عربي ودولي

لودريان أنهى جولته في لبنان ويعود بعد أسبوعين … برّي: «الثنائي الوطني» متمسك بفرنجية

| وكالات

أتم الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لقاءاته مع مختلف الأطراف السياسية في لبنان لمناقشة ملف رئاسة الجمهورية، في حين تحدثت أنباء عن أن الكل خرج من لقائه مرتاحاً كما ينقل أو يقال، فيما يبقى اللبنانيون وحدهم غير مرتاحين لعدم وجود أفق قريب لحل الأزمة الممتدة بفعل المكابرة والعناد.
وحسب موقع «المنار»، أكد حزب اللـه للودريان «الذي توافق معه أن الحوار هو أقصر الطرق للاتفاق»، تمسكه الثابت بدعم ترشيح سليمان فرنجية، أما المتقاطعون على ترشيح جهاد أزعور فقد تقطعت مواقفهم وتباعدت آراؤهم وبدا جلياً انفراط عقدهم داخل قصر الصنوبر.
وآخر لقاءات لودريان أول من أمس الجمعة كانت دون تقديمه أي مقترحات لمعالجة الشغور الحاصل في الرئاسة الأولى، ليعود إلى باريس، حاملاً معه نتيجة اللقاءات، على أن يعود بعد أسبوعين لمتابعة مساعيه.
وحسب «المنار»، كان لافتاً موقف رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، الذي أكد تمسك الثنائي الوطني بالمرشح الطبيعي سليمان فرنجية وشرح ذلك للموفد الفرنسي، نافياً أن يكون لودريان قد طوى صفحة مبادرة بلاده، مشيراً إلى أن «الوزير الفرنسي السابق أعطى فرنجية إشارة لتمييزه عن غيره بدعوته إلى الغداء».
بدورها كتبت صحيفة «الأخبار» أن المعطيات المتوافرة عن اليوم الثالث من الزيارة «الاستطلاعية» للودريان لا تزال نفسها الانطباعات التي خرجت بها القوى السياسية منذ اليوم الأول لوصوله، وهي اتّباع الموفد الرئاسي الفرنسي الخاص قاعدة «الصمت كثيراً والاستماع أكثر». إلا أن الخلاصة الأساسية التي أسفرت عن لقاءات لودريان هي أن الأمور «متشابكة ومعقّدة جداً»، وأن العوامل الداخلية والخارجية غير ملائمة لإنتاج حل داخلي للأزمة اللبنانية، لا على صعيد الرئاسة ولا غيرها.
وإذا كان الموفد الفرنسي لم يعلن تراجع بلاده عن المبادرة ( التسوية) التي طرحتها بانتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية مقابل نواف سلام رئيساً للحكومة، إلا أنه كان، في الوقت نفسه، واقعياً لجهة الاعتراف بصعوبة تسويق المبادرة مع القوى المحلية والدول العربية والغربية، مشدداً على أن إنتاج الحل لا يُمكن إلا بالتوافق والحوار.
وكشفت مصادر مطّلعة أن الموفد الفرنسي طلب من البطريرك بشارة الراعي أن يدعو إلى حوار، إلا أن الأخير لم يبد تجاوباً، فيما أبلغه رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه يشجع على الحوار، لكنه لن يدعو إليه لأنه أصبح طرفاً بعد دعمه ترشيح فرنجية.
وحسب المصادر، فإن لودريان، لكثرة ما سمعه من تناقضات وخلافات واختلاف في وجهات النظر، وما لمسه من تشدد كل فريق في موقفه، أدرك «استحالة» المهمة الموكلة اليه، وأنه لا يُمكن لفرنسا «المغضوب» عليها من بعض القوى الداخلية، تحديداً المسيحية، أن تنجح في هذا الدور منفردة، وهو سيحمل معه إلى بلاده وإلى ممثلي دول اللقاء الخماسي «غلّة» لقاءاته، على أن يعود لاحقاً إلى بيروت بتصور جديد.
ووفق «المنار»، استكمل الموفد الفرنسي أول من أمس لقاءاته التي استهلّها باستقبال النائب ميشال معوض في قصر الصنوبر، قبل أن يعقد لقاء موسعاً مع كتلة «تجدد» التي تضم إضافة إلى معوض النائبين فؤاد مخزومي وأشرف ريفي، فيما اعتذر النائب أديب عبد المسيح بداعي السفر، كما استقبل النواب سامي الجميل ونديم الجميل وسليم الصايغ، ثم عدداً من نواب «التغيير»، ثم النائب فيصل كرامي، فالنائب أحمد الخير.
وتقاطعت المعلومات عند التأكيد على عودة لودريان خلال أسابيع ينتهي خلالها من إعداد تقرير حول عناصر الأزمة وفقاً لما سمعه ممن التقاهم، وتصور كل منهم للحل، ووضع توصيات لإنتاج فكرة أو مبادرة.
وتمنح هذه المدة رئيس مجلس النواب فرصة حتى نهاية آب المقبل لعدم الدعوة إلى جلسات جديدة لانتخاب رئيس، والفرنسيين فرصة البحث في دعوة ممثلين عن بعض القوى إلى اجتماعات في باريس، إضافة إلى إجراء جولة جديدة من المحادثات مع السعودية وبقية أطراف اللقاء الخماسي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن