عبد اللهيان: بحثنا التعاون في الأمن الإقليمي.. وابن فرحان: العلاقات الطبيعية هي الأصل … للمرة الأولى منذ أكثر من عقد.. الرئيس الإيراني يستقبل وزير خارجية السعودية
| وكالات
أكد وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، خلال زيارته إلى طهران، أن العلاقات الطبيعية بين إيران والسعودية هي الأصل، ناقلاً تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده محمد بن سلمان، للرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي، وتمنياتهما لحكومة وشعب إيران الشقيق المزيد من التقدم والازدهار، في حين أشار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى أن المباحثات مع نظيره السعودي تناولت مختلف جوانب العلاقات الثنائية بما فيها القضايا الأمنية والاقتصادية.
والتقى ابن فرحان خلال الزيارة الأولى لوزير خارجية سعودي إلى إيران، منذ أكثر من عقد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في القصر الرئاسي بالعاصمة الإيرانية طهران.
وذكرت قناة «الميادين» أن وزارة الخارجية السعودية نشرت على حسابها في «تويتر» صوراً من لقاء ابن فرحان مع رئيسي، وجاء في التغريدة: «فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إبراهيم رئيسي يستقبل سمو وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان في القصر الرئاسي بالعاصمة الإيرانية طهران».
وحسب الخارجية السعودية، نقل ابن فرحان تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده محمد بن سلمان، للرئيس الإيراني، و«تمنياتهما لحكومة وشعب إيران الشقيق المزيد من التقدم والازدهار».
وجرى خلال الاستقبال، استعراض العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، وبما يحقق تطلعات البلدين والشعبين، إضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها.
وفي وقت سابق من أمس قال عبد اللهيان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي في طهران: «نرحب بحضور وزير الخارجية السعودي ويسرنا أننا تمكنا من عقد هذا اللقاء بعد مضي مئة يوم من اتفاق استئناف العلاقات بين الجانبين، حيث طوال هذه الفترة تم افتتاح السفارة والقنصليات للبلدين في الرياض وطهران وجدة ومشهد»، وفق ما ذكرت وكالة «مهر» للأنباء.
وأضاف عبد اللهيان: إن طهران والرياض تبادلا اسمي السفيرين بين البلدين، ويعملان على التصديق عليهما، مذكراً أن البلدين وفّرا الظروف لافتتاح السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد، وتمكّنا أيضاً من مناقشة مختلف أبعاد العلاقات الإيرانية- السعودية.
وأكّد الوزير الإيراني أنه ونظيره السعودي ناقشا مسألة الأمن الإقليمي، والتعاون بين جميع الأطراف، مشدداً على أن إيران تنشد السلام في المنطقة.
وأضاف: إن الطرفين أجريا حواراً حول تشكيل لجنة اقتصادية وسياسية وحدودية مشتركة، إضافة إلى التعاون المستدام في مجال التجارة.
ورحّب عبد اللهيان بالوزير السعودي في طهران، مشيراً إلى أن حل قضية فلسطين يحتل الأولوية لدى كلٍ مِن إيران والسعودية، كما جدّد معارضة إيران استمرار الاشتباكات في السودان.
من جهته، أكد ابن فرحان أن زيارته إلى طهران تأتي استكمالاً للاتفاق الموقّع بين إيران والسعودية، موضحاً أن بلاده ستفتتح سفارتها في إيران قريباً، كما عبّر عن شكره لنظيره الإيراني.
وأوضح أن العلاقات الطبيعية بين البلدين هي الأصل، كما أنهما تجمعهما روابط مشتركة، معرباً عن أمله بأن تنعكس عودة العلاقات بين البلدين إيجاباً على المنطقة والعالم الإسلامي.
وأشار الوزير السعودي إلى أهمية تعاون البلدين في الأمن الإقليمي، ولاسيما في الأمن البحري، وخلو المنطقة من أسلحة الدمار الشامل.
وأعلن عن تطلعه للقاء الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، وذلك لنقل تحيات ملك السعودية، وتسليمه دعوةً لزيارة المملكة، حسب حديث الوزير، كما رحّب بالحجاج الإيرانيين الذين سيؤدون فريضة الحج هذا العام.
من جانبه، اعتبر مساعد وزير الخارجية والمدير العام لشؤون الخليج في وزارة الخارجية الإيرانية «علي رضا عنايتي» المعين سفيراً لبلاده في السعودية في «مذكرة خاصة» زيارة وزير الخارجية السعودي إلى طهران حلقة أخرى من نجاح سياسة الحكومة المبدئية التي تقوم على حسن الجوار، لافتاً إلى أن العلاقات الإيرانية-السعودية «ائتلاف من أجل السلام والتنمية».
وحسب وكالة «فارس»، أضاف عنايتي: إنه خلال العامين الماضيين أدت سياسة حسن الجوار التي تنتهجها الحكومة في منطقة الخليج إلى تطوير وتعميق العلاقات مع الدول المجاورة الجنوبية لإيران.
وأكد عنايتي أن إيران وعلى مدى العقود الأربعة الماضية تمتعت بسياسة إقليمية مستقرة مستندة إلى تعزيز الآليات القائمة على الحوار والموجهة نحو التعاون، وحل سوء التفاهم، والتركيز على القواسم المشتركة وحسن الجوار وإنكار تدخل القوى والعوامل الخارجية التي تعطل الأمن والاستقرار في المنطقة.
وبخصوص العلاقات الدبلوماسية الإيرانية- السعودية، أفاد عنايتي بأن هذه العلاقات تستند إلى سياسة حسن الجوار وإعطاء الأولوية للعلاقات مع الجيران والتي تتبعها حكومة رئيسي وجهازها الدبلوماسي من أجل تفعيل القدرات المحتملة والمعلقة في العلاقات المتعددة الأطراف لبلدنا مع جيرانه.
وأشار عنايتي إلى اعتقاد طهران أن استمرار المشكلات بين دول الجوار وتحويلها إلى أزمات لم يخدم سوى مصالح قوى من خارج المنطقة، معرباً عن أمله أن توفر القدرات والتسهيلات الهائلة لبلدان المنطقة في المجالين السياسي والاقتصادي العديد من القدرات لتحقيق التنمية الشاملة للمنطقة، وختم عنايتي مذكرته مؤكداً أن تصميم وعزم وجدية الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية في الحوار والدبلوماسية يبشر بأفق مشرق للتعاون الإقليمي وتحقيق الأمن والتنمية الشاملين.
من جانبه، أكد وزير الطرق وبناء المدن الإيراني مهرداد بذرباش، أمس، أن مشاريع بلاده الاقتصادية مع السعودية، في صلب جدول الأعمال عند عودة العلاقات بين البلدين.
وصرح بذرباش، بأن هناك مناقشات مختلفة حول الخدمات المالية والفنية والهندسية بين الرياض وطهران بدأت بالفعل وعندما تعود العلاقات إلى طبيعتها بشكل كامل بين الطرفين سيتم وضع المشاريع الاقتصادية المشتركة بين البلدين على جدول الأعمال فوراً.
وأوضح بذرباش أن العلاقات بين إيران والسعودية تحسنت مؤخراً، وستتحسن أكثر يوماً بعد يوم، حيث تم الاتفاق بين الطرفين على المشاريع الصغيرة ويتم بحث كل مشروع على حدة وتباعاً، ولكن لم نتوصل مع الرياض بعد إلى اتفاق محدد بشأن استيراد الطائرات عبر المملكة.
وفي سياق منفصل، نفت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية وجود كاميرات مراقبة مفعلة لتسجيل الأنشطة في سياق الاتفاق المبرم بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في موقع نطنز للتخصيب.
وقالت المنظمة في بيان أمس: أعلن بهروز كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في محادثة مع إحدى وكالات الأنباء مؤخراً عن اتفاق طوعي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتفعيل وإعادة تركيب 10 كاميرات في منشآت أصفهان، في حين تحدثت وكالات الأنباء عن تفعيل الكاميرات في نطنز.
وأوضحت المنظمة أن موقع نطنز ذكر سهواً خلال محادثة كمالوندي في جزء من المقابلة بدلاً من منشآت أصفهان.