يتحامل كثيرون على الاتحاد الرياضي العام، وعلى اتحاد كرة القدم، ويحملانهما مسؤولية إخفاق رياضتنا بشكل عام، وكرة القدم السورية بشكل خاص.
المسألة بحاجة لإعادة دراسة، لأن كل أسباب براءة الطرفين متوافرة، والمشكلة بالآخرين الذين يسرّعون تطورهم، فنبدو وكأننا متخلّفون؟
السعودية تحاول أن تجعل دوريها قبلةً لنجوم كرة القدم، وقطر اشترت استضافة كأس العالم بالمال، والإمارات ألقت هموم رياضتها على الشركات التجارية، والمغرب قذف لاعبيه خلف البحار، والجزائر فعلت الشيء نفسه، ولم يلتفتوا لـ (البساطة) التي نتمسّك بها كواحدة من دعائم تفكيرنا الرياضي.
أنا من متابعي الرياضة السعودية بشكل عام، وتعجبني هذه الرياضة كثيراً بكلّ تفاصيلها، من انتخابات إدارات الأندية، إلى التشاركية في هذه الإدارات، إلى الملفات الكبيرة جداً، مروراً بتحضير المنتخبات السعودية في كلّ الألعاب ولكل الفئات، وبتنظيم المسابقات المحلية، وبأدقّ تفاصيلها، من دون أن أنسى كيفية التعاطي مع المخالفات في مباريات كرة القدم، والدقة في توصيف أي حالة، ووضوح القرار المتخذ، وغياب أي نسبة للاحتمالات أو الاجتهادات… إلخ.
أعود إلى رياضتنا (المسكينة)، المتهمة بالتخلّف، وأجزم أننا بحاجة إلى عشرات السنين حتى نستطيع أن نفعل ما يفعله الأشقاء الآن، ولا أقول ما سيفعلونه غداً أو بعده!
أضف إلى أسباب براءة القائمين على رياضتنا أنهم لا يعلمون أكثر مما يعملون، وبالتالي فمقولة (الحجة على العارف) لا تنطبق عليهم!
يخشون أن يقدموا أي مقترح مغبّة أن يسمعوا ملامة، أو تهتزّ كراسيهم تحتهم، لذلك يعملون على مبدأ (هذا ما وجدنا عليه آباءنا)، والأيام التي تُسرق من عمر رياضتنا لن يحاسبهم أحد عليها، ولم يسبق أن حاسبوا غيرهم فلماذا الخوف؟
المشكلة ليست مالاً بكلّ تأكيد، بل إنهم يقفون بوجه أي مشروع يدرّ مالاً في الرياضة السورية (الخصخصة مثلاً والاستثمارات الحقيقية)، وعند كلّ إخفاق يتباكون ويذرفون الدمع على رياضتنا ثلاثة أيام كأيّ عزاء آخر!