سورية

أطلقت سراح 5 معتقلين مقابل 4 آلاف دولار عن كل شخص … فصائل أنقرة تخلف واقعاً معيشياً متردياً وتحول تل أبيض إلى بؤرة للدواعش و«النصرة»

| وكالات

مع إفرازها واقعاً معشياً متردياً منذ سيطرتها على مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي بدءاً من القطاعات الصحية والتربوية والخدمية وصولاً إلى الإتاوات التي تفرضها على محاصيل المزارعين وتحويل المنطقة إلى بؤرة لجميع المصنفين على قوائم الإرهاب، واصلت الميليشيات المسلحة الموالية للاحتلال التركي في مناطق سيطرتها في شمال وشمال شرق البلاد اعتقال المدنيين لإطلاق سراحهم بغية تحصيل فدى مالية تصل إلى آلاف الدولارات.

وأفرزت ما تسمى عملية «نبع السلام» التي أطلقتها قوات الاحتلال التركي عام 2019 بريفي الحسكة والرقة، إلى احتلال مناطق وقرى، باتت تحت سيطرة ميليشيات مسلحة تتبع بولائها المطلق للاحتلال التركي، وقضت إلى انتهاج حالة من الواقع الحياتي والصحي والتربوي شبه المعدوم في تلك المنطقة، حسبما ذكرت مصادر إعلامية معارضة أمس.

ونقلت المصادر عن نشطاء من ريف الرقة الشمالي، تأكيدهم أن السكان المحليين الذي تحولوا بعد أربعة أعوام منذ سيطرة تلك الميليشيات إلى الحلقة الأضعف، بعد سلسلة نزوح للعائلات باتجاه مدينة الرقة.

وأضاف النشطاء: إن غياب الدعم الطبي والصحي، بمجرد أن تكون مريضاً فذلك بحد ذاته كارثة، حيث في مدينة تل أبيض، مستوصف واحد لا يستطيع تقديم خدمات نوعية، ما يضطر ذوي المرضى إلى التكاليف الباهظة المتمثلة بالسفر إما جنوباً نحو الرقة أو إلى تركيا، مع انعدام أي حملات وقائية وصحية من لقاحات وجرعات سوى بعض المنظمات.

وحسب النشطاء أدى ازدراء محاصيل الفلاحين، وارتفاع نسبة الفائدة والجباية، وعدم تقديم خدمات وتأهيل للقطاع الزراعي وتهكم واقع التعليم، إلى ثورة شعبية عارمة أراد السكان من خلالها إسقاط سيطرة تلك العصابة المتحكمة في تل أبيض وبلدة سلوك التابعة لها، بعد أن حولوا المناطق إلى بؤر وأماكن خصبة للإرهابيين من تنظيمي داعش و«جبهة النصرة» وجميع المطلوبين والمصنفين على قوائم الإرهاب، عدا المظاهر المسلحة في الشوارع والأماكن السكنية.

وفي إطار الفساد الذي تعيشه الفصائل الموالية للاحتلال التركي في المناطق التي تسيطر عليها، أطلقت ميليشيا «أحرار الشرقية» المنضوية في صفوف ميليشيا «الجيش الوطني» الموالية للاحتلال التركي، سراح 5 أشخاص، كانت قد اعتقلتهم في وقت سابق، أثناء عبورهم منطقة ما تسمى «نبع السلام» عبر معابر التهريب، قادمين من مناطق سيطرة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، وذلك بعد دفع ذوي المعتقلين فدية مالية مقدارها4 آلاف دولار أميركي عن كل شخص، مقابل إطلاق سراحهم باتجاه الأراضي التركية، حسبما ذكرت المصادر المعارضة.

بالمقابل، اعتدى مسلحون مما تسمى «الشرطة المدنية» التابعة للميليشيات المسلحة الموالية للاحتلال التركي في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، على إعلاميين وصحفيين (معارضين) وتحدثوا معهم بطريقة سيئة ومهينة ومنعوهم من التغطية الإعلامية أمام مركز البريد والشحن التركي «PTT» الذي كان يعاني مشكلة الازدحام، وفق ما ذكرت واقع إلكترونية معارضة أمس.

إلى ذلك، وعلى الرغم من مرور 3 أشهر على مقتل 4 مواطنين أكراد في بلدة جنديرس بريف حلب الشمالي، عشية عيد النوروز، في جريمة ارتكبت على يد مسلحين من ميليشيا «أحرار الشرقية»، إلا أنه لم تجرِ حتى اللحظة أي محاكمات لقتلى المدنيين، على الرغم من جميع المناشدات من ذوي الضحايا بالقصاص، وفق ما نقلت وكالة «أنباء آسيا» عن مصادر أهلية.

وأكدت المصادر، أن جلسة المحاكمة جرت شكلياً في مدينة الراعي بريف حلب الشمالي، حيث حاول محامي منفذي عملية القتل، خلال الجلسة استفزاز عائلات الضحايا بعبارات «هل أنتِ غاضبة من أبو حبيب» في إشارة إلى القاتل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن