رياضة

متابعة خارجية

| مالك حمود

يحز بالقلب النزيف الذي أصاب رياضتنا مؤخراً، فالهجرة تسببت بخسارتها للكثير من خيراتها وخبراتها وكفاءاتها في مختلف مجالات العمل الرياضي، ورغم ذلك فالشيء الذي يواسي القلب هو استمرار رياضتنا حية في ملعب النشاط، سواء كان رسمياً من خلال البطولات والمسابقات المحلية التي باتت تقام بطرائق وأنماط مختلفة تماشياً مع الظروف الراهنة وللتغلب على مصاعبها، أم من خلال بقاء رياضتنا في ساحة التنافس الدولي مع اختلاف مراكز ثقلها في الميزان الخارجي من لعبة إلى أخرى، وحفاظاً على مكانة الرياضة السورية ومنتخباتها في ساحة المنافسة الدولية إقليمية كانت أو قارية أو حتى على الصعيد الأولمبي والعالمي فإن العمل يبدو بحاجة لجهود إضافية وطاقات خارجية.
لنكن صريحين وواقعيين مع مسألة في غاية الأهمية والحساسية، فالمواهب التي فقدتها رياضتنا في السنوات الثلاث الأخيرة كبيرة وعديدة ولا يستهان بها أبداً، وهنا السؤال: هل تخسر الرياضة السورية هذا الكم من المواهب بلمح البصر من دون استفادتها منهم واستثمارها لكفاءاتهم، وهي التي علمتهم ودربتهم وأهلتهم وطورتهم؟!
لاعبون ولاعبات ومن مختلف الفئات العمرية صاروا خارج الأسوار، وإذا كانت الظروف قد دفعتهم للهجرة فإن قلوبهم معلقة بوطنهم، فهل نستفيد منهم خصوصاً أولئك الذين ما يزالون ضمن الفئات العمرية وأمامهم فرصة كبيرة للتطور وارتقاء المستوى فيما لو تمرنوا هناك بشكل جدي ومنتظم وعال؟
المسألة بحاجة إلى متابعة نوعية وخطوة خاصة، فماذا يمنع القيادة الرياضية من تخصيص مكتب للمتابعة الفنية الخارجية، ويمكن أن ينبثق عن مكتب العلاقات الخارجية بالتنسيق والتوافق مع اتحادات الألعاب الرياضية السورية، أو أن تأخذ اتحادات ألعابنا تلك المهمة بالتنسيق مع القيادة الرياضية، والعمل يبدأ بإجراء مسح كامل للاعبين السوريين الموجودين في الخارج والتواصل مع المتحمسين منهم للفكرة، ورصد تحركاتهم الرياضية والأندية والدرجات التي يلعبون فيها، ومتابعة تطوراتهم وتنقلاتهم والبحث في كيفية وإمكانية الاستعانة بالمميزين منهم لتمثيل المنتخبات السورية في الاستحقاقات الدولية وفي مختلف الألعاب، فالرياضة السورية بحاجة لكل مواهبها وكفاءاتها المخلصة والمعطاءة والتي تتشرف بارتداء قميص الوطن وهدفها رفع رايته خفاقة في المحافل الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن