رياضة

في الطريق لنهائي سلة المحترفين.. النواعير يستضيف الوحدة اليوم وغداً الأهلي بضيافة الجيش

| مهند الحسني

يبدو أن صورة الفريقين المتأهلين للمباراة النهائية لبطولة الدوري العام لسلة المحترفين قد بدأت تتضح بعد النتائج الرقمية التي خرجت بها الفرق في مرحلة الذهاب من الدور نصف النهائي، فالنتائج جاءت منطقية وضمن التوقعات لكن المستوى الفني لم يكن بالحسبان بالنسبة لفريقي النواعير والجيش.

لم يكن حضور النواعير قوياً في صالة الفيحاء بدمشق أمام الوحدة ولم يعط أي مؤشر جديد تتسع خلاله دائرة تفاؤل عشاقه ومحبيه بتعديل النتيجة وسرقة نتيجة لقاء اليوم في مدينة حماة، لأن موازين القوى بين الفريقين باتت تصب في مصلحة الوحدة الذي لعب بأداء رجولي وجماعي وتناغم وانسجام كبيرين ووضع قدمه في المباراة النهائية عن جدارة واستحقاق، على حين إن النواعير بدا بشكل قوي لكنه لم يمتلك نفساً قوياً ليستمر في هجومه فكانت الخسارة.

وكذلك الحال بالنسبة للجيش الذي مني بخسارة هي الأقسى له منذ سنوات أمام فريق أهلي حلب، وقدم الجيش أسوأ عروضه فردياً وجماعياً وظهر بصورة باهتة وقدم أداء عقيماً ساهم في خسارته المباراة رغم بدايته القوية في الربع الأول من المباراة، غير أن أداءه شهد تراجعاً مخيفاً وغير مبرر ولم ينجح مدربه هيثم جمّيل في إعادة التوازن للفريق فبدا الفريق بأكمله خارج التغطية بعدما انقطعت خطوط الاتصال بينه وبين مدربه، وهذا الأداء منح الأفضلية للاعبي الأهلي الذين فرضوا سيطرتهم ولعبوا بأداء جماعي على حساب تواضع مستوى الجيش وسجلوا من جميع المسافات والاتجاهات لا بل غلب على أدائهم الطابع الاستعراضي في الربع الأخير.

لسنا متشائمين بأداء لاعبي النواعير والجيش لكن ما شاهدناه على أرض الواقع على صعيد أداء الفريقين لا يمكن أن تتسع فسحة تفاؤلنا بتغيير بوصلة الحسابات في اللقاءات القادمة والذهاب إلى لقاءات فاصلة.

مهمة النواعير ليست مستحيلة وإنما هي في غاية الصعوبة لأن الوحدة استعاد توازنه وعافيته ومعنويات لاعبيه في أوجها وسيشارك لاعبه المحترف الجديد الذي غاب عن اللقاء السابق بين الفريقين وهذا ما يعطي الأفضلية للوحدة.

على حين إن فريق الجيش بطل كأس الجمهورية قادر على العودة وتحقيق نتيجة إيجابية في لقاء غد في صالة الفيحاء بدمشق، لكن ذلك ليس بتلك السهولة التي يعتقدها، وهو بحاجة لطي صفحة الخسارة الأخيرة التي لحقت به بالشهباء وعليه اللعب بمعنويات عالية وهذه مهمة الجهازين الفني والإداري في إخراج اللاعبين من مرارة الخسارة، ولديه مجموعة كبيرة من اللاعبين المتميزين والمهرة القادرين على تقديم الكثير.

أكون أو لا أكون

يحل الوحدة مساء اليوم في تمام الساعة الثامنة مساء ضيفاً ثقيل الظل على النواعير في صالة صالح علواني بمدينة حماة في موقعة ينتظر أن تشهد حضوراً جماهيرياً كبيراً.

سيدخل الفريقان اللقاء بحسابات متجددة وآمال كبيرة وأحلام وتطلعات لا حدود لها.

فالوحدة الذي فاز في لقاء الذهاب بفارق مريح وأداء جيد يسعى لمواصلة عزفه على وتر الفوز وحسم موضوع التأهل بعيداً عن حسابات اللقاء الفاصل.

لذلك سيزج مدربه اللبناني مروان خليل بكل أوراقه الفاعلة والمؤثرة والقوية على أمل أن يخرج بنقاط الفوز ويتأهل للنهائي عن جدارة واستحقاق، وتعتبر صفوف الوحدة ومراكزه متكاملة ومع وجود لاعبين أجانب متميزين باتت حظوظه أقوى في خطف نقاط الفوز.

على حين إن فريق النواعير سيلعب على أرضه وبين جمهوره وهذا سيشكل أوراق ضغط كبيرة على لاعبي الوحدة، ولدى النواعير الكثير ليقدمه في هذا اللقاء من لاعبين أجانب متميزين ومحليين يملكون طاقات كبيرة وحماسة عالية لتقديم أداء جيد وتحقيق نتيجة إيجابية تعيدهم من جديد إلى دائرة المنافسة، النواعير الذي خسر لقاء الذهاب سيلعب تحت شعار الفوز ولا شيء غيره لأن الخسارة تعني خروجه من المنافسات.

الفريقان كبيران ولديهما أوراق فاعلة ومؤثرة وسيكون لمدربي الفريقين دور مهم في القراءة الصحيحة لمجريات اللقاء والتعامل معها بحرفية عالية وإجراء التبديلات الجيدة وغير المتسرعة ما يضمن بقاء الفريق في حالة من الانضباط التكتيكي داخل الملعب وتنفيذ صحيح لتعليمات المدرب.

على الورق تبدو حظوظ الوحدة أوفر بخطف نقاط اللقاء لكن النواعير بات من الفرق الكبيرة ويحسب له ألف حساب بعدما تمكن من الفوز على أقوى المنافسين وهو قادر اليوم على كسب نقاط اللقاء والذهاب بضيفه إلى لقاء فاصل له حساباته الخاصة.

مع العلم أن الوحدة فاز في لقاء الذهاب الذي جمع الفريقين الأحد الفائت بصالة الفيحاء بدمشق بواقع 66-53.

لقاء الفرصة الأخيرة

يحل يوم غد الخميس في تمام الساعة الثامنة مساء أهلي حلب ضيفاً على الجيش في صالة الفيحاء بدمشق في لقاء الرد والذي سيكون منذ بدايته قوياً وهجومياً ومثيراً وغريباً بمجرياته وغنياً باللمحات الفنية الجميلة نظراً لقوة الفريقين وهاجسهما في تحقيق نتيجة إيجابية وخطف نقاط الفوز، فالجيش الذي نال لقب كأس الجمهورية عن جدارة واستحقاق لم يتمكن من الظهور بقوة في الشهباء وخسر أداء ونتيجة فردياً وجماعياً، سيدخل اللقاء بروح جديدة متناسياً الخسارة القاسية وسيفتح لاعبوه صفحة جديدة على أمل تغيير الصورة الباهتة والعودة لأجواء المنافسة وكسب نقاط الفوز والذهاب مع ضيفه إلى لقاء فاصل سيقام في الشهباء، ولدى الجيش كل مقومات الحضور المناسب والمنافسة القوية ولاعبون أجانب من مستوى السوبر ستار وسيلعب بأريحية بعيداً عن ضغط جمهور الأهلي، لكنه يدرك بأنه أمام فريق متكامل بمراكزه وصفوفه ويضم نخبة من خيرة اللاعبين المحليين والأجانب، الجيش سيضع شعار الفوز وسيزج بكل طاقة لاعبيه المحليين والأجانب على أمل تعويض خسارته والعودة لأجواء المنافسة، سيعول الجيش على خدمات صانع ألعابه التونسي عمر عبادة والصربي بيكو من تحت السلة وسرعة جناحه طارق الجابي وهدافه المرجانة والمتألق الشواخ ولديه مجموعة من البدلاء من مستوى جيد.

على حين إن أهلي حلب يدرك أن رحلته للعاصمة لن تكون سهلة وأن وصوله لنقاط الفوز لن يكون مفروشاً بالورود لأنه سيواجه فريقاً مقهوراً من نتائجه ويسعى للتعويض، ولدى الأهلي كل مكامن القوة والفوز والحضور القوي من لاعبين أجانب من طراز النجوم ولاعبين محليين يعتبرون من النخبة على مستوى القطر ومن ورائهم مدرب خبير يعرف كيف يتعامل مع مجريات كل لقاء باحترافية عالية ويفك شفيرة خصمه بطريقة ذكية وقوية.

كل المعطيات تضع الأهلي في المباراة النهائية وهذا يبقى ضمن إطار التوقعات لأن الجيش لن يقبل على حاله كفريق توج قبل أيام قليلة كبطل لكأس الجمهورية أن يخرج بخفي حنين، لذلك سيلعب بكل طاقته على أمل تسجيل حضور طيب وتحقيق الفوز.

من الناحية الفنية

فنياً الكفتان متساويتان مع الإشارة إلى الدور الذي سيلعبه الجمهور إن حضر اللقاء، وهذا ما سيعزز من سخونة المباراة ولن نخوض أكثر في موازين القوى بين الفريقين، وإن كانت نقاط الفوز متعلقة بمدى جاهزية نجوم الفريقين يزن الحريري وفارس الفرا ونديم عيسى وأنطوني بكر والأميركي فيكتور من الأهلي، والمرجانة والسرجية والعبدالله والجابي وعبادة والصربي بيكو من الجيش..

وتبقى كلمة مدربي الفريقين في هذا اللقاء الذي سيشهد تحولات متوقعة وأخرى مفاجئة وربما تكون هذه التحولات أساس النتيجة التي ستنتهي إليها المباراة، وهنا يكمن دور كل مدرب في القراءة السريعة وفي الاستنتاج العاجل وليس المتعجل للسيطرة على مقدرات الأمور.

يذكر أن الجيش خسر لقاء الذهاب الذي جمع الفريقين مساء الإثنين الفائت بالشهباء بواقع 81-52.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن