عربي ودولي

مع مواصلة الإدارة التركية حبس جزء كبير من حصة سورية والعراق من الفرات … تلوث المياه في مناطق سيطرة «قسد» في الرقة يصيب العشرات بالتسمم

| وكالات

أصيب 21 شخصاً بينهم نساء وأطفال بحالات تسمم نقلوا إثرها إلى المشفى لتلقي العلاج نتيجة تلوث مياه الشرب في قرية واسطة الهشم في ريف الرقة الشمالي التي تسيطر عليها ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية– قسد».
واتهم مواطنون حسب وكالة «أنباء آسيا»، شركة المياه في قرية الكالطة التي تغذي المنطقة بالتساهل وإهمال عملية تنقية مياه الشرب ما يتسبب بإصابة المواطنين بأعراض تسمم.
وتداول ناشطون وفق الوكالة صوراً تُظهِر انحسار وتلوث مياه نهر الفرات نتيجة التغير المناخي وبناء السدود في تركيا، حيث ينبع النهر بالأساس، لدرجة أن انخفاض منسوب المياه وانحسارها أديا إلى ظهور قاع النهر، إضافة إلى وجود مواد بلاستيكية وأكياس تلوّث المجرى.
ووقعت سورية وتركيا بروتوكولا في عام 1987، نص على تعهــد الجانب التركي بأن يوفر معدلاً مــن ميــاه نهر الفرات يزيد علــى 500 متر مكعب في الثانيــة للجانــب السوري، وبعد ذلك بعامين اتفق الجانب السوري مع العراق على تمرير 58 بالمئة من مياه الفرات نحو الأراضي العراقية مقابل 42 بالمئة لسورية.
لكن منذ عام 2021 تواصل الإدارة التركية حبس جزء كبير من حصة سورية والعراق من مياه نهر الفرات الذي يعتبر مصدراً رئيسياً لمياه الري والشرب، حيث لا تتجاوز الكمية المتدفقة 200 متر مكعب في الثانية، وهو ما أخرج عدة سدود عن الخدمة أخيراً، منها سد تشرين وسد الفرات، وقطع الكهرباء عن مناطق منبج والرقة والطبقة، وتسبّب بتلوث مجرى النهر ووجود كارثة بيئية تهدد الأمن الغذائي في الجزيرة السورية، وفي العراق، نتيجة تدهور الثروة الحيوانية والزراعية على ضفاف النهر.
ويبدي الأهالي مخاوفهم من الجفاف والتلوث في نهر الفرات، حيث قال مصدر أهلي في مدينة الرقة: إن «مياه الشرب مصدرها الرئيسي نهر الفرات، وتلوث هذه المياه يشكل تهديداً مباشراً لحياة السكان في المدينة والمناطق التي تعتمد على مياه الفرات».
ووفق الوكالة، أوضح رئيس «مكتب البيئة» في الرقة التابع لـ«قسد» محمد نور الهرم أن انخفاض منسوب النهر أدى إلى زيادة مياه الصرف الصحي والمصارف الزراعية المالحة، مقارنة بالمياه النقية، وهو ما أدى إلى ظهور مستنقعات في مناطق صبّ تلك المصارف بالنهر، وهي بؤر تجمّع تتسبب بالأمراض والأوبئة.
وذكر أن انخفاض منسوب مياه النهر خلال فترة وجيزة تسبّب بانحسار جديد لمساحة الأراضي الزراعية، بنحو 20 بالمئة عن النسبة السابقة وهو ما سبب ارتفاع تكاليف توصيل المياه وحفر الآبار واستنزاف المياه الجوفية وانخفاض مستوى الآبار السطحية والجوفية.
وأشار إلى أن انخفاض منسوب مياه النهر سيؤدي إلى انتشار الأوبئة وسيهدد الثروة الحيوانية نتيجة المستنقعات وتشكيل ظروف جافة تؤدي إلى نفوق وقلة أعداد الثروة الحيوانية، في حين أن قلة المياه بالنهر واستخدام مياه الصرف الصحي الباقية في المجرى لأجل الزراعة يزيدان نسب تلوث الغذاء، وبالتالي يهددان الأمن الغذائي.
ويعتبر نهر الفرات عصب الحياة الرئيسي في منطقة الجزيرة السورية، حيث أقيم على ضفافه مدن وحضارات وعاش على مياهه سكان في مناطق متعددة من سورية منها جرابلس ومنبج والطبقة والرقة ودير الزور والميادين والبوكمال.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن