ثقافة وفن

فيروز وأم كلثوم ووديع الصافي وأسمهان … فنانون أنشدوا للحج وروحانية الإيمان

| وائل العدس

تتجه الأنظار هذه الأيام إلى مكة المكرمة، قبلة المسلمين، حيث يؤدي هناك حجاج بيت اللـه الحرام فريضة الحج، عندما يتوافدون بالملايين إلى الأماكن المقدسة.

تلك الأجواء الروحانية التي ترفرف على المشاعر المقدسة داعبت خيال الشعراء على مر التاريخ فأنتجوا مئات القصائد والأغنيات التي تسجل عظمة اللـه في تلك الأيام المباركة، فجاءت أناشيد عذبة في صورة نفحات روحانية على حنجرة أساطين الطرب لتحل البركة وتزين أرشيف هؤلاء، في حين نطرب نحن مستحضرين تلك المشاهد التي لا تنسى في بهاء ودعة.

«الوطن» رصدت أهم الفنانين الذين أنشدوا للحج وإلى التفاصيل:

نور الهدى

قدّمت المطربة اللبنانية ألكسندرا بدران الشهيرة بنور الهدى في فيلمها «أفراح» عام 1950 أغنية بعنوان «الحج» كلمات حسن توفيق وألحان عبد العزيز محمود ويقول مطلعها:

«مبروك يا حاج وعقبالنا بحجها ويرتاح بالنا، يا سعدك زرت الكعبة وطفت بالصفا والمروة، يا ريتنا كنا معاك صحبة ومن عيون زمزم نروى، وقفت فوق عرفات يا حج بيت الله، وفزت بالبركات يا حج بيت الله».

السيدة فيروز

وفي فترة الستينيات من القرن الماضي قدمت السيدة فيروز رائعتها «غنيت مكة» كلمات الشاعر الكبير سعيد عقل، وألحان الأخوين رحباني وفيها تتغنى بمكة وبالحج فتقول:

لو رملة هتفت بمبدعها
شجوا لكنت لشجوها عودا
ضج الحجيج هناك فاشتبكي
بفمي هنا يا ورق تغريدا
وأعز رب الناس كلهم بيضا
فلا فرقت أو سودا
لا قفرة إلا وتخصبها إلا
ويعطى العطر لا عودا

ولم تقتصر على هذه القصيدة فقدمت تحفة غنائية أخرى كلمات الشاعر ابن جبير الشاطبي وألحان الأخوين رحباني بعنوان «أقول وآنست بالليل نارا» تقول فيها:

أقول واّنست بالليل نارا
لعلً سراج الهدى قد أنارا
وإلا فما بالُ اُفق الدُجى
كأنَّ سنا البرق فيه استطارا
وهذا نسيمُ شذا المسك
قد أُعير أم المسكُ منه استعارا
بشائر صبح السرى
أذنت بأن الحبيب تدانا مزارا
جرى ذكرُ طيبه ما بيننا
فلا قَلبُ في الركب إلا وطارا
حنينا إلى أحمدَ المُصطفى
وشَوقا يهيجُ الضُلوع استعارا
ولما حللنا فناءَ الرسول
نزلنا بأكرم خلق جوارا
وقفنا بروضة دار السلام
نُعيد السلام عليها مرارا
إليك إليك نبيُّ الهُدى
ركبنا البحار وجبنا القفارا
دعانا إليك هوى كامنٌ أثار
من الشوق ما قد أثارا
عسى لحظةٌ منكَ لي في غد
تمهد لي في الجنان القرارا
فما ضل من بسُراك اهتدى
ولا ذُل من بذراك استجارا

وديع الصافي

وغنى المطرب اللبناني وديع الصافي رائعته «مكة» من ألحانه وكلمات الشاعر حسن عبد اللـه القرشي ويقول مطلعها:

«تهادى على راحتيها الصباح، وشعشع في شفتيها القمر، وأزهت بها الشمس فوق البطاح، وجن بها الليل حلو الصور، وفيها انجلى الحق للعالمين، وفاض الضياء بها وانتشر».

أم كلثوم

كتبها لأم كلثوم في أوائل الستينيات الشاعر الشهير بيرم التونسي لكنها لم تغنها آنذاك، بل احتفظت بتلك الكلمات لمدة 10 سنوات إلى أن فكرت أن تغنيها بالفعل، حيث قامت بتسليمها إلى الملحن رياض السنباطي لتلحينها، وخلال هذه السنوات العشر طرأ تغيير في حياة أم كلثوم، حيث تم انضمام الموسيقار عبد الوهاب إلى ملحني أم كلثوم، ما تبع ذلك زيادة في عدد الآلات الموسيقية التي تبعتها تغييرات في شكل اللحن.

كما استلم السنباطي الكلمات وبدأ يلحنها بروح التطوير، ما جعلها تختلف عن الأغاني الدينية والقصائد السابقة التي اعتاد السنباطي على تلحينها مثل قصائد «نهج البردة» و«سلوا قلبي» لتقوم كوكب الشرق عام 1972 بغنائها وهي تتمعن في معانيها المعبرة، حينما شدت «دعاني لبيته لحد باب بيته وأما تجلالي بالدمع ناجيته»، وتقول فيها:

«مكة وفيها جبال النور طالّة على البيت المعمور
دخلنا باب السلام غمر قلوبنا السلام بعفو رب غفور
فوقنا حمام الحما عدد نجوم السما
طاير علينا يطوف ألوف تتابع ألوف، طاير يهني الضيوف بالعفو والمرحمة
واللي نظم سيره واحد ما فيش غيره».

أسمهان

طلبت المطربة السورية أسمهان من الشاعر والكاتب بديع خيري كلمات لمناسبة الحج، وبالفعل كتب خيري كلمات أغنية «عليك صلاة اللـه وسلامه» ليقوم شقيقها الملحن والمطرب فريد الأطرش بتلحينها، حيث شدت بها أسمهان عام 1943.

ومن كلماتها: «عليك صلاة اللـه وسلامه.. شفاعة يا جد الحسنين.. ده محملك رجعت أيامه.. هنية واتملت به العين».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن