رياضة

فريق سلة الجلاء البطل الذي لم يتوج .. أداء جيد ولاعبون مهرة وإعادة الإدارة واجب

| مهند الحسني

يعتبر نادي الجلاء من أكثر الأندية التي تأثرت كثيراً بالأزمة التي شهدتها البلاد، بعدما خسر النادي أقوى نجومه، وأفضل كوادره وخبراته، لا بل وصلت يد الإرهاب إلى منشآته، وأحدثت فيها العجب العجاب، الأمر الذي ساهم في تراجع اللعبة لديه، فالنادي الذي يصح أن نطلق عليه لقب زعيم السلة السورية نظراً لحصوله على 28 لقباً لبطولة الدوري، تحول بفضل ما خسره من خبرات إلى فريق متواضع تستبيح سلته جميع فرق الدوري، فمن كان يتمنى من أنديتنا أن يجري حصة ودية مع لاعبي الجلاء، بات يفوز عليه ضمن مباريات الدوري بفوارق رقمية كبيرة، ونتائجه في السنوات الأخيرة أكبر دليل على صحة كلامنا، لكن ومع تولي الأمور لأهلها من محبي وأبناء النادي، تمكنت سلة الجلاء من قول كلمتها الموسم الفائت والحالي، ونجحت الإدارة برئاسة الدكتور أنطوان عتة في إعادة أغلبية أبنائها الذين لعبوا لأندية أخرى، وكلفت لقيادة الفريق أفضل مدربينا الوطنيين، فكان الحصاد مثمراً بعدما حل الفريق في مركز الثالث الموسم الماضي وكان نداً قوياً وعنيداً هذا الموسم.

البطل الذي لم يتوج

في كل موسم سلوي يمر، يفاجئنا أحد الفرق في الدوري المنتظم بمستوى مبهر، ورحلة مثيرة ومشوقة، تطيح في طريقها عدداً من الكبار، وتكسب فيها احترام مشجعي وعشاق كرة السلة، ما يطلق على هذا الفريق لقب (الحصان الأسود) أو الفريق البطل الذي لم يتوج، ويبدو أن هذين اللقبين باتا ينطبقان على واقع سلة رجال الجلاء في الموسمين الأخيرين، فبعد غياب دام لأكثر لسنوات طويلة بعداً عن أجواء المنافسة، ورغم كل هذه الظروف الصعبة والمنغصات المالية واللوجستية وجدت الإدارة الحالية أن العودة لمنصات التتويج وبناء جيل سلوي واعد يحتاج للعودة إلى نقطة الصفر والتأسيس لمرحلة مشرقة لكنها تحتاج إلى العمل المضني والمتابعة الدقيقة والتنفيذ الصحيح.

فتحولت الإدارة إلى خلية نحل لا تكل ولا تمل وبدأ القائمون على سلة نادي الجلاء في التأسيس لانطلاقة قوية للعبة، فكان الحصاد مثمراً وموازياً لحجم العطاء المقدم من الإدارة التي بدأت تجني ثمار عملها.

فوق تحت

عندما تكون البداية متينة وقوية ومبنية على أسس سليمة لابد أن توصلنا إلى نتائج نحلم بها، فالإدارة الجديدة للنادي أدركت أن العمل على فرق القواعد فقط بحاجة للصبر والعمل والوقت الطويل، وهذا ما يتسبب في غياب اللعبة عن الواجهة المحلية فترة أطول، لذلك قررت العمل على مفاصل اللعبة (فوق وتحت)، ابتداء بصب جل اهتمامها بفرق القواعد، وتكليف أفضل المدربين الإشراف عليها وهناك متابعة مستمرة من رئيس النادي، وانتهاء بإعداد فريق للرجال كان منافساً قوياً في الموسمين الماضيين، حيث ظهر بصورة جميلة وقدم مستويات جيدة ويضم بين صفوفه لاعبين محليين من مستوى عال وسيكون لهم شأن كبير في المواسم القادمة أمثال ( جورج دولماية، جورج نونو، جورج صباغ، كامل عبد الله، وكان لها ما أرادت عندما تحولت الإدارة إلى أشبه بخلية نحل في سبيل العودة بقوة إلى الساحة المحلية، ولم تمض سوى أشهر قليلة حتى بدأت نتائج عملها بالظهور على أرض الواقع، بعدما بدأت رحلة الفريق في الدوري العام الفائت بقوة، وتمكن من أن يكون نداً قوياً، وقارع أقوى وأعرق الأندية، بعد سلسلة من التعاقدات الناجحة التي أكدت حسن خطوات الإدارة الاحترافية، وبالوقت نفسه كان العمل يسير بوتيرة عالية بفرق القواعد التي بدأت تسير على السكة الصحيحة.

مستوى وطموح

لم يكن أشد المتفائلين بسلة الجلاء يتوقع لها هذا العطاء الذي ترجم على أرض الملعب بنتائج إيجابية مشرقة، فالفريق الذي كان بنظر جميع الفرق بمنزلة الحلقة الأضعف هذا الموسم، وبأن اللعب معه سيكون أشبه بحصة تدريبية، غير أن الفريق كشر عن أنيابه، وقدم مستويات ثابتة وقوية ومتصاعدة من يوم لآخر، وتمكن من قلب الأمور رأساً على عقب، بعدما نجح مدربه في خلق حالة من التناغم والانسجام بين خبرة الكبار، وحماسة الشباب، وتغلب على أقوى الأندية وأعرقها، ومن يربح على فرق الأهلي المدجج بالنجوم أمام جمهوره الكبير، ويفز على ناديي الوحدة والجيش الكبيرين في مرحلة الذهاب من عمر الدوري الحالي وكان قاب قوسين أو أدنى من التأهل للمربع الذهبي، فمن المؤكد أنه فريق كبير، وبات يحسب له ألف حساب، وسيكون من أقوى المنافسين على اللقبين في المواسم القادمة.

خلاصة

سلة حلب هي من أهم معاقل كرة السلة السورية، والجلاء ركنها الأساسي، ولاعبوه هم أعمدة المنتخبات الوطنية عبر التاريخ، وذكر نجومه الكبار يتطلب صفحات وصفحات، ومع ذلك لابد من التفاتة حنونة والعمل على إعادة الإدارة الحالية لعملها وتأمين كل أجواء العمل المريحة للإدارة وإبعاد كل ما يعترضها من منغصات، والبدء من جديد بنيات صادقة هدفها تطوير اللعبة بعيداً عن أي شيء لا يفيد ولا يطور.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن