رياضة

تطوير أخطائنا..!

| غسان شمة

لأن قلبي الصغير، بالكاد يتحمل، فقد أصبت بقلق كبير وإحباط شديد بعد فقدان منتخبنا الأولمبي وكادره الفني والإداري، وأصحاب القرار في القبة الكروية بأركانها الواسعة، أجواء الحماسة والمرح وألوان البهجة والسرور، إثر خسارتين أليمتين أمام المنتخبين الفلسطيني والإيراني، والعودة بخفي حنين، أو غيره، بعد الفشل في ترك أي أثر يذكر سوى مناديل الوداع الحزينة.

هذا الفشل المتجدد، للأسف، بات سمة العديد من أعمال وقرارات اتحاد الكرة، ولكن القائمين على شؤون القبة الزاهية لم يتأخروا بإصدار قرار حل الجهازين الإداري والفني للمنتخب بسبب سوء الأداء والنتائج، من دون أن ينسوا الواجب بتقديم الشكر «للجهاز الفني والإداري على الفترة الماضية التي قضاها في قيادة الفريق متمنياً التوفيق لجميع أعضائه» وهو من أصول البروتوكول المتبع.

لكن القرار نفسه انطوى على ما يشبه المفاجأة، أو الصدمة، بالإبقاء على المدرب الهولندي «مديراً فنياً للاتحاد مسؤولاً عن تطوير قطاع الفئات العمرية حتى نهاية عقده».. وقد سارع المجتهدون والمتابعون للغوص في ثنايا هذه الجزئية ومبرراتها الفنية والمنطقية، وذهبوا في ذلك مذاهب متعددة لها قواعدها التي قامت على أساسها من خلال المعرفة والخبرة بواقع عمل الاتحاد الذي قدم موسماً «استثنائياً بكل المقاييس»..؟! وقد يكون الكثير من الكلام كُتب فيه مقدار ما من الصحة أو لا يمتلك مثل هذه المشروعية، وبغض النظر عن ذلك كله فقد صدر الأمر ونفذ علناً وحافظ الاتحاد على مدرب قدم العديد من التصريحات النارية المطرزة «بذهب» الانتصارات القادمة والتي لم تغادر فضاء الأحلام أو الأوهام ولكم الخيار!

من جهتنا نرى أن المصطلح الذي سقط فجأة من فضاء أحد التصريحات العابرة للإدراك الفني والمنهجي في العمل، ونعني مصطلح «تطوير أخطائنا»، نرى أنه قد جاء حاملاً لرؤية واستبصار غير مسبوق، حيث يمكن من خلال المضي في تطبيق ملاءة هذا المصطلح وأبعاده الفارهة أن نحقق إنجازاً جديداً في القدرة على لفت الأنظار إلى ما هو قادم على هذا الصعيد، فيتداخل الأبيض الشفاف مع الأسود الغامق، وينصهر الضوء مع العتمة، لتوليد طاقة فائقة المرونة في تبرير الاستمرار بالعقلية نفسها على مستوى إدارة العمل، وتبييض الصفحات التي باتت تنوء بما تحمله مما تعرفون منه الكثير.

أخيراً.. نتمنى ألا نكون قد أثقلنا عليكم فيما ذهبنا إليه من مرور بجوار بعض النفائس المعروضة أمام الجميع!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن