رياضة

هل يتمكن اتحاد السلة من إعداد منتخبنا الأول بشكل مثالي ومدروس؟

| مهند الحسني

أوشكت مسابقاتنا المحلية لهذا الموسم بجميع فئاتها أن تنتهي، وبتنا على مشارف موسم سلوي جديد، يحدونا الأمل بأن يكون متميزاً بكل شيء، وهذا سيجعلنا نضع كل تفاصيل الدوري بهمومها وشجونها خلف ظهورنا، وبات من الضروري الحديث عن تحضيرات المنتخب الأول الذي تنتظره مشاركة مهمة في التصفيات الآسيوية المؤهلة لأولمبياد باريس 2024 المقبلة، ورغم المسافة القصيرة التي تفصلنا عن انطلاقة هذه التصفيات المهمة، غير أننا ما زلنا ننتظر أي تحرك نوعي جديد في هذا الاتجاه من قبل اتحاد السلة، فلم نعرف حتى الآن متى سيكون موعد انطلاقة التحضيرات، وصورة المدرب الأجنبي الذي سيقود المنتخب، ومن اللاعبون الذين سيتم اختيارهم لتمثيل المنتخب وكيفية انتقائهم، وهل سيكون هناك لاعب مجنس أم لا؟

حقيقة

رغم صعوبة الظروف التي تمر بها رياضتنا السورية بشكل عام، وسلتنا المحلية على وجه الخصوص، والنزيف الكبير في كوادرها من لاعبين ومدربين وحكام، إلا أن اتحاد كرة السلة السابق نجح في المرحلة الماضية بمهارة كبيرة في الخروج من إعصار الأزمة بأقل الخسائر، وقد فرض حلولاً ليست مثالية لكنها واقعية، وتمكن من المحافظة على حضور منتخباتنا في أغلبية البطولات والاستحقاقات، وهذه نقطة إيجابية تسجل له في ظروف صعبة والعمل فيها وتحقيق نتائج جيدة شبه مستحيل.

غير أن الاتحاد الحالي استمر على المنوال ذاته في المحافظة على اللعبة لكنه كبا عدة كبوات على صعيد تحضير منتخباته الوطنية، ومع ذلك من المعيب في ظل النشاط الذي يقوم به الاتحاد على صعيد سعيه لتطوير منتخباته أن نلقي اللوم عليه، ونحمّله المسؤولية الكاملة عن تراجع نتائج منتخباتنا الوطنية، لأن إعداد المنتخب يعتبر حلقة متكاملة، فمسؤولية الاتحاد تكمن في تأمين كل المناخات الملائمة للمنتخب، وأعتقد أنه نجح إلى حد كبير بعدما وفرت القيادة الرياضية كل ما يحتاجه من دعم وإمكانات مادية كبيرة لم تشهدها سلتنا منذ نشأتها، وهذه خطوة مهمة وإيجابية تسجل للقيادة الرياضية الحالية، لكن حصاد الاتحاد لم يكن مثمراً ولا موازياً لحجم العطاء المقدم فمنيت منتخباته في عهده بأقسى الخسارات وأشدها إيلاماً حيث لم تتلق منتخباتنا الوطنية خسارات علقمية مثل تلك التي شهدتها تحت إشراف الاتحاد الحالي.

مهمة!

المشاركات القادمة لمنتخبنا الأول تعتبر مهمة ليس على صعيد تحقيق نتائج رقمية وحسب وإنما لتسجيل مبدأ الحضور بين كبار المنتخبات القارية والعربية، فحضورنا ضروري حتى نتمكن من أن نعرف حقيقة مستوانا الفني وندرك حجم الهوة التي بدأت تتسع بشكل كبير بينا وبين باقي منتخبات المنطقة، والعمل على وضع الخطط التدريبية الجيدة لإعداد منتخباتنا للمرحلة القادمة.

المشاركة مع منتخبات القارة الصفراء بهذا الحجم تضم لاعبين سوبر ستار ومدربين أجانب من النخبة لن تكون سهلة في حال بقيت تحضيراتنا متواضعة وخجولة ومعدل أعمار لاعبي منتخبنا كبيراً، فإذا كنا نريد أن يكون منتخبنا منافساً قوياً وعنيداً في مشاركته القادمة، فلهذا الأمر شروط يجب توافرها والعمل على تأمينها بشتى الوسائل، وبغير ذلك سيكون منتخبنا صيداً سهلاً، وسوف تستبيح سلته جميع المنتخبات، وسنخرج من التصفيات بعناوين قاتمة لن ينساها عشاق السلة السورية بشكل عام، وسنكون أمام خسائر جديدة ربما أكثر قسوة من سابقاتها.

الحق المهضوم

لسنا بصدد انتقاد خبرة أي مدرب أجنبي قاد منتخباتنا الوطنية في الفترة الماضية وإنما من باب التذكير وبعد أن لمسنا هذا الموسم بالتحديد كفاءة مدربينا الوطنين في قيادة أنديتهم لا بل تفوقوا على جميع المدربين اللبنانيين الذين يعملون مع أنديتنا، لذلك ما الضير في تكليف كادر وطني من خيرة مدربينا وتأمين أبسط مقومات العمل لديه، ومنحهم كامل الحرية في العمل ولابد حينها من أن تكون النتائج جيدة، لا يعني كلامنا هذا أن نغفل وجود المدرب الأجنبي لكنه يجب تكليفه بإعداد منتخب من لاعبين شبان ونعمل عليه للمستقبل على أن يكون بمنزلة منتخب الأمل ولدينا خامات ومواهب كثيرة قادرة وقابلة على تلقي أفكار أعلى وأقوى المدربين العالميين الكبار.

رعاية

يبدو أن الفترة الزمنية الطويلة التي تفصلنا عن انطلاقة الاستحقاقات المقبلة سيكون لها فوائد، وستسمح لاتحاد السلة بالعمل بهدوء وترو على تأمين شركة راعية لدعم المنتخب، وتأمين تحضيرات مثالية له توازي حجم وقوة المباريات التي سيقودها ويجب ألا ننسى أن دعم القيادة الرياضية سيكون حاضراً وبقوة، وهذا يتطلب تشكيل لجنة تسويق خاصة لهذه المرحلة ومنحها كامل الصلاحية بالعمل، وأن يكون شعارها العمل على أرض الواقع بعيداً عن الشعارات والوعود الرنانة التي باتت أشبه بالمعلبات المستهلكة المنتهية صلاحيتها، واتحاد السلة قادر على ذلك إذا توافرت لديه النية الصادقة.

خلاصة

لا بد أن نمنح المنتخب فرصة ممتازة للتحضير والإعداد ضمن الممكن والمتوافر، كما أن المشاركة خلال الموسم بهذا الزخم من القوة والإثارة ستضمن وصول اللاعبين لأفضل مستوى من الجاهزية التي قد لا تكون موجودة في بداية الموسم نتيجة تأرجح تحضيرات الفرق، كل ذلك يوجب على الاتحاد أن يلم بكل التفاصيل والظروف المحيطة بالتحضير لضمان أفضل مشاركة ممكنة، وتسجيل حضور طيب يليق بسمعة السلة السورية، نحن مقبلون على مرحلة جيدة ومشرقة لمنتخباتنا الوطنية ستكون مفعمة بالوجوه الجديدة والمتجددة القادرة على العمل والعطاء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن