عربي ودولي

رام الله: العدوان محاولة لتفجير المنطقة.. «سرايا القدس»: العمل العسكري في الضفة لن يتوقف … 5 شهداء و100 إصابة خلال اقتحام الاحتلال جنين.. والمقاومة تصيب 7 جنود إسرائيليين

| وكالات

استشهد خمسة فلسطينيين بينهم طفل وأصيب 100 آخرون بجروح أمس خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية، بينما تصدت المقاومة الفلسطينية لقوات الاحتلال، وتمكنت من إصابة سبعة من جنودها.
وأكدت رام اللـه أن المجازر المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، ما هي إلا محاولات لتفجير المنطقة، واصفة العدوان على مدينة جنين ومخيمها بالتصعيد الخطر، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف جميع إجراءات الاحتلال الأحادية الجانب، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.
وحسب وكالة «وفا» أدان المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان أمس الإثنين المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال، مطالباً المجتمع الدولي بالتدخل فوراً لوقف هذا الجنون الإسرائيلي.
وأشار أبو ردينة إلى أن الصمت الدولي والاكتفاء ببيانات الإدانة والتنديد، هما ما يشجع الاحتلال على شن حرب شاملة ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، مشدداً على أن ذلك لن يثني الفلسطينيين عن الاستمرار بنضالهم المشروع حتى تحقيق تطلعاتهم بالتحرر، وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.
من جانبها أدانت الخارجية الفلسطينية أمس في بيان نقلته وسائل إعلام فلسطينية عدوان الاحتلال المتواصل منذ صباح أمس على مدينة جنين، موضحة أن هذا العدوان الذي استخدم فيه الاحتلال الطيران الحربي تصعيد خطر، فإضافة إلى جرائم القتل، نتجت عنه عقوبات جماعية شملت جميع مناحي حياة الفلسطينيين في المدينة.
وأشارت الخارجية إلى أن الاحتلال يمارس أبشع أشكال الإرهاب المنظم، في محاولة لحل أزماته الداخلية على حساب الشعب الفلسطيني الذي لن يسمح مطلقاً للاحتلال بتمرير مخططاته لضم الضفة الغربية وتهويدها وسيواصل الصمود على أرضه والدفاع عنها.
واستنكرت الخارجية تراخي المجتمع الدولي وصمته إزاء ما يرتكبه الاحتلال من انتهاكات وجرائم تصل إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مبينة أن الفشل في تطبيق القانون الدولي بات يشكل غطاء للاحتلال لارتكاب المزيد من الجرائم وتنفيذ أطماعه الاستعمارية.
من جانبه أكد المجلس الوطني الفلسطيني أن صمت المجتمع الدولي عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني يصل إلى مستوى التواطؤ والمشاركة فيها.
وأوضح رئيس المجلس روحي فتوح في بيان أمس أنه ما كان للاحتلال أن يواصل جرائمه في جنين وغيرها من المدن الفلسطينية ويمعن في قتل الفلسطينيين وسلب أراضيهم لولا صمت المجتمع الدولي وازدواجية معاييره، مطالباً بتنفيذ قواعد القانون الدولي والقرارات الأممية لوقف جرائم الاحتلال ومحاسبة مرتكبيها.
من جهتها شددت حركة فتح على أن عدوان الاحتلال الهمجي الذي يرافقه صمت دولي مطبق لن يزيد الشعب الفلسطيني إلا إصراراً على دحر الاحتلال ومقاومته بكل الوسائل، حتى انتزاع حقوقه الوطنية وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس.
ونعت الحركة الشهداء الذين ارتقوا أمس جراء عدوان الاحتلال على جنين، مشيرة إلى أن جميع محاولات الاحتلال لإرهاب الفلسطينيين لن تثنيهم عن مواصلة نضالهم الوطني.
على خطٍّ موازٍ أصدرت «سرايا القدس- كتيبة جنين»، أمس الإثنين، بياناً عسكرياً حول اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة ومخيم جنين شمال الضفة الغربية.
وقالت «سرايا القدس» الجناح العسكري لـ«حركة الجهاد الإسلامي» في بيان حول تطورات جنين: أوقعنا قوات العدو في كمين محكم أدى إلى وقوع إصابات محققة، مضيفة: إن اعتراف الاحتلال بإصابة 7 من جنوده بعضهم جراحه خطرة هو هروب من الاعتراف بحقيقة ما جرى من إصابات متعددة وأكيدة.
وجاء في البيان أن أبطال «سرايا القدس» في كتيبة جنين تمكنوا من إيقاع عدد من آليات الاحتلال المتوغلة في حقل من النيران واستهدافها بصليات كثيفة من الرصاص من مسافات قريبة مع قوات الاحتلال.
وأضاف البيان: تم تفجير عدد من العبوات الناسفة الشديدة الانفجار المُعدة مسبقاً بناقلة جند إسرائيلية في محيط أحد المنازل في الجابريات وعدد من الآليات في عدة محاور بجنين وتحقيق إصابات مباشرة.
وأشار إلى أنه تم رصد الإصابات المحققة في صفوف القوة الإسرائيلية المتوغلة وشوهدت مروحيات عسكرية إسرائيلية وهي متجهة إلى مكان الكمين البطولي لإخلاء الجنود المصابين.
من جهته أكد الناطق العسكري لـ«سرايا القدس» أبو حمزة أن الفعل البطولي لأبطال «سرايا القدس» يعكس العجز الصهيوني أمام حجم الإصرار الفلسطيني على مواصلة الكفاح وطريق الجهاد حتى دحر الاحتلال من فلسطين من بحرها إلى نهرها, وأضاف: إن هذه الملحمة البطولية هي الامتداد الطبيعي لوفاء الأبطال لقادة العمل العسكري في الضفة الأبية، وفي مقدمتهم الشهيد القائد الكبير طارق عز الدين ورفاقه المجاهدون.
وزفت «سرايا القدس» شهيديها المقاتلين المشتبكين، قسام أبو سرية وقيس جبارين، اللذين استشهدا مدافعين عن أرض مخيم جنين في عملية «بأس الأحرار».
وأكد أبو حمزة أن العمل العسكري في الضفة الغربية لن يتوقف ولن تكون عملية «بأس الأحرار» آخر جهادنا.
من جهتها، قالت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية: إن «ما يحصل في جنين حرب عدوانية تستدعي تصعيد المقاومة في وجه الاحتلال»، وحسب «الميادين» قال القيادي في «حركة الجهاد الإسلامي»، خضر حبيب: إن الشعب الفلسطيني يحاول الانعتاق من الاحتلال والمقاومة هي السبيل الوحيد.
بدوره، أكد الناطق باسم حركة حماس عن القدس محمد حمادة، أن معالم هذه المعركة تقول إن الفلسطينيين لن يسلموا ببقاء الاحتلال ومشاريعه، مضيفاً: إنه بعد معركة جنين أمس، الاحتلال سيؤرخ لمرحلة جديدة مع المقاومة الفلسطينية، مشيراً إلى أن الاحتلال استخدم أعتى الآليات في مواجهة الفلسطينيين العزل.
وذكرت وكالة «وفا» أن أعداداً كبيرة من قوات الاحتلال اقتحمت جنين ومخيمها وسط تحليق مكثف للطيران الحربي، ونشرت قناصتها فوق بعض المنازل، وأطلقت الرصاص وقنابل الغاز السام باتجاه الفلسطينيين، ما أدى إلى استشهاد خمسة فلسطينيين وإصابة 100 بجروح بينهم 23 إصابتهم خطرة والعشرات بحالات اختناق، كما اعتقلت شابين اثنين ودمرت خطوط نقل المياه في حي الجابريات، وتسببت بانقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من مخيم جنين.
ولأول مرة منذ نهاية انتفاضة الأقصى قبل 20 عاماً يقصف طيران الاحتلال عدة مناطق في حي الجابريات بالمدينة.
وأشارت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلى أن قوات الاحتلال عرقلت وصول سيارات الإسعاف لإنقاذ المصابين في جنين ومخيمها، كما صدمت مركبة عسكرية للاحتلال مركبة إسعاف بشكل متعمد، فيما أطلقت قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز على مشفى ابن سينا ومحيطه في جنين.
واعتدت قوات الاحتلال على الصحفيين خلال تغطيتهم للعدوان، وبينهم حافظ أبو صبرا، حيث أطلقت قوات الاحتلال النار باتجاه مركبته عند ميدان العودة قرب مدخل مخيم جنين، ما أدى إلى تضررها، كما أطلقت النار تجاه صحفيين آخرين وحاصرتهم في محيط مخيم جنين.
إلى ذلك حرض الوزير في حكومة الاحتلال بتسلئيل سموتريتش على شن عدوان واسع شمال الضفة الغربية، وقال في تصريحات نقلتها وسائل إعلام الاحتلال: إنه «قد حان الوقت لشن عملية عسكرية واسعة شمال الضفة بمشاركة القوات الجوية وقوات المدرعات».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن