ثقافة وفن

عظماء الرجال

| اسكندر لوقا 

ميزة التواضع لدى الإنسان أنها توضح جانباً من شخصيته على حقيقتها إذا حاول إخفاءها بعد أن يتبينها الآخرون من حوله، ذلك لأن العظيم من الرجال لا يحتاج إلى مكبرات صوت ولا إلى مناظير تجسد فيه هذه الخصلة. إن الذي يحتاج إلى مثل هذه الأدوات غالبا ما يكون بحاجة إلى علاج نفساني لأن من لا يشعر بذاته سوف يفتقد، في كل الأمكنة والأزمنة، ما يدل عليه كي يشعر الآخرون بوجوده. ولا مجال لمثل هذه المعادلة، كما أتصوّر، في حياة الأسوياء من الناس.
إن النجمة في سماء صافية، مهما بعدت المسافات بينها وبين سطح الأرض، ليست بحاجة إلى من يدل عليها حتى بالعين المجردة. يكفيها أنها تتألق في مكانها فتراها الأعين المبصرة. كذلك هم الذين يكون لحضورهم في بيئتهم أثره الذي لا يحتاج إلى برهان. فقط هؤلاء الذين يستشعرون نقصا في نفوسهم يبحثون عن « دلالين» يدلون عليهم أينما وجدوا ومهما كان الثمن باهظا، هؤلاء أشبه ما يكونون من صنف المدّعين بالمعرفة وهم جهلة، يشعرون بالكبر وقد صغر حتى في عيونهم أنفسهم، يشعرون بالكبرياء وهو مراؤون، ومع أنهم ينجحون أحياناً باستخدام الأقنعة المزيفة لحقيقتهم، فإنهم سرعان ما يسقطون في تجربة تضخيم الذات، ويكونون ضحية مرض الازدواجية في دربهم إلى هاوية الضياع.
إن سورية اليوم، وهي تتصدى للمدعين بالمعرفة، بالكبر، الكبرياء، لا تتجاهل أمثال هؤلاء المقنعين، وخاصة المقنع الذي يحمل السلاح ضد مواطنيها. وهي تعلم أن هؤلاء من صنع أعداء سورية التي كانت إلى ما قبل شهر آذار من عام 2011، تنعم بالأمن والأمان والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، وكانت على نحو النجمة في سماء صافية ترى من دون حاجة إلى منظار مكبر، ما جعلها هدفا لإستراتيجية الغدر بالتقدم والنمو والحداثة من صنع أعداء الحضارة الجاثمين في واشنطن ولندن وباريس والسائرين في ركبهم في كل من تل أبيب وأنقرة والرياض والدوحة وفي عدد من الدول الحالمة بإعادة سورية إلى دولة مدينة إلى عقود طويلة بغية الحيلولة دون عودتها إلى سابق عهدها قبل العام 2011.
ولأن سورية لا تخلو من عظماء رجالها المتواضعين، سياسيين وعلماء ومثقفين، تقف صامدة كرجل واحد في وجه أعدائها فلا بد أن تنتصر وتفرض حضورها من جديد، كما النجمة لا بد أن تستطع عند انحسار الغيمة عن وجهها.
يقول الكاتب والشاعر والروائي الفرنسي هنري توماس (1912 -1993): إن العظماء من الرجال في تاريخ البشرية هم أكثر الناس تواضعا وبساطة.
كذلك هي سورية اليوم بوجود رجلها العظيم المتواضع السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن