رياضة

في غرب آسيا سقوط آخر للمنتخب الأولمبي فما الأسباب؟ … أداء متواضع أمام فلسطين وأخطاء دفاعية أمام إيران وخسارتين مستحقتين … إقالة كادر منتخبنا بقيادة الهولندي فوته وتشكيل كادر جديد بقيادة المصري تامر حسن

| ناصر النجار

انتهت مشاركة منتخبنا الأولمبي لكرة القدم في بطولة غرب آسيا بشكل مبكر وسريع فخرج من البطولة من دورها الأول بعد 48 ساعة لتلقيه خسارتين متتاليتين أمام منتخب فلسطين بهدف وحيد وأمام منتخب إيران بهدف لثلاثة، وفشل منتخبنا بتسجيل أي حضور له في البطولة وخرج صفر اليدين من النقاط وبالمركز الأخير في مجموعته.

في مباراة فلسطين قدم منتخبنا أسوأ ما يمكن تقديمه في عالم كرة القدم، فلم يظهر بالمستوى اللائق من خلال أداء ضعيف ومستوى هزيل، فكان دفاعه (مهلهلاً) استطاع المنتخب الفلسطيني اختراقه مراراً بسهولة ودون ازعاج ولو كان مهاجموه موفقين لمزقوا شباكنا مراراً في الشوط الأول على الأقل، وسط الفريق كان غائباً فلم يحسن الدفاع ولم يستطع دعم الحالة الهجومية، أما خط الهجوم فكان لا حول له ولا قوة ونام أغلب الوقت في أحضان مدافعي فلسطين، وعندما تحرك المنتخب آخر المباراة كانت حركته بلا بركة ورغم أنه صنع لنفسه العديد من الفرص إلا أنه أخفق في تسجيل أي منها فكانت الخسارة مستحقة شكلاً ومضموناً.

أمام إيران تكرر سيناريو مباراة فلسطين بشكل أبشع وخصوصاً من جهة الأخطاء الدفاعية، فلم تمض ربع الساعة الأولى إلا وكان منتخبنا قد تلقى هدفين من خطأين ساذجين، الخطأ الأول الذي كلفنا ركلة مباشرة على خط الجزاء يشبه الخطأ المرتكب بمباراة فلسطين وكلفنا ركلة جزاء، وهذا يعني أن الأخطاء مكررة ولم تستدرك وهذه مشكلة كبيرة ومن هذا الخطأ سجل الإيرانيون هدفاً من مباشرة على الطريقة البرازيلية، وجاء الخطأ الثاني الذي كان أفدح عندما أهدى مدافعنا كرة مقشرة لمهاجم إيراني داخل الجزاء استقبلها الأخير وسجل على المرتاح هدفاً ثانياً، يمكننا القول إن منتخبنا خسر المباراة قبل بدايتها، من خلال الخوف الدفاعي وقد كان لاعبونا مرتبكين أمام المهاجمين الإيرانيين، ولولا أن الإيرانيين أحسوا بالراحة لزادوا الغلة لكنهم قاموا بعدها بتهدئة المباراة وأداروها كما يشاؤون.

تحرك منتخبنا قليلاً قبيل نهاية الشوط الأول وسجل هدفاً جميلاً برأس محمود الأسود بعد جملة تكتيكية جميلة لكن الإيرانيين أعادوا الفارق بعد دقيقة واحدة من ركلة جزاء لتصبح النتيجة 3/1.

غاية الإيرانيين في الثاني ألا يتعرض مرماهم لهدف فكانوا هادئين وهو ما استغله منتخبنا الذي سيطر على هذا الشوط وصنع لنفسه فرصاً عديدة لكنه أخفق في التسجيل مع الإشارة إلى أن المنتخب الإيراني قام بمرتدات خطيرة لكنه لم يفلح بالتسجيل فبقيت النتيجة على حالها حتى صافرة النهاية.

سلبيات متعددة

حسب ما قدمه منتخبنا في هذه البطولة فقد تبين لنا أن المنتخب غير معد بشكل جيد على الصعيد النفسي ولا ندري ما مبرر الخوف في الأداء أمام فلسطين والأكبر أمام إيران، وتجلى هذا الخوف بكثرة الأخطاء وخاصة في الخطوط الخلفية.

تعدد الأخطاء في المنطقة الدفاعية كلفنا أربعة أهداف وركلتي جزاء ومباشرة على خط الجزاء وهؤلاء كان أثرهم كبيراً على النتائج فضلاً عن الأخطاء الأخرى التي مرت مرور الكرام، والغريب أن أخطاء الدفاع في مباراتي لبنان لم تصلح فكانت مكررة في بطولة غرب آسيا وتسببت بمقتل الفريق.

رغم مرور أشهر عديدة للمدرب مع المنتخب واللاعبين إلا أننا ما زلنا نراه يجرب اللاعبين ولم يستقر على تشكيلة في هذه البطولة.

اختيار البعض للمنتخب كان خاطئاً بالمطلق فالكثير من اللاعبين كانوا غير جاهزين، وعلى سبيل المثال لم يتمرن محمد ريحانية منذ شهرين بعد أن انتهى الدوري الإماراتي الذي يلعب فيه فريقه حتا مبكراً، وعلي الرينة لم يلعب هذا الموسم بسبب الإصابة ومثله المقداد أحمد الذي لعب مباريات قليلة مع فريقه كبديل بسبب الإصابة أما مصطفى السفراني فكان متوقفاً عن اللعب منذ أربعة أشهر بسبب انتهاء الدوري الذي يشارك فيه فريقه النواعير قبل أربعة أشهر.

ومثلهم العديد من اللاعبين المحترفين خارجاً وعلى الأغلب فإن بعضهم لا يلعب أساسياً بفريقه وإن لعب فمبارياته معدودة.

على الصعيد الفني فإننا نترك الأمر لخبراء اللعبة، لكن ما لمسناه أن منتخبنا لم يتقدم أي خطوة للأمام بل تراجع أداؤه كثيراً وفي ذلك إشارة إلى عدم تطور الفريق بعهد المدرب الهولندي مارك فوته، لذلك جاء قرار إقالة فوته سريعاً وبعد انتهاء مباراة منتخبنا مع إيران بساعة واحدة.

مارك فوته بقي في منصبه بالإدارة الفنية لاتحاد الكرة دون أن يتم إنهاء عقده الذي ينتهي في الشهر الثامن حتى لا يقع اتحاد كرة القدم بمحظور الشرط الجزائي وهو قرار سليم بالمطلق ولنا فيما حدث مع الاتحاد السابق بشأن قضية نبيل المعلول عبرة.

تشكيل جديد

اتحاد الكرة سارع إلى تشكيل كادر جديد للمنتخب الأولمبي بقيادة المدرب المصري تامر حسن كمدير فني وفراس معسعس مدرباً وطنياً والمدرب المصري محمد سيد خليل معداً بدنياً وبشار بيازيد مدرباً لحراس المرمى، وخالد السهو إدارياً.

الاستحقاق القادم الذي سيخوضه الأولمبي دورة الألعاب العربية التي تستضيفها الجزائر ابتداء من الثاني من تموز القادم ويحق للمنتخبات المشاركة إضافة ثلاثة لاعبين فوق الـ 23 لاعباً باعتبار مسابقة كرة القدم في هذه الدورة للمنتخبات الأولمبية.

نتائج البطولة

بطولة غرب آسيا للمنتخبات الأولمبية تحت 23 سنة تستضيفها العراق بالفترة من 12 وحتى 20 الشهر الحالي وتجري مبارياتها على ملعبي كربلاء وبغداد، وهي إحدى البطولات الإقليمية التي تعتبر استعداداً للبطولات الرسمية القارية، لذلك تعتبر المشاركة في البطولة استعداداً للتصفيات الآسيوية التي ستقام في شهر أيلول القادم.

افتتحت البطولة يوم الإثنين الماضي وشارك بها تسعة منتخبات ووزعت الفرق على ثلاث مجموعات، ضمت الأولى منتخبات العراق والأردن والإمارات، وضمت الثانية منتخبات سورية وفلسطين وإيران وضمت الثالثة منتخبات عمان ولبنان واليمن.

تصدر المجموعة الأولى فريق العراق بأربع نقاط بتعادله مع الأردن 2/2 وفوزه على الإمارات 3/صفر، تلاه المنتخب الأردني بالرصيد نفسه جراء فوزه على الإمارات 2/1. وتأهل المنتخبان إلى نصف النهائي.

وفي المجموعة الثانية تصدرت إيران المجموعة بفوزها على منتخبنا 3/1 وتعادلها مع فلسطين 1/1 التي فازت على منتخبنا 1/صفر.

وتصدرت عمان المجموعة الثالثة بفوزها على لبنان 1/صفر وعلى اليمن 3/صفر وجاءت اليمن ثانياً بفوزها على لبنان 2/1.

وتجري اليوم مباراتا نصف النهائي فيلتقي المنتخب الأردني مع المنتخب الإيراني، ومنتخب عمان مع منتخب العراق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن