رياضة

تحولات جديدة في الدوري الكروي الممتاز 2022 / 2023 … تجربة اللاعبين المحترفين الأجانب كانت فاشلة بامتياز … التنقلات الصيفية والشتوية تجاوزت الـ140 لاعباً بين الأندية

| ناصر النجار

تكلمنا في عدد سابق عن الأحداث الكروية المهمة في الدوري وما فيه من عثرات بدءاً من التوقفات الطويلة وآثار الزلزال على النشاط الكروي وروزنامة المسابقات المضطربة وبعض الأحداث الأخرى كانسحاب الجزيرة، وبعض المباريات التي اتصفت بالحساسية الزائدة والخروج عن الروح الرياضية.

نتابع اليوم في الاتجاه ذاته، فمن الأحداث المهمة كثرة التنقلات بالدوري بين اللاعبين، والميركاتو الشتوي الذي فتح باب الانتقالات على مصراعيه والسماح اللاعبين العرب والأجانب بالاحتراف في ملاعبنا ومن هنا نبدأ.

تجربة فاشلة

سمح اتحاد كرة القدم للأندية في الدرجة الممتازة بالتعاقد مع لاعبين عرب وأجانب من دون أن يضع الضوابط والشروط في هذه التعاقدات لذلك كان للسماسرة دور في استيراد اللاعبين أو أشباههم، ووفق ما جاءنا من لاعبين فشل أغلبهم في اجتياز اختبارات الأندية وبعضهم الآخر توقف في منتصف الذهاب والقليل منهم تابع حتى النهاية.

لكن المشكلة الأهم التي يمكن طرحها في هذه المسألة هي على الشكل التالي: كيف للأندية أن تتعاقد مع لاعبين من الخارج بالعملة الصعبة وهي غير قادرة على دفع ما عليها للاعبيها المحليين بالعملة السورية؟

ولن نخصص أي ناد في هذه القضية لأن كل الأندية التي تعاقدت مع اللاعبين المحترفين تشكو العوز والحاجة وهي مقصرة تجاه مدربيها ولاعبيها المحليين.

التعاقدات أبرمت لتسعة لاعبين ستة منهم في الذهاب ثم صرف أربعة لاعبين منتصف الذهاب وتم التعاقد في الإياب مع ثلاثة لاعبين.

جنسيات اللاعبين كانت ثلاثة من البرازيل ولاعبين من غانا ولاعباً واحداً من نيجيريا والسنغال وراوندا والأردن.

الأفضل كان المهاجم النيجيري أوكيكي مع فريق أهلي حلب وقد سجل أربعة أهداف، واحد منهما جاء من ركلة جزاء وغادر الفريق إلى العراق بعد ست مراحل من الذهاب لعدم التزام إدارة النادي بالدفع المالي، أيضاً كان مدافع أهلي حلب الغاني أوجي من المدافعين الجيدين الذين أثبتوا وجودهم في الدوري، في الانتقالات الشتوية تعاقد النادي مع المهاجم السنغالي بابا سالا الذي سجل خمسة أهداف، ويعتبر المراقبون أن تعاقدات نادي أهلي حلب كانت الأفضل بين كل التعاقدات الأخرى.

تشرين تعاقد مع المهاجم البرازيلي وايرلي دي أوليفير قادماً من خابورة العماني، وتم فسخ عقده بعد خمس مراحل، الكرامة أيضاً تعاقد مع المهاجم البرازيلي سافيو سانتوس وتم فسخ عقده بعد ست مراحل من الذهاب وسجل هدف فريقه الوحيد بمرمى المجد.

الوثبة تعاقد مع لاعبه المفضل البرازيلي جاجا رغم أنه بلغ سن الأربعين وقد أشركه المدرب في الكثير من المباريات في الشوط الثاني وسجل ثلاثة أهداف في الكأس باللقاء مع جيش حلب ضمن الدور الثاني وقد انتهت المباراة 10/صفر للوثبة، التعاقد الثاني كان مع الأردني أمية المعامطة ولم نجد له الأثر الإيجابي وكان هذا التعاقد في الميركاتو الشتوي وسجل هدفاً وحيداً على جيش حلب بالكأس.

فريق الوحدة تعاقد مع المهاجم أرنست سوغيرا من رواندا وخاض مع الفريق المباريات الاستعدادية والكأس وتم فسخ عقده عند انطلاق الدوري، وفي فترة الانتقالات الشتوية تعاقد مع المهاجم الغاني محمد أنس ولم يكن أفضل من لاعبينا وسجل ثلاثة أهداف في الدوري هدفين من ركلتي جزاء، كما سجل هدفين بمرمى الحوارث بمسابقة الكأس في الدور الثاني بالمباراة التي انتهت بفوز الوحدة 4/صفر.

أندية الفتوة وجبلة والجيش والطليعة وحطين والمجد لم تتعاقد مع أي لاعب أجنبي.

على صعيد المدربين الأجانب تعاقد نادي الوحدة زمن إدارة أنور عبد الحي مع المدرب الصربي سنسيا دوبرا فيتش وتمت إقالته في عهد إدارة ماهر السيد.

عائدون

حركة التنقلات بين أنديتنا والأندية العربية باتت واسعة وهي مستمرة بين ذهاب وعودة، والملاحظ في التنقلات أن أكثرها غير مفهوم، لأن الكثير من لاعبينا يحترفون مع أندية ليس لها هذه المكانة العربية أو مع أندية مغمورة في بلادها، وعلى الأغلب فإن هذه العقود قصيرة الأجل تنتهي بسرعة إما بسبب أن النادي لم يقتنع بلاعبنا، وإما أن اللاعب وجد أن هذا النادي مغمور وخصوصاً أن قيمة العقود ليست مغرية مع هذه الأندية.

العائدون من هذه الأندية هم نوعان من اللاعبين، لاعب عادي في دورينا لم يثبت وجوده مع هذه الأندية العربية، ونوع من اللاعبين صار طاعناً في السن ولم يعد مقبولاً في هذه الدوريات العربية، واللاعبون الجيدون الذين عادوا إلى الدوري المحلي لم يجدوا الفرص المناسبة لبقائهم في الخارج.

اللاعبون الذين انتقلوا من الأندية العربية إلى أنديتنا بلغوا 22 لاعباً موزعين على كل أندية الدوري على الشكل التالي:

الفتوة بطل الدوري تعاقد مع المدافع سعد أحمد قادماً من العراق وعلاء الدين دالي من العربي الكويتي، وتعاقد مع ثائر كروما من نفط البصرة، الذي غادر بعد ذلك في رحلة احترافية قصيرة إلى العين السعودي وعاد إلى الفتوة في فترة الانتقالات الشتوية.

أهلي حلب الوصيف تعاقد مع أحمد الأشقر قادماً من الحد البحريني، جبلة ثالث الدوري استرجع لاعبه محمود البحر من البحرين وتعاقد مع حميد ميدو قادماً من السيب العماني.

تشرين رابع الدوري عاد إليه مدافعه عبد الرزاق محمد من رحلة احتراف قصيرة مع الكرخ العراقي، وتعاقد مع مؤيد الخولي من النصر العماني وفي الميركاتو الشتوي تعاقد مع باهوز محمد وزيد غرير من زاخو العراقي وأحمد المنجد من معان الأردني، الوثبة خامس الدوري لم يجر أياً من هذه التعاقدات واكتفى بعملية التنقلات المحلية ومثله فريق الوحدة.

الجيش سادس الدوري عاد إليه لاعبه محمد البري من زاخو العراقي وتعاقد مع عبد الهادي شلحة من الكرخ العراقي ومع يوسف محمد من الأهلي البحريني الذي غادر منتصف الذهاب إلى البحرين مجدداً.

الكرامة عاد إليه لاعباه عبد الله جنيات من الجيل السعودي وعمرو جنيات من المنامة البحرينين الطليعة تعاقد مع علاء حمادة قادماً من الصفاء اللبناني وعمار فخري من التعاون الإماراتي، وبالأصل كان هذان اللاعبان من فريق الشباب قبل سنوات.

حطين تعاقد مع الحارس خالد حج عثمان من القلوة السعودي، والمجد استرجع لاعب خط وسطه كنان نعمة من العراق وتعاقد مع المهاجم سامر خانكان قادماً من ذات رأس الأردني.

تنقلات واسعة

على صعيد آخر بلغت التنقلات أكثر من 140 لاعباً توزعوا على أحد عشر نادياً.

وهذا العدد كبير جداً وبات من سمات الدوري في كل موسم ومحاذيره كثيرة وانعكاساته السلبية كبيرة.

في الدرجة الأولى التبديل بات يشمل أكثر من عشرة لاعبين في كل موسم، وهذا التبديل الشامل يجبر الأندية على البدء من الصفر في الاستعداد والإعداد، ويترافق هذا التبديل والتغيير مع تغيير غير مدروس في العملية الفنية، وفي كل موسم نجد مدرباً جديداً مع كل فريق والمدرب نفسه يتبدل أكثر من مرة، وقد ينتقل من ناد لآخر أكثر من مرة في الموسم الواحد، وهذا الأمر يولّد عدم الاستقرار، وعدم الاستقرار يولد اضطراباً على كل الصعد، في أهمها غياب الانسجام والتناغم بالفريق بين اللاعبين، وكذلك الأمر بين اللاعبين والمدرب، فعندما يتعاقد الفريق مع عدة لاعبين، كل لاعب جاء من ناد مختلف عن الآخر وهم مختلفون عن طبيعة النادي الجديد فهذا الأمر يحتاج إلى وقت كبير ليصل الفريق إلى توليفة ناجحة، في الخارج نسمع عن تعاقدات جديدة لكنها ليست شاملة، فالتعاقد قد يشمل أربعة أو خمسة لاعبين إلا أن العمود الفقري للفريق يبقى ثابتاً، والتعاقدات الجديدة في هذه الأندية تأتي بمحلها المناسب تماماً تعويضاً عن اللاعب الذي غادر الفريق أو ترميماً لمركز فيه ضعف واضح بالفريق، أما التنقلات التي نجدها في الدوري السوري فهي تنقلات عشوائية غير مدروسة تبحث عن تكديس الأسماء في الفرق سواء كان الفريق بحاجة إلى هؤلاء اللاعبين أم لم يكن بحاجتهم، ونجد أيضاً أن الدور الأكبر في عملية التنقلات هي للسماسرة، وكم من لاعب تعاقد مع ناد ما لم نسمع عنه في الدوري إلا في مباريات قليلة ولدقائق معدودة، وهنا نسأل: كيف تم هذا التعاقد ولمصلحة مَن؟

الأمر الثاني أن التجديد السنوي بالفريق يؤدي إلى عدم الاستقرار، فالبدء كل موسم من نقطة الصفر مشكلة كبيرة ويجب أن يكون الموسم الجديد استمراراً لما مضى بحيث تتم دراسة الموسم السابق لمعالجة الخلل والأخطاء ونقاط الضعف، وهذا يتناقض مع مفهوم البناء والتطوير، فكيف للنادي أن يبني كرة القدم ويطورها ما دام يبدأ من الصفر في كل موسم، وهذا بمجمله يوحي أن إدارات أنديتنا لا تملك الفكر الاستراتيجي في التطوير وتجهل الثقافة الكروية الاحترافية التي صار أساسها العلم والمنهج السليم، وإذا استثنينا المال المهدور في الأندية على الاحتراف الأعوج فإن أندية الدوري الممتاز تمارس ما يشبه كرة القدم من ناحية الإدارة والتخطيط والتنظيم.

نادي الفتوة بشكل رسمي تعاقد مع فريق كامل وبلغت عقوده أكثر من عشرين لاعباً ولم يبق من لاعبيه السابقين إلا أربعة أو خمسة لاعبين شاركوا على فترات متقطعة في بعض المباريات في الشوط الثاني.

ناديا الكرامة والوحدة تعاقدا مع 15 لاعباً، نادي أهلي حلب تعاقد مع 13 لاعباً نادي تشرين تعاقد مع 14 لاعباً، نادي الوثبة تعاقد مع 13 لاعباً، نادي حطين تعاقد مع 12 لاعباً، ناديا الجيش وجبلة تعاقدا مع 11 لاعباً، نادي المجد تعاقد مع 14 لاعباً ونادي الطليعة تعاقد مع تسعة لاعبين.

أرقام مذهلة وهي موثقة بالاسم ولاشك أنها تدل على (طبخة) كروية غير ناضجة باتت تحرق كرتنا في ملعبها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن