رياضة

وماذا بعد..؟!

| غسان شمه

على الرغم من بساطة وشعبوية مصطلح «طجت لعبت» الذي يستخدمه الكثيرون اليوم في وصف عمل البعض أو واقع لعبة رياضية، فإنه يكاد ينطبق، بكل أسف، على كثير من تفاصيل تلك اللوحة التي ترتسم على واجهة العمل الرياضي، مع التأكيد أننا لا نعني الجميع.

انظروا إلى واقع البعض من الألعاب والأنشطة الرياضية، المبرمجة وغير المبرمجة، وفي مقدمتها اللعبة الشعبية التي تتسلط عليها الأضواء بكثافة، حيث مرت بموسم يعد من أضعف المواسم على أكثر من صعيد، سواء ما يتعلق بالدوري وروزنامته أو على صعيد المنتخبات التي كانت دون المستوى في مختلف مشاركاتها وما رافقها من إشكاليات كثيرة.

مؤخراً كان من اللافت تصريحات أحد مدربي المنتخبات حول تدخل البعض بعمله، وبالتالي التأثير بشكل سلبي في أداء المنتخب المكلف بمهمة تدريبه.. وما يعنينا هنا مسألتان الأولى وهي معتادة من البعض في اتحاد الكرة ونعني التدخل بعمل بعض الأجهزة الفنية للمنتخبات رغم كل الوعود بإفساح المجال للمدرب لحرية الاختيار والعمل.

والثانية تتعلق بالمدرب الأجنبي نفسه، فقد نفهم رضوخ المدرب المحلي لمثل ذلك، ولكن نجد أنه من الغريب أن ينطبق الأمر نفسه على مدرب أجنبي إلا إذا كان وراء الأكمة ما وراءها، وبالتالي نستغرب وبشدة من رضوخه لمثل هذه التدخلات المؤسفة، ولكن لماذا يرضى بذلك إذا كان يمتلك الثقة بالنفس؟ أم إننا نتعاقد مع بعض المدربين الذين يشبهوننا ليكون الحال من بعضه وربما يرضون بتبويس الشوارب؟

ألا ترون أن اتحاد الكرة مطالب بتوضيح الصورة، بجميع تفاصيلها، ووضعها أمام المتابعين والمهتمين بدلاً من ترك الحبل على الغارب لسيل من الكلام والتعليقات؟ ومن ثم اتخاذ الموقف والقرار المناسب في حق من تورط في هذه الإشكالية، المستمرة والجدلية، ليؤكد أنه على مسافة واحدة من الجهازين الفني والإداري لأي منتحب، وبالتالي لا يقبل بحدوث مثل تلك التدخلات؟

نعم.. ربما كان النقد ينصب بالجزء الأكبر منه على واقع لعبة كرة القدم واتحادها، وهذا منطقي بالنسبة لموقعها في قلوب الجمهور الرياضي، لكن ذلك لا يعني أن واقع بعض الألعاب واتحاداتها بأحسن حال، فكثير من الرياضات اليوم تعاني من ذلك المصطلح الطريف «طجت لعبت» على مستويات عدة فنية وإدارية، ولعل الأيام القادمة تأتي بجديد مختلف!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن