ثقافة وفن

تلقائية وبساطة حققت لها مساحة من المحبين … غادة بشور لـ«الوطن»: لا أنافس أحداً ولا أحد ينافسني ولكل مكانه

| عامر فؤاد عامر

يمتلك الفنان من خلال خبرته وتجاربه؛ مسيرة غنيّة، تجعله أكثر حبّاً لعمله، وأكثر حرصاً على علاقته مع الجمهور، من حيث المحبّة والتقدير، ولذلك يسعى لأن يكون معهم في أهم القضايا والمسائل التي يهتمون لها، وهذا ما نلامسه في مسيرة الفنانة القديرة «غادة بشور»، التي يتفق الجميع على محبّتها وعلى تميّزها، وقد حصدت في الفترة الأخيرة المزيد من التألق عبر ثلاث جوائز من خلال مشاركاتها في أهم مسلسلات الدراما السوريّة، كما تصدّر خبر زواجها قائمة الأخبار الفنيّة مع نهاية العام الماضي 2015، وحاليّاً لديها مجموعة من الأعمال التي أنجزت البعض منها مثل مسلسل «صدر الباز» للمخرج «تامر اسحاق»، «سليمو وحريمو» للمخرج «فادي غازي»، ومسلسل «فارس وخمس عوانس»، للمخرج «فادي سليم»، إضافة لدخولها في أعمال أخرى جديدة مثل «زوال» للمخرج أحمد ابراهيم أحمد وغيرها.

تألّق
تمتلك الفنانة «غادة بشور» حضوراً لافتاً بين فناني الدراما السوريّة، ومحبوها يعبرون عن رغبتهم في التعامل معها من الوسط وخارجه، وعن سرّ هذا الحضور والجاذبيّة تقول: «هذا بفضل اللـه أولاً، وثانياً من المفروض على المرء التخلي عن صفة التشوّف والتكبر مع زملائه سواء من الجيل القديم أو الجديد، فأنا أقدّم الاحترام للجيل القديم دائماً، فهو من يعلّم ويمهّد الطريق، وبصراحة الجيل الجديد يربك في التعامل بوجهٍ عام، فالبعض منه يزداد غروراً أمام أول نجاحٍ يصادفه، ويقدّم نفسه للآخرين على أساس هذه الهويّة التي لن تترك سوى النفور منه، وعلى الرغم من ذلك فأنا من يبادر ويقدّم نفسه له، فأسأل عن أحواله، وعن أعماله. أمّا القسم الآخر من الجيل الجديد الذي يتعلّم ويتقدّم فأيضاً أحاول مدّ يدّ المساعدة له، والتوجيه إن لزم الأمر، واللطف في التعامل، وأرفع من المعنويات دائماً للجميع. فمن المفروض أن يتعامل المرء مع الجميع ببساطة ولا داعي للتكبّر والاستعراض المزيّف، وهذه هي طريقة تعاملي مع الجميع وأعتقد أنها ما يوصلني بطريقة صحيحة وسليمة لما أنا عليه اليوم».

بداية
بدايتها الفنيّة لم تكن في التمثيل، بل كانت في فرقة «أميّة للفنون الشعبية» التابعة لوزارة الثقافة ومديرية المسارح والموسيقا، وبقيت فيها قرابة عشر السنوات، وبعدها انتقلت للعمل في المسرح القومي، وكان عنوان أول مسرحيّة شاركت فيها (أبو خليل القباني) وفي هذه الفترة أيضاً شاركت بأوّل عمل تلفزيوني من إخراج (غسان جبري) والمسلسل بعنوان (انتقام الزباء) وكان دورها الفتاة العربيّة (رشا) وأخذ الدور منها وقتاً لتتقنه فيما بعد، وبعد ذلك تتالت المشاركات بين المسرح والأعمال التلفزيونيّة.
زهور
الهويّة الفنيّة بالنسبة للشهرة والمعرفة الواسعة بين الناس؛ كانت من خلال مسلسليّ (عودة غوار) و(أبو الهنا)، ودور «زهور» الذي لفت انتباه الجميع لجمال موهبتها، ولا يزال الناس يتداولون عبارتها إلى يومنا هذا، وهي بالعاميّة «يعدّمني ياكي يا زهور» فهذه الشخصيّة شكّلت طابعاً جميلاً في الذاكرة.

طابع واستسهال
يشير النقاد إلى أن الفنانة «غادة بشّور» تركت طابعاً من خلال الأدوار التي جسّدتها وهو المرأة القويّة أو الأنثى المسيطرة على الزوج، لكنها من جانب آخر وردّاً على هؤلاء نجدها قد جسّدت أدواراً لا ترتبط بقوّة الشخصيّة ونجحت فيها فرأيناها الأمّ الحنون والمرأة الحزينة واللطيفة، وهذا ما يدلنا على نقطة شديدة الحساسيّة وهي أن الأمر مرتبطٌ برغبة المخرجين أيضاً، فهم من يوزع الأدوار وهم من يستسهل تنميط الممثل في صورة واحدة وحسب. وعن انتقاء الدور ورغبتها في الاختيار تضيف لنا الفنانة «غادة بشّور»: «انتقاء الأدوار مرتبط بالمخرج، فهو من يرى ملاءمتي للشخصيّة أو عدمه. أمّا دوري فيأتي في مرحلة القراءة، وأثناء ذلك أراقب تفاصيل الشخصيّة وأبعادها، فإمّا أن أوافق وأشعر بأن اختياره للشخصيّة موفق أو يكون رفضي للعمل، وربما في الماضي كان من الممكن أن أتغاضى عن هذه النقطة، فأوافق حتى لو أنني غير مقتنعة، وذلك من أجل العمل، أو من أجل الشهرة ومعرفة الناس، أمّا حالياً فالأمر مختلف، بمعنى إذا لم تكن الشخصيّة متناغمة تماماً معي فلا يمكنني القبول مهما حاول المخرج إقناعي. فالأمر يعدّ مسؤوليّة صعبة ولا يمكن التهاون فيها».

مصر
كان للفنانة «غادة بشّور» حضور مميّز في الدراما المصريّة، وذلك من خلال مسلسل (زُهرة وأزواجها العشرة) وشاركها العمل الفنان (باسم ياخور) والعمل من إخراج «محمد النقّري»، ويلاحظ أنها بقيت على لهجتها الأمّ ولم تتكلم باللهجة المصريّة أبداً، وبعد هذا العمل تتالت العروض عليها من مصر، لكنها رفضت المشاركة في أي منها ولاسيما أن الأزمة السوريّة بدأت فاختارت فنانتنا البقاء في الوطن وعدم الخروج من الديار حتى ولو على سبيل العمل خارجاً، فكان لها حضور متكرر في مجموعة كبيرة من الأعمال الخيريّة والفعاليات الوطنيّة، ومنها تكريس جهودها وجزء كبير من ماديّاتها في جمعيّة «نساء سورية الخير»، وإلى يومنا هذا.

شدّوا الهمّة
قدمت الفنانة «بشّور» أغنية وطنيّة كتعبير عن موقفها وحبّها للوطن وجاء اسم الأغنية «شدّوا الهمّة شدّوها» وعلى الرغم من إدراكها بأن خامة صوتها ليست للغناء، إلا أنها ترى بأن محبّة الوطن والبذل له هو الغاية بصرف النظر عن مناسبة الصوت، ومن المهم أن يصل الإحساس ويفهمه الناس، وحكاية الأغنية كانت كما أخبرتنا: «قبل العمل في مسلسل (ضبّوا الشناتي) للمخرج «الليث حجو» كان لدي هاجس بأنّني يجب أن أقدّم شيئاً لبلدي أثناء الأزمة، فارتأيت بأن الأغنية الوطنيّة خطوة جميلة، وقد قام الكثير من الفنانين بهذه الخطوة، كالفنان القدير «رفيق سبيعي» والفنان المرحوم «محمد آل ـرشي» والفنان «مصطفى الخاني» وغيرهم. وباشرت باتصالي مع «زهير الملا» وطرحت الفكرة عليه؛ فخرج ليعود بأغنية (شدّوا الهمّة شدّوها)، وتواصلت مع «أمين خيّاط» الذي حجز الاستديو، وكان العمل من توزيع «فراس خوري» والجميع ساعدني وأتقدّم بالشكر لهم. فأنا كفنانة من المفروض أن أقف مع بلدي من خلال اللغة الفنيّة التي أمتلكها، واليوم سأقدّمها لقناة سورية دراما، وكلّي عتب على التلفزيون السوري الذي لم يهتم بهذه الأغنية، فكان من المفروض أن يكون أكثر إيجابيّة في التعامل مع الموقف».

يمان
من تجاربها في العمل الفني إنشاء شركة للإنتاج «يمان» لكن ما كان في الحصيلة هو فقط ثلاثية تلفزيونيّة حملت عنوان (سباق المسافات القصيرة) والمشكلة في توقف الشركة هو في تسويق العمل وعدم التفرغ بصورة كليّة لهذا الأمر من قبلها بالتالي زادت الأعباء عليها وتوقفت هذه الشركة.

المنافسة
ولدى سؤالنا لها «من ينافس «غادة بشور» اليوم» تجيب: «لا أحد ينافسني ولا أنافس أحداً، ولا يمكن لشخص أن يأخذ دور غيره، فمن هي الممثلة التي ستأتي وتأخذ دوري برأيك؟ قد تتشابه الشخصيّات ولكن أتوقع أنه حتى في الجيل القديم لا يمكن الحصول على ممثلين بجودتهم نفسها تماماً، فكلّ شخص له مميّزاته ومواصفاته، وإن فقدناه سنحزن كثيراً ولا يمكن لأحد أن يعوّض مكانه أبداً، وهذه قناعتي».

بشّور المذيعة
من تجارب الفنانة «بشّور» أيضاً العمل مذيعة أو مقدّمة برامج، فكانت البداية في برنامج (حكي نسوان) في خمس عشرة حلقة لمصلحة محطّة (هنا بغداد)، وكسر الحاجز جاء من خلال هذا البرنامج، أمّا البرنامج التالي فكان «استراحة» لمصلحة قناة (سورية دراما) ويعتمد البرنامج على ضيوف من الوسط الفنّي، والحديث عن المهنة التي كان يعمل بها الفنان قبل دخوله عالم الفنّ.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن