ثقافة وفن

تسويق الوهم

| بسام جميدة

نستعيد ذات المرارة مع كل خيبة رياضية تمر بنا، يتجرعها المتابعون والجماهير ولا يتذوقها أصحاب القرار والمعنيون.

مخجل ما يجري في كرة القدم في سرها وعلانيتها، كيف نريد أن نبني هذه اللعبة والفساد ينخرها من كل مكان.

عندما يبدأ الفساد من الصغار ويستمر فلا أمل يرتجى بغد أفضل، وعندما يتم شراء كرات وألبسة بفواتير ضخمة على أنها بجودة عالية وبعد أيام فقط تتمزق الكرات وتكتشف رداءة الألبسة، ماذا يمكن أن تقول عن هذه الدناءة..؟

وعندما تبدأ فوضى الانتفاء والمحسوبيات على مستوى منتخبات المحافظة بفئات الصغار وتعرف لماذا يأخذون هذا ويتركون ذاك، وتبدأ السمسرة على الموهوبين منهم وعلى عينك يا تاجر ومن أناس لهم باع طويل في فوضى كرة القدم كيف لك أن تفسر هذه المعادلة..؟

وعندما يكتشف هذا اللاعب الصغير الفساد من حوله كيف لك أن تقنعه أن ما يجري صحيح وللمصلحة العامة ولن يكون فاسداً في المستقبل..؟

نسوق هذه الكلمات من واقع ما يجري في الأندية ومراكز تدريب الفئات العمرية ومراكز التطوير التي تم البدء بها، لكي أقول إن البدايات الخاطئة ستفرز هذه النهايات التي رأيناها في منتخبات الشباب والأولمبي والرجال، وما سمعناه من المدرب فوته سمعناه من قبل كثيراً، وخسارتنا مع فيتنام تؤكد لنا وللجميع أن المسألة ليست في بناء اللعبة، بل في أناس يحاولون تكريس الفوضى، وقيادة رياضية لا تريد أن تحاسب أحداً..! ودائماً نقول لسنا ضد الخسارة وعملية البناء تحتاج لوقت طويل ولكن ما نراه ليس بناء بل تكرار الخيبات وتجريب المجرب، وماذا يعني أن تلعب بذات الأسماء التي حصدت كل تلك الخيبات السابقة، وهل المدرب الأجنبي ملمٌ بكل التفاصيل، ومن الذي ينتقي ويقرر وعلى حساب من..؟

لا نريد أن نسمع من أحد جملاً مكررة من أجل التخدير، فقد سئمنا التبريرات وعبارات التمسيح لغايات بات يعرفها القاصي والداني.

المنتخبات الوطنية فرز طبيعي لعمل يجري على الأرض، ومادام الزراع فاشلين فلن يكون الحصاد كما نريد، فكرتنا ليست بخير ونتاجها لن يفيد، فلماذا الإصرار على الوهم الذي يتم تسويقه، ولماذا لا يتم الاعتماد على المغتربين وترك الخيارات الفنية للمدربين الأجانب من دون سمسرة وتدخلات وعراقيل..؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن