سورية

العملية تمت لقاء فديات مالية.. و37 عائلة عراقية غادرت إلى تركيا لتسليمهم لبلادهم … ميليشيات الاحتلال التركي تهرّب دواعش معتقلين في سجونها برأس العين

| وكالات

أقدمت ميليشيات موالية للاحتلال التركي أمس، على تهريب عشرات من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي المعتقلين في سجونها بمدينة رأس العين المحتلة بريف الحسكة وسط تضارب الأنباء عن وجهتهم، وذلك لقاء دفع ذويهم فدية مالية وصلت لـ٣ آلاف دولار عن كل شخص، على حين غادرت 37 عائلة من عائلات التنظيم ممن يحملون الجنسية العراقية، منطقة رأس العين باتجاه داخل الأراضي التركية، لتقوم القنصلية التركية هناك بتسليمهم للحكومة العراقية.

ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن مصادر محلية في ريف الحسكة تأكيدها، أن 25 سجيناً ينتمون لتنظيم داعش الإرهابي، فروا من السجن التابع لما تسمى «الشرطة العسكرية» الموالية للاحتلال التركي، في رأس العين.

وأضافت المصادر: إن من بين الفارين، عشرة عراقيين وسعودياً وكويتياً و13 سورياً يتحدرون من مدن في شرق سورية، تم اعتقالهم في نهاية وبداية العام الماضي بعد حملة قامت بها الميليشيات «التركمانية في المنطقة».

وذكرت المصادر، أنه لم يتسن حتى الآن معرفة وجهة هروبهم، لكنها قالت «على الأغلب تكون باتجاه الأراضي التركية الملاصقة للمدينة».

موقع «أثر برس» من جهته نقل عن مصادر قولها: إن 30 سجيناً محتجزاً في سجن «الشرطة العسكرية» بمدينة رأس العين فروا صباح (أمس) السبت»، مشيرة إلى أن أغلبية الفارين محتجزون بتهم الانتماء إلى تنظيم داعش وأنه إثر ذلك شهدت المدينة وريفها حالة استنفار بحثاً عنهم.

ورجح مصدر في تصريح نقله الموقع ووصفه بـ«المطلع»، أن ما حدث ليس هروباً بل تهريباً متعمداً مقابل المال، متسائلاً عن الوجهة التي يتجه إليها هؤلاء المحتجزون، حيث ذكر «هل سيتم تهريبهم إلى الداخل التركي؟ أم باتجاه مناطق سيطرة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في المنطقة؟ مشيراً بذات الوقت إلى أن المنطقة فيها قواعد عدة تابعة للاحتلال التركي وتخضع لإجراءات أمنية مشددة ومن غير الممكن هروبهم، إلا إذا كان هناك ميليشيا أجرت العملية كاملة.

وأكد أن أغلبية الميليشيات تمتهن عمليات التهريب، وخاصة تهريب البشر إلى تركيا ومن مناطق سيطرة «قسد» إلى المناطق التي تحتلها القوات التركية شمال سورية.

وأشار المصدر ذاته، إلى أن أغلبية الفارين من حملة الجنسية العراقية، وعُرف منهم بلال مهدي ومصطفى عبد القادر وسلام حسون، إضافة إلى عدد من أبناء دير الزور وريف الحسكة الجنوبي.

ويقع سجن «الشرطة العسكرية» عند المدخل الشرقي لمدينة رأس العين بجانب «الرابطة الفلاحية»، وهو بناء جديد شيدته الميليشيات الموالية للاحتلال التركي ليكون سجناً مركزياً.

من جانبها، ذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن مسلحي «الشرطة العسكرية» وميليشيا «الجيش الوطني» الموالية للاحتلال التركي، هرّبت خلال فترات سابقة نحو 37 سجيناً من أحد سجونها في رأس العين.

وأضافت إن عملية التهريب، تمت بتسهيل الطريق أمام السجناء من «الشرطة العسكرية»، للوصول إلى مناطق سيطرة ميليشيات «قسد» غرب الحسكة، بمنطقة مبروكة الفاصلة بين الطرفين.

وأوضحت المصادر، أن من بين السجناء 18 مدنياً، ينحدرون من منطقة الدرباسية وعامودا بريف الحسكة، الذين جرى اعتقالهم في فترات سابقة، أثناء دخولهم المنطقة عبر مهربين، حيث وصلوا أمس ممن تم تهريبهم من السجن، لقاء دفع ذويهم فدية مالية تصل لـ٣ آلاف دولار عن كل شخص، إلى منطقة سيطرة «قسد»، ليتم اعتقالهم من الأخيرة، للتحقيق معهم.

وبالتوازي مع ذلك، أشارت المصادر إلى أن ميليشيات «قسد» تواصل ملاحقة 19 سجينا بعد عبورهم أمس، من منطقة سيطرة الميليشيات الموالية للاحتلال التركي إلى مناطق سيطرتها وسط من مخاوف من الأخيرة، أن يكون هؤلاء من متزعمي داعش جرى تهريبهم إلى تلك المنطقة لتنفيذ مخطط ما.

ووفقاً للمصادر فإنه وعلى الرغم من مضي شهرين على تلك العملية، إلا أن مدينة رأس العين شهدت استنفاراً لمسلحي ميليشيا «الجيش الوطني» و«الشرطة العسكرية»، بحجة البحث عن السجناء الفارين، في خطوة لإيهام جهات الرأي العام بأن لا علاقة لهما بعملية التهريب هذه.

وتأتي عملية تهريب السجناء تلك، بعد ساعات من مغادرة 37 عائلة من عائلات تنظيم داعش الذين يحملون الجنسية العراقية بينهم نساء وأطفال، مدينتي رأس العين وتل أبيض بريف الرقة المحتلتين، باتجاه داخل الأراضي التركية، عبر المعبر الحدودي في رأس العين، وفق ما نقلت «سبوتنيك» عن مصادر محلية.

وأكدت المصادر أن هذه العائلات تم تسليمهم بعد الدخول إلى الأراضي التركية من القنصلية التركية، للحكومة العراقية، بتنسيق مشترك بينهما.

وأضافت المصادر بأن الميليشيات «التركمانية» قامت خلال السنوات الماضية بتوطين عائلات داعش خلال فترات سابقة ضمن رأس العين وتل أبيض، ولاسيما في حيي المحطة والخرابات في رأس العين التي احتُلت أواخر عام 2019، ما أدى لتهجير ثلث سكانها من أبناء القبائل العربية والشيشان والسريان والأكراد.

وأوضحت المصادر، أن المخابرات التركية عبر هيئة الإغاثة الإنسانية التركية «İHH» أمنت خروج تلك العائلات من رأس العين وتل أبيض عن طريق تركيا، بعد إجراء فحوصات طبية لأفراد العائلات واستخراج جوازات سفر عائلية مستعجلة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن