محللون وصحفيون مصريون أكدوا أنه يعكس حالة العداء للأمة العربية وليس لسورية فقط … «ندوة العمل الوطني»: إلغاء الاتحاد الأوروبي اجتماعه مع الجامعة يذكرنا بحقبة الاستعمار
| وكالات
أكدت «ندوة العمل الوطني» اللبنانية أمس، أن قرار دول الاتحاد الأوروبي بإلغاء الاجتماع الوزاري مع جامعة الدول العربية بسبب خلافات حول سورية، يعتبر جائراً ومستبداً وتدخلاً سافراً في شؤون وقرارات الجامعة، بينما رأى محللون سياسيون وصحفيون مصريون أن القرار يعكس حالة عداء واضح وصريح للأمة العربية ككل وليس سورية فقط، وأنه سوف يلقي بظلاله على متانة العلاقات العربية بالاتحاد، مؤكدين أن الأخير مجرد تابع للإدارة الأميركية وقاصر لا يستطيع أن يتخذ قراراً من تلقاء نفسه.
ودان رئيس «الندوة» رفعت إبراهيم البدوي في بيان تلقت «الوطن» نسخة منه أمس، ما أعلنه ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل، عن تأجيل الاجتماع الوزاري العربي الأوروبي الذي كان مقرراً عقده (اليوم) الثلاثاء، وذلك بسبب عودة سورية إلى الجامعة العربية.
وقال البدوي: «إننا في «ندوة العمل الوطني»، نعلن إدانتنا الصريحة للموقف الأوروبي السلبي المعترض على عودة سورية إلى مقعدها في الجامعة العربية، وترى الندوة أن إلغاء الاجتماع الوزاري العربي مع ممثلي دول الاتحاد الأوروبي، اعتراضاً على عودة سورية هو قرار جائر ومستبد يذكرنا بحقبة الاستعمار الغربي البائد».
أضاف: «إن قرار دول الاتحاد الأوروبي بإلغاء الاجتماع الوزاري الأوروبي العربي، يعتبر تدخلا سافراً في شؤون وقرارات جامعة العربية، وهذا الأمر إن دل على شيء، فهو الدليل الساطع على أن السياسة الأوروبية تجاه سورية، هي سياسة عدائية تكشف مدى التغول الأوروبي في تمديد واستمرار معاناة الشعب السوري، وهو قرار يعبر صراحة عن رفض غربي أميركي مشترك لأي تلاحم أو تعاون عربي- عربي».
وأول من أمس، كشف بوريل، في مدونة نشرها على موقع الخدمة الدبلوماسية الأوروبية أن إلغاء الاجتماع الوزاري بين جامعة الدول العربية والاتحاد حول سورية الذي كان مقرراً الثلاثاء، كان بسبب خلافات حصلت حول سورية.
من جهته، وصف المحلل السياسي المصري حسن بديع في تصريح نقله موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني أمس، قرار الاتحاد الأوروبي بإلغاء الاجتماع الوزاري يعبر ويعكس حالة عداء واضح وصريح للأمة العربية ككل وليس سورية فقط.
وأوضح، أن هذا القرار «يكشف عن روح استعمارية مازالت في نفوس وقلوب وعقول الغرب تجاه العرب، وعن إستراتيجية عدوانية ضد العرب تقوم على أنهم مجرد مستعمرات تابعة له وخاضعة لنفوذه وهيمنته، وهي نظرة متخلفة وعنصرية»، متمنياً تحقيق مزيد من خطوات التقارب العربي مع الشقيقة سورية.
من جانبه، رأى مدير تحرير «جريدة الشروق» المصرية الصحفي حمادة إمام في تصريح مماثل، أن موقف الاتحاد الأوروبي طبيعي ومتوقع، فهو مجرد تابع للإدارة الأميركية وقاصر ولا يستطيع أن يتخذ قراراً من تلقاء نفسه.
وأشار إمام، إلى أن إلغاء الاجتماع، فرصة أمام الدول العربية كي تثبت للغرب أنها تقف على قدم المساواة مع الدول الغربية وأنها دول مكتملة السيادة وليست كيانات تابعة.
وفي نفس السياق، أعرب المحلل السياسي المصري هاني الجمل عن اعتقاده في تصريح مماثل أيضاً، أن هذا القرار سوف يلقي بظلاله على متانة العلاقات العربية بالاتحاد الأوروبي ومن ثم تأثر بعض الملفات المشتركة بهذا الرفض والتي قد تتبلور في الوضع في ليبيا وفلسطين أيضاً وهو ما قد يعيد حسابات الجامعة العربية في التوافقات مع الاتحاد الأوروبي.
وأول من أمس، أكد وزير خارجية مصر سامح شكري في مؤتمر صحفي أن قرار الاتحاد الأوروبي إلغاء الاجتماع بسبب إعادة سورية إلى الحضن العربي، يعتبر فرصة ضائعة وتطوّراً مؤسفاً للعلاقة بين المجموعتين.