كنت وما زلت ماضياً وحاضراً أعمل من خلالهما حول التحكيم الكروي الذي بدأته كحكم دولي داخل بلدنا سورية وخارجها في العديد من الدول العربية والأجنبية، حيث دعيت للتحكيم الدولي في الجمهورية التونسية عام 1977 من خلال تكليفي بقيادة ثلاث مباريات للساحة وأربع أخرى للتماس. ومن خلال نجاحي في قيادة هذه المباريات تم تكليفي من خلال الفرصة المستحقة عام 1978 في نهائيات كأس العالم بالأرجنتين، حيث أتيحت لي قيادة مباراة للساحة وعدد من المباريات كحكم للتماس، وهذا ما أقنع العديد من المسؤولين في لجنة الحكام الدولية حينها بقدرتي على تحقيق متطلبات وجودي كحكم دولي كروي من خلال الفكر الاحترافي الذي كنت على قناعة بقدرتي على تحقيقه، حيث كانت لدي القدرة والكفاءة على تحقيق لياقتي البدنية والذهنية من خلال ضرورة العمل على تحقيق التحمل والسرعة وسرعة التفكير والتحليل داخل ميدان الملعب، إضافة لقدرتي على العمل من أجل الوصول إلى ردود الفعل الصحيحة والسريعة والإيجابية.
وهذا لم يكن يتحقق من دون سرعة وكفاءة اتخاذ القرار التحكيمي إضافة لضرورة التحضير والإعداد والتدريب المستمر والمتواصل لي كحكم دولي، وكل هذا كان يحتاج إلى ضرورة تحمل المسؤولية إضافة لضرورة قدرتي وكفاءتي في التعامل مع اللاعبين والإداريين والمدربين المحترفين داخل ميدان الملعب، وكل هذا يحتاج لمعرفة تامة من قبل الحكم من أجل تحديد الأساليب وخطط اللعب المختلفة لتحقيق الحرص على التطبيق الصحيح والثابت لمواد قانون اللعبة نصاً وروحاً من قبل الحكم.. وكل هذا لا يمكن أن يتحقق من دون قدرة الحكم على إقناع اللاعبين بقراراتهم التحكيمية إضافة لمهارة الحكم في التعامل مع اللاعبين المشاركين بهدف تقبلهم لقراراته..
ولا يمكن أن يتحقق ذلك من دون ضرورة قدرة الحكم على تحقيق الشخصية القيادية القادرة على مواجهة الضغوط المختلفة داخل ميدان الملعب لأن ذلك يؤدي لتقبل اللاعبين للنقد والتحليل بروح إيجابية من خلال استقرار واضح في المباراة.
وهذا يوجب على الحكم أن تكون لديه القدرة والكفاءة في قراراته التحكيمية الصادرة عنه.. وهذا يتطلب من حكامنا وخصوصاً السوريين الحاليين ضرورة متابعة كل ما هو جديد ومتطور في عالم التحكيم الكروي على مستوى العالم كله، حيث يجب السعي من أجل تحقيقه..!