الأولى

يوم إضراب وغضب.. عشرات الإصابات والمعتقلين والاحتلال يرد بالرصاص الحي … أهالي الجولان السوري ينتفضون: لا مساومة ومخطط «التوربينات» لن يمر

| الوطن - وكالات

بصدورهم العارية تصدى أهالي الجولان السوري المحتل لمخططات الاحتلال الإسرائيلي إقامة توربينات هوائية على أراضيهم، وأصيب العشرات منهم جراء اعتداء قوات العدو عليهم في قرية مسعدة ومنطقة الحفاير شرقها التي تعتزم إقامة التوربينات عليها.

وبدأ أهالي الجولان المحتل منذ صباح أمس يوم إضراب وغضب رفضاً لإجراءات الاحتلال وممارساته التعسفية والإجرامية بحقهم وبحق أرضهم، واحتشد المئات منهم في مجمع أبي ذر الغفاري بمنطقة المرج استعداداً للتوجه إلى منطقة الحفاير شرق قرية مسعدة، التي أغلق الاحتلال الطرق المؤدية إليها منذ أول من أمس، وبدأ بتجريف مساحات من أراضيها الزراعية لتنفيذ مخططه الاستيطاني إقامة توربينات هوائية عليها.

ورغم ذلك، توجه أبناء الجولان المحتل إلى المنطقة بصدورهم العارية مدفوعين بحبهم لأرضهم وانتمائهم لها، واضطروا لاستخدام طرق وعرة للوصول إليها بهدف منع آليات الاحتلال من مواصلة تجريفها لكن قوات الاحتلال استقدمت تعزيزات كبيرة إلى المنطقة وسط تحليق للطيران المسير، وحاصرت الأهالي، وأطلقت الرصاص وقنابل الغاز عليهم منذ لحظة وصولهم، ما أدى إلى إصابة العشرات بينهم إصابات خطرة، ومنعت سيارات الإسعاف من الوصول إليهم، كما اعتقلت 10 شبان.

وجدد الأهالي تمسكهم بأرضهم ورفضهم إقامة الاحتلال توربينات عليها، بذريعة توليد الكهرباء من طاقة الرياح، مؤكدين أنهم لن يسمحوا للاحتلال بالاستيلاء عليها وتهجيرهم منها، مؤكدين أن الأرض لهم وهي أمانة في أعناقهم وأغلى من أرواحهم ولن يفرطوا بها مهما زاد إرهاب الاحتلال وأن التحرير آتٍ لا محالة.

قوات الاحتلال استقدمت تعزيزات كبيرة إلى قرية مسعدة، واعتدت على الأهالي الذين تجمعوا فيها تنديداً بانتهاكات الاحتلال في منطقة الحفاير، وللمطالبة بإطلاق سراح الشبان الذين اعتقلتهم خلال تصديهم لاقتحامها المنطقة ما أسفر عن إصابة أكثر من 50 منهم.

وأمام صمود أبناء الجولان المحتل، أكد مشايخ مسعدة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي طلبت التفاوض معهم مشددين أنه لا تنازل عن مطلب إزالة التوربينات وإطلاق المعتقلين.

وأكد عميد الأسرى السوريين المحررين صدقي المقت، أن مخطط التوربينات مرفوض جملة وتفصيلاً لأن هدفه الحقيقي الاستيلاء على آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية وهذا

المخطط لن يمر مهما بلغت التضحيات، فأهالي الجولان ثابتون صامدون حتى آخر نفس من رجل وشيخ وامرأة وطفل، ولن يتزحزحوا عن هذه الأرض.

في غضون ذلك نددت مشيخة العقل في بيان لها بما شهدته أراضي الجولان السّوري المحتل من أحداث واعتداءات من المحتل، مستنكرة قيام قوّات الاحتلال بإغلاق المداخل والمخارج المؤدية إلى الأراضي الزّراعيّة؛ تمهيداً لمشروع عنفات الرّيح، ولمحاولة الاستيلاء على حقوق أهلنا في الجولان بشكل غير مشروع.

وتضامناً مع أبناء الجولان خرج الفلسطينيون في منطقة الجليل بالأراضي المحتلة عام 1948 بتظاهرة حاشدة، وقطعوا عدداً من الطرق، مطالبين بوقف اعتداءات الاحتلال على أهالي الجولان.

المطران عطا اللـه حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذوكس قال: إن أهلنا في الجولان السوري المحتل هم مدرسة في الصمود والإباء والوطنية ويتشاركون المعاناة مع الشعب الفلسطيني، فالعدو واحد والهدف واحد وهو تحرير الأرض وطرد الاحتلال.

ودعماً لصمود أهالي الجولان، نظم أهالي القنيطرة وقفة احتجاجية أكد المشاركون فيها تضامنهم مع أهلنا في الجولان المحتل الذين يتصدون بصدورهم وإيمانهم لبطش قوات الاحتلال الإسرائيلي، مجددين ثقتهم بحتمية تحرير الأرض المحتلة، وعودة الجولان إلى السيادة السورية.

وفي السياق حيا رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان صمود أهالي الجولان السوري المحتل وبطولاتهم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته الاستيطانية وقال وفق «الميادين»: «ما من كلمات تعبر عما يقوم به شبابنا وشيوخنا في الجولان بمواجهة الغطرسة الإسرائيلية».

وأضاف أرسلان: «مع الأسف، هناك غياب للوعي لدى العديد من الدول العربية والإسلامية إزاء التعديات الإسرائيلية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن