بوساطة لوكاشينكو.. «فاغنر» أعلنت وقف التمرُّد ومقاتلوها تنفسوا الصعداء وعادوا إلى قواعدهم … موسكو: لن نحاكم الذين شاركوا في التمرُّد وبريغوجين سيغادر إلى بيلاروس
| الوطن - وكالات
وساطة رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو، وتحدثه إلى رئيس «فاغنر» يغفيني بريغوجين أمس، كانت كفيلة بأن تنهي التمرّد المسلح، خلال أقل من 24 ساعة، لتبدأ قوات «فاغنر» بالانسحاب من مقاطعتي روستوف وفورونيج جنوب روسيا وتعود الحياة إلى طبيعتها إلى مدن جنوب روسيا، من خلال رفع القيود المفروضة على التنقل وفتح حركة المرور على الطرق السريعة في منطقة نوفو-أوسمانسكي بمقاطعة فورونيج.
مسلحو «فاغنر» في روستوف على نهر الدون، تنفسوا الصعداء وشعروا بالارتياح عندما علموا بالاتفاقيات بين بريغوجين ولوكاشينكو، من سكان المنطقة حولهم، نظراً لعدم امتلاكهم هواتف محمولة، لتعلن موسكو أنها لن تحاكم مقاتلي «فاغنر» الذين شاركوا في التمرد، بسبب إنجازاتهم في العملية العسكرية الخاصة.
وفي التفاصيل لم تكد تنقضي 24 ساعة على إعلان مجموعات مسلحة تابعة لقوات «فاغنر» العسكرية الخاصة برئاسة بريغوجين الاستيلاء على مقر المنطقة العسكرية الجنوبية في مدينة روستوف وأعلنت العصيان المسلح، أعلنت الرئاسة البيلاروسية أن الرئيس لوكاشينكو وبعد التنسيق مع الرئيس بوتين أجرى اتصالاً مع متزعم مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين حيث وافق الأخير على وقف تحركات مسلحي مجموعته في روسيا واتخاذ مزيد من الخطوات لتهدئة الوضع.
ونقلت وكالة «تاس» عن الرئاسة البيلاروسية أن محادثات لوكاشينكو مع بريغوجين، انتهت بالتوصل لصيغة حل مقبولة للوضع القائم، مع ضمانات أمنية لمقاتلي «فاغنر».
وقال بيان الرئاسة البيلاروسية أمس: «قَبِلَ بريغوجين اقتراح الرئيس لوكاشينكو، القاضي بوقف حركة المسلحين التابعين لشركة «فاغنر» في روسيا واتخاذ المزيد من الخطوات لتهدئة التوترات».
وتابع البيان: هنالك خيار مطروح على الطاولة ومقبول لحل الموقف، يشمل ضمانات أمنية لمقاتلي «فاغنر»، مضيفاً: إن المحادثات أسفرت عن اتفاقات «بشأن عدم جواز شن مجزرة دموية على أراضي روسيا».
من جهته أعلن بريغوجين في تسجيل صوتي نشره في قناته على موقع «تلغرام» وقف تحرك المجموعات المسلحة التابعة له باتجاه موسكو والمغادرة في الاتجاه المعاكس، وقال بريغوجين: «منعاً لإراقة الدماء كتائبنا المسلحة استدارت وستغادر في الاتجاه المعاكس أي إلى المعسكرات الميدانية وفقاً للخطة».
وقالت الوكالة: إن مقاتلي «فاغنر» بدؤوا بمغادرة المنطقة بالقرب من مقر المنطقة العسكرية الجنوبية في مدينة روستوف على الدون الروسية.
وذكرت «روسيا اليوم» أن الوضع قرب المقر بدا يكتسب سمة الهدوء بشكل ملحوظ، وحسب مراسل القناة العسكري: «تنفس مقاتلو «فاغنر» الموجودون في روستوف على نهر الدون الصعداء، وشعروا بالارتياح عندما علموا بالاتفاقيات بين بريغوجين ولوكاشينكو».
وأشارت القناة إلى أن مقاتلي «فاغنر» علموا بخطة خفض التصعيد بفضل كلام سكان المنطقة حولهم، نظراً لعدم امتلاكهم هواتف محمولة.
وحسب «تاس» شكر بوتين، نظيره البيلاروسي خلال محادثة هاتفية مساء أمس، على تهدئة الوضع والتوصل لصيغة حل مقبولة للوضع القائم حيال شركة «فاغنر» العسكرية الخاصة.
وقالت الرئاسة البيلاروسية: «في تمام الساعة التاسعة مساء (أمس)، أجرى الرئيسان الروسي والبيلاروسي محادثة هاتفية مرة أخرى، وأبلغ الرئيس البيلاروسي نظيره الروسي تفاصيل محادثاته مع قيادة «فاغنر»، وأيد الرئيس الروسي نظيره البيلاروسي وشكره على العمل المنجز».
وفي وقت سابق من أمس، أطلع بوتين، نظيره البيلاروسي على الوضع في جنوب روسيا المتعلق بشركة «فاغنر» العسكرية الخاصة، واتفق الرئيسان على اتخاذ إجراءات مشتركة.
في غضون ذلك أعلن المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، عن نية السلطات الروسية إسقاط الدعوى الجنائية ضد بريغوجين، مؤكداً أن الأخير «سيغادر إلى بيلاروس»، وفق ما ذكرت «تاس».
وأضاف: «السلطات لن تحاكم هؤلاء «الفاغنريين» الذين شاركوا في التمرد نظراً لمزاياهم في الخطوط الأمامية، جزء من مقاتلي «فاغنر» الذين رفضوا في البداية المشاركة في «حملة» بريغوجين سيوقعون عقوداً مع وزارة الدفاع».
وبعد التوصل إلى اتفاق أفاد حاكم مقاطعة ليبيتسك، إيغور أرتامونوف، برفع القيود التي تم فرضها في وقت سابق من أمس في المقاطعة، مشيراً إلى إعادة فتح حركة المرور على الطرق السريعة الإقليمية قريبا.
وحسب «تاس»، كتب أرتامونوف، في قناته على «تلغرام»: بدأنا في رفع القيود التي تم فرضها، بشكل تدريجي وقريباً سنفتح حركة المرور على الطرق السريعة الإقليمية، واستأنفت بعض المناطق أعمال ترميم الطرق، والأمر ليس صعباً وسننجز ذلك خلال فترة قصيرة».