رياضة

تأثير متفاوت

| خالد عرنوس

انتصف الموسم الكروي تقريباً في معظم الدوريات المحلية الكبرى وسط انتقادات حادة لعدد من المدربين البارزين ذوي الأسماء الكبيرة والخبرة الواسعة والأفكار الرنانة بسبب سوء نتائج أنديتهم أو تراجعها أو عدم تقديم المستوى اللائق بأندية عريقة وعملاقة لا تقبل الحلول الوسط، ومطالبة بالأداء الرفيع المرفق بالنتائج.. هذا الأمر وصل ببعض الأندية إلى إنهاء الفصل مبكراً والبدء بآخر جديد كما حدث مع تشيلسي ومورينيو الذي انقلب خلال ثلاثة أشهر من بطل أسطوري لا يشق له غبار في التكتيك والتكنيك إلى شخص منبوذ حتى إنه اتهم لاعبيه السابقين بالمؤامرة عليه لـ(تفنيشه), وفي مانشستر عاش ومازال لويس فان غال أياماً عصيبة إثر تراجع نتائج عملاق البريميرليغ وعروضه ما حذا بالكثيرين من محبي اليونايتد إلى المطالبة بالاستغناء عن المدرب الهولندي العجوز (صاحب الأفكار القديمة) حسب بعض عشاق ومتابعي الشياطين الحمر.
في ريال مدريد الحال ليس أحسن كثيراً بالنسبة للمدرب رافاييل بينيتيز على الرغم من أن الفريق الملكي مازال في صلب المنافسة، إلا أن المعترضين على طريقة رافا يأخذون عليه أنه خسر أمام البرشا والأتلتي وفياريال وهي الأندية التي تتنافس على اللقب وتطور الاعتراض ليصل إلى رغبة جماهيرية بالإطاحة به.
ثلاثة أمثلة مازالت فصولها تشغل وسائل إعلام ومتابعي الكرة الأوروبية وهي تقودنا إلى أسئلة لطالما شغلت بال المتابعين، ترى ما مدى تأثير المدرب في عالم كرة القدم؟ وهل يستطيع مدرب كبير صنع فريق كبير وليست لديه الأدوات اللازمة؟… وبالمقابل هل يتحمل هؤلاء المدربون المذكورون أعلاه وزر تراجع أنديتهم؟.
هذه الأسئلة وغيرها حول الموضوع ذاته كان مثار جدل مع مخرج الدراما السورية الرائع (الصديق اللدود) سمير حسين (المانشستراوي) قلباً وقالباً وقد تابعنا معاً مباراة مان يونايتد وسوانزي وقد وجدته يتمنى خسارة (فريقه) لعل هزيمة جديدة تكتب نهاية عهد المدرب فان غال.
المدرب باستطاعته التأثير بنسبة قد تفوق 75% برأي مخرجنا البارع بدءاً من تعامله مع أدواته خارج الملعب وحتى نهاية المباراة، وجاء شرحه لفكرته مستفيضاً بطريقة العارف ببواطن الأمور والخبير بخفايا اللعبة.. المكان لا يتسع لأفكار صديقنا الرائعة كمسلسلاته وقد يأتي يوم نناقش بعضها، لكن بوسعي التعقيب بأن تأثير أي مدرب من فطاحل اللعبة لا يتعدى على أرض الملعب أكثر من 15 إلى 20% مع وجود بعض الحالات الشاذة… وللحديث بقية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن