رياضة

وماذا بعد؟

| غانم محمد

فوجئنا حدّ الصدمة بما قدمه منتخبنا الأولمبي في بطولة غرب آسيا والتي تستضيفها العراق، ودهشنا خروج أمل كرتنا (كما توهّمنا) بخسارتين دون الحدّ الأدنى من الإقناع على صعيد الأداء.

اتحاد كرة القدم، حاول إرضاء نفسه، فأقال الهولندي مارك فوته من تدريب المنتخب، وكلّف المصري تامر حسن بقيادته خلال دورة الألعاب العربية التي تحتضنها الجزائر.

وبحسب ما رأيناه، فقد لا تكون الصورة في الجزائر مختلفة كثيراً عما رأيناه في العراق، وبالتالي فإن الوجع سيستمر، والسؤال سيكبر: وماذا بعد؟

بالأساس، لا توجد دراسة كافية، أو مشروع واضح يقود الكرة السورية، ومازالت الفوضى هي عنوان العمل في كرتنا منذ عقود، وبالتالي فإننا نستغرب النجاح لا الفشل، وننبهر عند كلّ طفرة، وشخصياً لا أنتظر أي حضور كروي واضح المعالم خلال المدى المنظور، وعلى صعيد جميع الفئات!

فقط في كرة القدم السورية نختلف على الهوية والانتماء، نختلف على التحكيم، نختلف على المنتخب، نختلف على الرأي، وعلى القيادات، و.

فقط في كرة القدم السورية نتهمّ المحبّ بالخيانة، والمخلص بالتقصير، فنخفّف من شأن هذا، ونرفع الرايات لذاك، ونطبّل هنا، ونبرع بالشتيمة هناك، والنتيجة (حارة صبيان) كل من فيها يعتقد أنه البطل!

لدينا مواهب كثيرة، وخاصة على صعيد العمر الأولمبي، ولكننا لا نمتلك الرؤية الواضحة، ولا نعرف كيف نسلك الطريق، وثلاثة أرباع المشكلة في اتحاد كرة القدم، والذي عليه أن يضع كلّ شيء في مساره الصحيح، وأن يراقب الخطوات التنفيذية بعين خبيرة، وأن يكون (الثواب والعقاب) موجوداً وبشكل مؤثر، وإلا فسنسقط كل فترة في الحفرة نفسها.

لا نقرأ التجارب القريبة منّا، ولا نستفيد من تفاصيلها، وكأننا غريبون تماماً عن كرة القدم، أو أن الفشل يرضي غرور وربما أطماع القائمين على كرة القدم السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن