من افتتاح معرض الفنان البرازيلي دولينو في دمشق … السفير البرازيلي لـ«الوطن»: هذه الفعاليات مهمة من أجل إعلان إعادة ولادة سورية عالمياً .. وزيرة الثقافة: نحن حريصون على تمتين أواصر التعاون مع الشعب البرازيلي الصديق والعزيز
| مايا سلامي - تصوير طارق السعدوني
تحت رعاية وزارة الثقافة وبرعاية حصرية من سيريتل، افتتحت السفارة البرازيلية مساء أمس معرض «نور» للفنان البرازيلي لويس دولينو في قاعة الذهبي بالمتحف الوطني في دمشق.
وضم المعرض لوحات عكست الأسلوب المتفرد للفنان دولينو في رسم المسطحات الهندسية الحادة ودمجها بالألوان المركبة المفعمة بالحياة والتي صنع من خلالها بصمة مميزة في الحركة الفنية العالمية، حيث كسر الصور النمطية في أعماله ليحفز الجمهور للوصول إلى رؤية أكثر دقة للحداثة البرازيلية.
وبعد عشرات المعارض التي قدمها في دول مختلفة من العالم يحط الفنان العالمي دولينو رحاله اليوم في ربوع دمشق في معرض يحمل الحب والنور والسلام من الشعب البرازيلي الشقيق إلى السوريين كافة.
تركيبات ملهمة
وفي تصريح للصحفيين قالت وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح: «نحن سعداء جداً لأننا نستقبل في المتحف الوطني بدمشق معرضاً من الفن التجريدي الراقي الذي تشكل فيه المسطحات الهندسية تعبيراً عن انفعالات الفنان لويس دولينو غير العادي، وهو فنان برازيلي شهير مصنف في قائمة أفضل مئة فنان في العالم التي تتجدد سنوياً ويبقى اسمه موجوداً فيها دائماً».
وأضافت: «نحن حريصون على تمتين أواصر التعاون مع الشعب البرازيلي الصديق والعزيز، وحريصون أيضاً على أن يطلع طلاب الفنون وعشاق الفن التشكيلي عن قرب على أعمال الفنان لويس دولينو المميزة للغاية لكونها تخرج عن المألوف».
كما أشارت د. مشوح في كلمة ألقتها إلى أن الفنان دولينو خلق إبداعاً من نوع آخر حيث المسطحات الهندسية والألوان منسجمة متوازنة ومتناسقة فيما بينها، وهي تبتعد كل البعد عن أي موضوع لكنها في آن معاً تركيبات ملهمة تمنح المشاهد حرية التفسير وحرية اختيار المعنى الذي يريده أو حرية فهم الرسالة التي تلقاها.
وأوضحت أننا أمام فنان من القرن الواحد والعشرين لكنه يذكرنا بفننا العربي الإسلامي في النمنمات والأرابيسك والأشكال الهندسية التي عشقها أجدادنا وهذا يعني أن الحضارات تتلاقح وأن الفكر الإنساني ممتد عبر التاريخ والجغرافيا.
نقطة هامة
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بين سفير جمهورية البرازيل الاتحادية في دمشق اندريه سانتوس أن إقامة مثل هذه الفعاليات في الوقت الحالي نقطة هامة بالنسبة لسورية من أجل إعلان إعادة ولادتها عالمياً الذي ترافق مع إقامة معرض في دمشق لأحد أشهر الفنانين البرازيليين لويس دولينو.
وأشار إلى أنه سيكون هناك فعاليات ثقافية برازيلية أخرى في سورية، منوهاً إلى أن هذا المعرض مجرد بداية وفي شهر أيلول المقبل سيقام حفل موسيقي لفرقة برازيلية بمناسبة العيد الوطني البرازيلي.
وأكد أنه يتم التواصل مع السفيرة السورية في البرازيل من أجل تعزيز هذا التعاون وإقامة فعاليات وأنشطة ثقافية سورية في البرازيل بهدف زيادة وعي الشعبين عن ثقافة كلا البلدين.
كما قال السفير البرازيلي في كلمة ألقاها: «إنه لشرف عظيم لي أن أكون هنا في المتحف الوطني بدمشق وهو موقع يتجاوز تراثه الثقافي قدرتي على التعبير عنه بالكلمات حيث آلاف القطع الأثرية الرائعة المعروضة داخل جدرانه». وأضاف: «بالنسبة لهذا المعرض يسعدني أن أقدم لكم أحد أفضل الفنانين التجريديين الذين يصدرهم البرازيل اليوم لويس دولينو الذي عرض أعماله في بلدان مختلفة من العالم والتي تتميز بأشكال هندسية وخطوط مستقيمة صارمة تكشف النظرة العميقة لها عن انسيابيتها الناجمة عن قوة الألوان والتفاعل الناتج بينها».
أهمية السلام
وبين الفنان البرازيلي لويس دولينو أنه أراد من خلال هذا المعرض دعوة الشعوب إلى التفكير بأهمية السلام، مبيناً أن منبع رسالته كانت الجالية السورية الكبيرة الموجودة في البرازيل، حيث أراد تحقيق نوع من الدمج بين الثقافات لتنمية العلاقات بين البلدين.
وقال: «هذه زيارتي الأولى إلى سورية وصلت منذ يومين تقريباً وأمضيتهما في وضع اللمسات الأخيرة على أعمالي، ومن الغد سأبدأ جولاتي ضمن هذا البلد وأن متأكد من أنني سأحبه بكل تفاصيله».
دعم ورعاية
وقال رئيس قسم الرعاية والفعاليات في سيريتل أحمد شاهين: «نحن اليوم نقدم الرعاية الحصرية لمعرض «نور» للفنان البرازيلي دولينو الذي تقيمه السفارة البرازيلية برعاية وزارة الثقافة، ونحن في سيريتل نؤمن بأهمية الفن وبأثره الإيجابي على المجتمع»
وأضاف: «انطلاقاً من مسؤوليتنا الاجتماعية ولأننا شركة وطنية سنقدم كل الدعم والرعاية لجميع الأنشطة والفعاليات المرتبطة بالفن والتي تسهم في بناء الحضارة».