الوفود المشاركة تصل اليوم وجهود التسوية على رأس الأولويات في المباحثات … عشية «أستانا».. تعزيزات عسكرية ضخمة للجيش على محاور ريف حلب الشمالي
| سيلفا رزوق
تنطلق اليوم في العاصمة الكازاخية اجتماعات «مسار أستانا» بنسختها العشرين، والتي سيتضمن جدول أعمالها للمرة الأولى إجراء مشاورات رباعية لنواب وزراء خارجية سورية وروسيا وإيران وتركيا.
وحسب مصادر لـ«الوطن» يترأس الوفد السوري معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان، كما يحضر وفد روسي كبير برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول إفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، أما الوفد الإيراني فيترأسه معاون وزير الخارجية الإيراني للشؤون الخاصة علي أصغر خاجي.
كذلك يشارك في اجتماعات «أستانا» وفد من «المعارضة»، ومراقبين من الأمم المتحدة والأردن ولبنان والعراق، حيث سيتم مناقشة الوضع في جميع أرجاء سورية، والتغيرات في الوضع الإقليمي بشأن سورية، والوضع على الأرض، كذلك الجهود المبذولة نحو تسوية شاملة في سورية، ومكافحة الإرهاب، وإجراءات بناء الثقة، كما يتضمن جدول الأعمال مناقشة الوضع الإنساني، والعمل على تهيئة الظروف لعودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم.
وعشية انطلاق «أستانا»، وصلت تعزيزات عسكرية ضخمة للجيش العربي السوري إلى مناطق ريف حلب الشمالي، وأظهرت صور نشرتها عدد من وسائل التواصل الإجتماعي تعزيزات ضخمة للجيش محملة بالآليات الثقيلة والجنود وهي في طريقها إلى الشمال.
مصادر ميدانية متابعة تحدثت إليها «الوطن»، أوضحت أن وصول التعزيزات العسكرية يتزامن مع تواصل التصعيد الإرهابي على خطوط «خفض التصعيد» والذي يقوده تنظيم جبهة النصرة الإرهابي والفصائل المنضوية في كنفه، ما يعني أن مهمة هذه التعزيزات هي قتالية، وتهدف إلى وقف محاولات التمدد الإرهابي في مناطق ريف حلب الشمالي، لاسيما بعد التقارب الأخير بينها وبين ميليشيات «قسد».
ولفتت المصادر إلى أن مناطق الشمال تشهد تصعيداً ميدانياً كبيراً حيث صعدت قوات الاحتلال التركي من قصفها واستهدافها لميليشيات «قسد»، وتسبب هذا التصعيد قبل أيام بمقتل أحد الجنود الروس وإصابة 4 آخرين بجروح خطيرة أثناء مرور رتل روسي على طريق مزارع أم الحوش- حربل بريف حلب الشمالي، كما تشهد المنطقة تصعيداً إرهابياً يقوده تنظيم «جبهة النصرة» والذي بات يستهدف بشكل يومي نقاط تمركز الجيش، مشيرة إلى أن هذا التصعيد الإرهابي انسحب على مناطق أخرى في الداخل وشهدت الأيام الفائتة استشهاد عدد من عناصر الجيش في عمليات إرهابية في حمص ودير الزور.
المصادر رجحت أن تشهد مناطق الشمال السوري سيناريو ميداني مشابه لسيناريو استعادة الجيش لطريق M5، حيث إن استعادة الجيش العربي السوري لزمام المبادرة بات حتمياً في تلك المنطقة.
وكانت مصادر متابعة تحدثت إليها «الوطن» أول أمس، أوضحت بأن دمشق لا تريد من الاجتماعات المقبلة «للرباعية» استعادة المفردات أو التأكيد على مواقف كان سبق الإشارة إليها بعنوانها العريض، فالإشارة إلى التزام الأطراف بوحدة سورية وسيادة أراضيها يجب أن تترافق مع التأكيد على إنهاء الاحتلال التركي والإعلان بوضوح عن استعداد تركيا للانسحاب من الأراضي السورية.
وفيما يخص ملف مكافحة الإرهاب بينت المصادر بأن الإشارات الفضفاضة فيما يخص هذا الملف والتأكيد على مكافحته بكل أشكاله لم تعد مقبولة، لاسيما إذا ما أرادت الأطراف المعنية والضامنة لمسار الرباعية إحراز تقدم جدي في هذا المسار، حيث ترى دمشق بأن تسمية التنظيمات الإرهابية التي تجب محاربتها وبصورة واضحة سيشكل أحد الأسس اللازمة للتقدم والوصول لنقاط اتفاق، حيث لا يزال الجانب التركي يصر على ربط مكافحة الإرهاب بالتنظيمات «الكردية» شمال سورية، ويتغافل عن ذكر محاربة التنظيمات الإرهابية من تنظيم «جبهة النصرة» وغيره من ميليشيات إرهابية والموجودة في مناطق إدلب وريف حلب الشمالي تحت أعين الاستخبارات التركية.