عربي ودولي

السيسي أكد حرص مصر على حقن دماء السودانيين … هدوء حذر مع بدء سريان هدنة جديدة والجيش و«الدعم السريع» أعلنا الالتزام

| وكالات

مع دخول الهدنة الجديدة لمدة 72 ساعة حيز التنفيذ صباح أمس، شهدت المدن السودانية هدوءاً حذرا وذلك عشية انعقاد مؤتمر لتنسيق المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها نحو نصف سكان البلاد، على حين أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعم بلاده الكامل للسودان وتماسك دولته، ووحدة وسلامة أراضيه.
ودخلت الهدنة الجديدة التي أعلنت عنها السعودية والولايات المتحدة مساء أول من أمس حيز التنفيذ في الساعة السادسة من صباح أمس بالتوقيت المحلي، في وقت أكد فيه الجيش السوداني موافقة القوات المسلحة على الهدنة، في حين أعلنت قوات «الدعم السريع» الالتزام التام بالوقف الكامل لإطلاق النار بما يخدم أغراض الهدنة الإنسانية.
وحسب قناة «سكاي نيوز» أفاد سكان في الخرطوم ومدينة أم درمان المجاورة بـ«هدوء نسبي» في الساعات الأولى من بدء سريان الهدنة صباح أمس بعد أنباء عن اشتباكات عنيفة السبت.
وسبق للجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أن أبرما، وفي غالب الوقت بوساطة سعودية-أميركية، أكثر من هدنة منذ اندلاع النزاع بينهما في 15 نيسان لكن لم يتم الالتزام بها كلياً على الأرض.
إلا أن الطرفين التزما إلى حد بعيد بالهدنة الأخيرة التي سرت نهاية الأسبوع الماضي لمدة 24 ساعة. وأكد شهود لوكالة «فرانس برس» في حينه أن الهدنة وفّرت هدوءاً لم يعهدوه منذ بدء القتال، إلا أن المعارك استؤنفت فور انتهاء وقت اتفاق وقف النار.
ومساء أول من أمس السبت، أعلنت السعودية والولايات المتحدة اتفاق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، على وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة اعتباراً من صباح أمس.
وفي بيان سعودي-أميركي مشترك أوردته وكالة الأنباء السعودية «واس» أعلنت الرياض وواشنطن عن اتفاق ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، على وقف إطلاق النار في جميع أنحاء السودان.
وأوضح البيان أن الطرفين اتفقا على الامتناع عن التحركات والهجمات واستخدام الطائرات الحربية أو الطائرات المسيرّة أو القصف المدفعي أو تعزيز المواقع أو إعادة إمداد القوات، والامتناع عن محاولة تحقيق مكاسب عسكرية أثناء وقف إطلاق النار، كما اتفقا على السماح بحرية الحركة وإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء السودان.
وجاء في البيان: في ضوء مؤتمر المانحين الإنساني يوم الـ 19 من حزيران الجاري تدعو الرياض وواشنطن الطرفين إلى النظر في المعاناة الكبيرة التي يعيشها الشعب السوداني، وضرورة الالتزام التام بوقف إطلاق النار وتوقف حدة العنف، وفي حال عدم التزام الطرفين بالاتفاق الجديد ستضطر الرياض وواشنطن إلى النظر في تأجيل محادثات جدة.
وتتزامن الهدنة المعلنة مع مؤتمر لتنسيق الاستجابة الإنسانية ينطلق اليوم في جنيف.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، يحتاج 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد السكان المقدّر بـ45 مليوناً، للمساعدة في بلد كان يعد من أكثر دول العالم فقراً حتى قبل النزاع.
وتسببت المعارك بنقص في المواد الغذائية والخدمات الأساسية، وتؤكد مصادر طبية أن ثلاثة أرباع المستشفيات الواقعة في مناطق القتال باتت خارج الخدمة.
وأعلنت السعودية التي تترأس المؤتمر بالشراكة مع دول وأطراف أخرى، أن المؤتمر هدفه «إعلان التعهدات لدعم الاستجابة الإنسانية للسودان والمنطقة».
في الأثناء، أكد الرئيس المصري خلال لقائه أمس نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار في القاهرة، أن بلاده «تبذل أقصى الجهد لتحقيق التهدئة وحقن الدماء ودفع مسار الحل السلمي في السودان»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للسودان وتماسك دولته، ووحدة وسلامة أراضيه».
ووفق بيان للرئاسة المصرية نقلته «سكاي نيوز» أكد الرئيس أن «وقف الاقتتال وإطلاق النار بشكل دائم وشامل، وبدء عملية الحوار السلمي بما يفضي إلى تحقيق إرادة الشعب السوداني في الأمن والاستقرار والتنمية، هي الأولويات التي ينبغي تكثيف الجهود من أجل تنفيذها».
وأضاف البيان: إن «السيسي أكد أيضاً خلال اللقاء أن مصر كانت وستظل دائماً سنداً وعوناً للسودان الشقيق، خاصة خلال الظروف الدقيقة التي يمر بها، آخذاً في الاعتبار الروابط التاريخية بين الشعبين والمصلحة الإستراتيجية المشتركة التي تجمع البلدين الشقيقين».
بدوره، أشاد نائب رئيس مجلس السيادة السوداني بـ«المساندة المصرية الصادقة والحثيثة، للحفاظ على سلامة السودان واستقراره في ظل المنعطف الحرج الذي يمر به، ومن بين ذلك استقبال أبناء السودان في وطنهم الثاني مصر»، معرباً عن «تقدير بلاده للدور الفاعل لمصر بالمنطقة والقارة الإفريقية بأسرها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن