سورية

الجولة العشرون بموجب صيغة أستانا انطلقت أمس.. واجتماع رباعي لوفود سورية وروسيا وإيران وتركيا في يومها الأول … سوسان: الانسحاب التركي من سورية هو مدخل أي علاقات عادية بين البلدين

| وكالات

أكدت دمشق أمس أن أي نتائج فعلية في مسار أستانا يجب أن تستند إلى إقرار تركيا بسحب قواتها من الأراضي السورية وفقاً لجدول زمني واضح، وخطوات محددة، والبدء بهذا الانسحاب فعلاً.

جاء ذلك خلال اجتماع «اللجنة الرباعية» والذي ضم معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان ونائب وزير الخارجية الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف وكبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر خاجي ونائب وزير الخارجية في الإدارة التركية بوراك أكتشابار.

الاجتماع عقد على هامش أعمال الاجتماع الدولي العشرين حول سورية بموجب صيغة أستانا الذي انطلق أمس في العاصمة الكازاخية أستانا ويستمر يومين، حيث يترأس وفد الجمهورية العربية السورية معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان، في حين يترأس بوغدانوف الوفد الروسي وأصغر خاجي الوفد الإيراني، وأكتشابار وفد الإدارة التركية.

وخلال الاجتماع الرباعي أكد سوسان حسبما ذكرت وكالة «سانا»، أن أي نتائج فعلية في هذا المسار يجب أن تستند إلى إقرار تركيا بسحب قواتها من الأراضي السورية، وفقاً لجدول زمني واضح وخطوات محددة والبدء بهذا الانسحاب فعلاً.

وأضاف سوسان: إن ذلك يشكل الأساس لبحث المواضيع الأخرى المتعلقة بعودة اللاجئين، ومكافحة الإرهاب بكل أشكاله، والعلاقات بين البلدين.

وأوضح، أن التصريحات التركية حول سيادة سورية ووحدة أراضيها تتنافى مع استمرار احتلالها للأراضي السورية، وتخالف القانون الدولي وأبسط مقومات العلاقات بين الدول.

وفي وقت سابق أمس وضمن إطار الاجتماع الدولي العشرين بصيغة أستانا التقى وفد الجمهورية برئاسة سوسان مع الوفد الروسي برئاسة بوغدانوف ومن ثم مع الوفد الإيراني برئاسة أصغر خاجي.

ودار الحديث خلال اللقاءين حول جدول أعمال المؤتمر، وكانت وجهات النظر متطابقة حول مختلف القضايا ذات الصلة.

كما تمت مناقشة الجوانب المتعلقة بالاجتماع الرباعي على مستوى نواب وزراء خارجية سورية، وروسيا وإيران وتركيا، وفي هذا السياق أكد سوسان أن الانسحاب التركي من الأراضي السورية يشكل المدخل الوحيد لأي علاقات عادية بين البلدين، أو لأي تعاون في أي مجال، مشدداً على أن مكافحة الإرهاب لا تتم بانتقائية، وأن ضمان أمن الحدود مسؤولية مشتركة للدول المتجاورة.

بدوره جدد بوغدانوف وأصغر خاجي دعم بلادهما لسورية في الحفاظ على سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

وتم الاتفاق على استمرار التشاور والتنسيق بين كلٍّ من سورية وروسيا وإيران حول مختلف الجوانب ذات الصلة لتعزيز الرؤى المشتركة بما يتناسب والتطورات الجارية.

بدورها ذكرت وكالة «تسنيم» الإيرانية، أنه تم خلال اجتماع وفدي الجمهورية العربية السورية وإيران بحث التطورات الجارية في سورية والمنطقة والمواضيع المدرجة على جدول أعمال اجتماع أستانا العشرين، وكانت وجهات النظر متطابقة إزاء المواضيع مدار البحث.

وجدد أصغر خاجي دعم إيران لوحدة وسلامة الأراضي السورية ورفضها المطلق لأي عمل يمس بها والذي لن يؤدي إلا إلى تصعيد الأوضاع في المنطقة.

من جانبه أكد سوسان وقوف سورية إلى جانب إيران في مواجهة الحملة التي تتعرض لها، مجدداً الثقة بقدرتها على معالجة الأوضاع الراهنة وإفشال المخططات المعادية.

وأعرب سوسان عن تقدير سورية العالي لمواقف إيران الداعمة لها في مختلف المجالات.

واتفق الجانبان على مواصلة التنسيق والتشاور إزاء التحديات الراهنة.

كما التقى معاون وزير الخارجية والمغتربين المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بدرسون، على هامش أعمال الاجتماع الدولي العشرين حول سورية بصيغة أستانا، على ماذكرت «سانا».

وناقش الجانبان عدداً من القضايا المتصلة بمهمة المبعوث الخاص، واستعرضا آخر التطورات حول سورية.

من جانبه وفي تصريح له من العاصمة الكازاخية أكد بوغدانوف أنه يعول على عمل بناء في عملية اجتماعات أستانا حول سورية، التي تتواصل وتتطلب إرادة سياسية من الوفود المشاركة.

وقال:إنه تجري بصورة متوازية مع الاجتماع الدولي الـ20 بصيغة أستانا فعالية أخرى هي لقاء ممثلي الدول الأربع على مستوى نواب وزراء خارجية (سورية وروسيا وإيران وتركيا)، لبحث العلاقات بين سورية وتركيا الجارتين، وهذه عملية مهمة جداً يجب أن تقوم على أساس مبادئ الاحترام المتبادل وسلامة الأراضي ووحدة الدول والسيادة الإقليمية لسورية وتركيا التي نشأت بينهما قضايا كثيرة خلال السنوات الاثنتي عشرة الماضية.

وأشار بوغدانوف إلى أن هناك قضايا مهمة أخرى ستجري مناقشتها تتعلق باللاجئين والمسائل الأمنية، وبالتواجد الأميركي غير الشرعي وبالقضايا الإنسانية وغيرها، وقال: «جرى في العاشر من أيار الماضي في موسكو اجتماع لوزراء خارجية سورية وروسيا وإيران وتركيا، وتم تكليف نواب وزراء الخارجية بإعداد خريطة طريق حول العلاقات بين سورية وتركيا ونأمل بالنجاح في هذا العمل».

وبَيَّن بوغدانوف أنه وبذريعة مكافحة الإرهاب تم إدخال قوات أميركية إلى سورية في منطقة شرق الفرات، وهذه منطقة مهمة بالنسبة لسورية وتحتوي على موارد النفط، كما يوجد الأميركيون في منطقة التنف بصورة غير شرعية، ويدعمون هناك عدداً من المجموعات الانفصالية والإرهابية وهذا أمر مرفوض بالمطلق لأنه يشكل انتهاكاً لسلامة أراضي سورية.

وأضاف: إن جميع المسائل مترابطة فيما بينها وإن عودة اللاجئين مثلاً تتطلب حل المسائل الاقتصادية وإعمار الاقتصاد والمدن والقرى وقال: «ذلك يتطلب جهوداً جماعية ونأمل بدعم البلدان العربية في ذلك، ولاسيما بعد استئناف مشاركة سورية في اجتماعات جامعة الدول العربية ومشاركة الرئيس بشار الأسد في قمة جدة، ونعتقد أن هذه جوانب مهمة مؤهلة لحل كثير من المشاكل الإنسانية».

وصرح بوغدانوف وفق موقع قناة «روسيا اليوم» بأن الولايات المتحدة ليست مهتمة بحل القضية الكردية في سورية وتمنع حلفاءها من الأكراد من التفاوض مع دمشق.

وأشار إلى أن قوات الاحتلال الأميركية تدعم ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية التي تعارض وحدة الأراضي السورية، وقال: «بالطبع، الأميركيون يدعمون عدداً من المنظمات الكردية التي أنشأت شبه دويلة مع إدارة خاصة بها. هذا أمر غير مقبول إطلاقاً»

وأضاف: «بالطبع نحن نقف مع حل مشاكل الأكراد من خلال الحوار. لكنني أعتقد أن الأميركيين، للأسف، غير مهتمين بذلك ولا يسمحون لحلفائهم الأكراد بالتحاور مع دمشق».

وعقد اجتماع رباعي لوزراء خارجية سورية وروسيا وإيران وتركيا في العاشر من أيار الماضي في العاصمة الروسية موسكو، حيث أكد وفد الجمهورية العربية السورية ضرورة إنهاء الاحتلال التركي للأراضي السورية، وانسحاب كل القوات الأجنبية غير الشرعية منها، إضافة إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية لسورية ووقف دعم الإرهاب.

ومن موسكو حَذَّرَ المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديميتري بيسكوف وفق «روسيا اليوم» من التوقعات العالية بشأن الاجتماع الدولي العشرين حول سورية بموجب صيغة أستانا.

وأضاف بيسكوف في الإفادة الصحفية: إن طريق التسوية هو «طريق طويل للغاية، وروسيا تواصل موقفها الثابت».

وبالعودة إلى الاجتماعات الثنائية على هامش أعمال الاجتماع الدولي العشرين حول سورية بموجب صيغة أستانا، ذكرت «تسنيم» أن أصغر خاجي التقى الوفد التركي برئاسة أكتشابار وبحثا آخر المستجدات في سورية.

كما بحث الجانبان، في هذا اللقاء، مستجدات العلاقات بين أنقرة ودمشق، وأكدا ضرورة استمرار المفاوضات بين الجانبين لتحقيق الأهداف المرجوة.

وأشار الجانبان إلى ضرورة احترام السيادة الوطنية وسلامة أراضي سورية واستقلالها، وأكدا ضرورة محاربة الإرهاب ومواصلة العملية السياسية لحل الأزمة.

وإضافة إلى وفود الجمهورية العربية السورية وروسيا وإيران والإدارة التركية يشارك في أعمال الاجتماع الدولي العشرين حول سورية بموجب صيغة أستانا بصفة مراقبين ممثلو الأمم المتحدة والبلدان المجاورة لسورية وهي لبنان والعراق والأردن، وكذلك وفد من الفصائل المسلحة المدعومة من الإدارة التركية.

وسبق أن أعلنت وزارة الخارجية في كازاخستان أن الجولة الجديدة ستناقش الوضع في جميع أرجاء سورية، مضيفةً: إن «جدول الأعمال يتضمن التغيرات في الوضع الإقليمي بشأن سورية، والوضع على الأرض، والجهود المبذولة نحو تسوية شاملة، ومكافحة الإرهاب، وإجراءات بناء الثقة، بما في ذلك الإفراج عن الرهائن والبحث عن المفقودين».

ويتضمن جدول الأعمال أيضاً حسب البيان مناقشة الوضع الإنساني، والعمل على تهيئة الظروف لعودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم.

وذكر البيان أن اليوم الأول سيتضمن إجراء مشاورات رباعية لنواب وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا وسورية، إضافة إلى المشاورات الثنائية والثلاثية بين الدول الضامنة لمسار أستانا.

ومن المقرر في اليوم الثاني، وفق البيان، إجراء مزيد من المشاورات، وجلسة عامة، ومؤتمر صحفي.

وكان الاجتماع الأخير التاسع عشر ضمن صيغة أستانا انعقد في العاصمة الكازاخية يومي 22و 23 من تشرين الثاني عام 2022 ودعا في بيانه الختامي إلى الالتزام بسيادة سورية ووحدتها وسلامة أراضيها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن