراته المسيّرة إلى ما كانت عليه الحال قبل الجولة الأولى من الانتخابات التركية منتصف الشهر الماضي، في الحرب التي يشنها ضد متزعمي ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد».
وحظي ريف حلب الشمالي، الذي كانت إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تسعى إلى مد نفوذها إليه وصولاً إلى مدينة تل رفعت عقب إطلاق تهديداتها بغزو المنطقة في تشرين الأول الماضي، بالحصة الأكبر وربما الوحيدة راهناً في إشعال فتيل ما يطلق عليه «حرب المسيّرات» التي حصدت رؤوس أعداد كبيرة من متزعمي «قسد» قبلاً.
وبدا أن التصعيد العسكري لإدارة أردوغان، الذي استعر في الأيام الأخيرة شمال حلب سواء عبر الطائرات من دون طيار أم من خلال القصف المدفعي والصاروخي، هو عنوان المرحلة المقبلة، بعد تصريحات الإدارة بمواصلة الحرب على الإرهاب، والمقصود هنا ميليشيات «وحدات حماية الشعب» الكردية العمود الفقري لـ«حزب العمال الكردستاني».
وتمكنت أمس مسيّرات جيش الاحتلال التركي من قتل ٥ مسلحين مما يسمى «مجلس منبج العسكري» التابع لميليشيات « قوات سورية الديمقراطية – قسد» في ريف منبج الغربي شمال شرق حلب، في استهدافين منفصلين، بعد يومين من استهداف مسلحين من الميليشيات في مدينة عين العرب شمال شرق حلب دراجة نارية على متنها مسلحان من «قسد» أصيبا بجروح بليغة أدت إلى بتر أطرافهما.
مصادر أهلية في منبج، ذكرت لـ«الوطن» أن ٤ مسلحين من «قسد» قتلوا أمس قرب بلدة الدندنية غرب منبج عن طريق صاروخ أطلقته طائرة مسيرة تابعة لجيش الاحتلال التركي، وذلك أثناء محاولتهم إسعاف طفلين أصيبا بقذيفة مدفعية لجيش الاحتلال التركي أطلقت على البلدة.
وبينت المصادر أن أحد متزعمي «قسد» لقي حتفه أمس أيضاً لدى استهدافه من مسيّرة لجيش الاحتلال التركي خلال وجوده في منزل بطرف بلدة عرب حسن بريف منبج الذي يهيمن عليه «مجلس منبج العسكري»، وأشارت إلى أن سيارات الإسعاف نقلت مصابين بصاروخ موجه من البلدة إلى مشفى منبج الوطني من دون معرفة تفاصيل إضافية عن الحادث.
وتوقعت المصادر مزيداً من الاستهدافات لمتزعمي «قسد» من طائرات جيش الاحتلال التركي المسيّرة في ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي في الفترة المقبلة، التي ستستأنف فيها اللقاءات الأمنية والسياسية بين أنقرة ودمشق برعاية روسية وإيرانية، ويتوقع أن يركز فيها الجانب التركي على مواصلة استئصال «إرهاب الميليشيات»، وفق توصيفه.
وكانت مسيّرة تركية قد استطاعت السبت الماضي قتل ٣ مسلحين من «حماية الشعب» وإصابة اثنين آخرين بجروح، أحدهما متزعم لجماعة عسكرية، إثر استهدافها سيارة عسكرية بصاروخ موجه كانت تقلهم قرب بلدة أحداث شمال حلب، عقب هجوم نفذته ما يسمى «قوات تحرير عفرين» التابعة لـ«قسد» على قاعدة كلجبرين العسكرية التركية قرب بلدة مارع بـ٥ صواريخ أدت إلى إصابة جنود أتراك داخل القاعدة.
في السياق ذاته ركز جيش الاحتلال التركي قصفه بمدفعيته الثقيلة أمس على بلدة شوارغة التابعة لمنطقة عفرين بريف حلب الشمالي وتسبب بإصابة ٣ مدنيين ومسلحين من «قسد» من دون معرفة عددهم، وذلك بعد يوم من تكثيفه القصف على بلدة عقيبة في المنطقة ذاتها من دون ورود أنباء عن وقوع ضحايا.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع التركية في بيان أمس «تحييد»، ٤١ «إرهابياً» من ميليشيات «وحدات حماية الشعب – وأي بي جي» بعد رصدهم في منطقتي تل رفعت ومنبج شمال سورية. وأوضحت الوزارة في بيان لها، أن مكافحة التنظيمات الإرهابية «ما زالت مستمرة بكل حزم».
وأشار البيان إلى أن المسيرات التركية «ساهمت في العملية التي بدأت بعد اعتداء الإرهابيين قبل أيام على منطقة أونجو بينار الحدودية بولاية كيليس جنوب تركيا»، وأن القوات التركية «استخدمت الذخائر المصنعة محليا في ضرب أوكار الإرهابيين»، ولفتت إلى أن عدد «المحيدين» في شمال سورية منذ نهاية الأسبوع الفائت، ارتفع إلى 53 «إرهابياً».