شؤون محلية

8400 مريض بالتصلب اللويحي … رئيس الرابطة السورية للعلوم العصبية لـ«الوطن»: تكاليفه باهظة ووزارة الصحة تتحمل نفقات استيراد أدويته

| نوار هيفا

يعيش مريض التصلب اللويحي في الظل، حاله حال مرضه الصامت، مع إشارة أطباء العصبية إلى ارتباط المرض بالصحة النفسية وتأثيرها على تطور أو اقتراب الهجمات من بعضها بعضاً، وتأزم حالة الإصابة عند المريض، وارتباطها بعدم وجود علاج شافِ له.

مختصون بعلاج أمراض الأعصاب بينوا أن التصلب اللويحي مرض مناعي ذاتي مجهول السبب يُحدث خللاً في الجهاز العصبي المناعي وتؤدي عوامل بيئية ووراثية وغذائية عدة إلى التحريض لحدوثه، موضحين أن الإصابة به ترتبط إلى حد كبير بعوز فيتامين «دال»، بالإضافة إلى اختلاف النمط الغذائي وتكون ذروة حدوثه في المرحلة العمرية بين 20 و40 عاماً، وتصاب به النساء أكثر من الرجال، كما أن طرق علاجه تعتمد على مسكنات وبعض الفيتامينات، إضافة لإبر يحتاجها مصاب التصلب حسب الهجمات التي يتعرض لها.

رئيس الرابطة السورية للعلوم العصبية الدكتور أنس جوهر أوضح أن تكاليف علاج مرض التصلب اللويحي باهظة، علماً أن أدويتها مستوردة لوزارة الصحة كما أنها لا تباع بالقطاع الخاص أبداً، فلو رغب المريض بشراء أدوية التصلب خارج إطار وزارة الصحة فهو أمر غير موجود في سورية.

وعن عدد الإصابات المسجلة بالتصلب اللويحي في سورية كشف جوهر أن عددها بلغ نحو 8400 إصابة، كما أن عدد المرضى المعالجين بلغ ما يقرب من 300 مريض تتم معالجتهم بشكل مجاني بمراكز وزارة الصحة.

وأشار جوهر إلى أن بروتوكولات العلاج تتم وفق لجنة متخصصة تجتمع دورياً لتحديد البروتوكول وتغطية كامل الحالات والاطلاع عليها لتحقيق الفعالية المناسبة للكلفة، لافتاً إلى أنه أحياناً تكون الأدوية غير فعالة وبعضها مكلف لذلك يتم العمل على إيجاد البدائل التي تكون فعالة أكثر.

وعن علاج المرض بين جوهر أن هذه العلاجات ليست شافية بل معدلة لسير المرض، وهذه العلاجات قد تكون حقناً عضلية، أو حقناً تحت الجلد، أو حبوباً فموية، أو تثبيتاً وريدياً، وكل علاج له طريقة إعطاء وبروتوكول علاجي خاص به يتناسب مع حالة المريض وتطور مرضه.

وعن مصدر الجرعات الخاصة بالمرض أوضح جوهر أنها مستوردة وغير محلية، من جهات مختلفة من إيران أو الأردن والأرجنتين، كما أن هناك جزءاً منها من الدول الأوروبية، وهي تخضع لموافقة وزارة الصحة عبر مناقصات وحسب العرض يتم تحديد المصدر.

وعن صعوبات متابعة العلاج بين جوهر أن أكثر الصعوبات تتجلى بعدم وجود مركز مستقل ومتخصص بعلاج مرضى التصلب اللويحي، حيث يضطر المرضى للتجمع بمكان واحد مما يشكل عبئاً عليهم وحتى على الأطباء، إضافة لحدوث بعض التأخير باستلام الجرعات الخاصة بالعلاج كونها مادة مستوردة وتخضع لشروط العروض والمناقصات ولا ننسى موضوع الحصار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن