رغم ما تشهده أسواق السويداء من اكتظاظ بالأهالي وتنوع ووفرة بالمعروضات من مواد غذائية وحلويات تزامناً مع قدوم عيد الأضحى المبارك إلا أن حركة الشراء بقيت بحدودها الدنيا.
وبحسب من قابلتهم «الوطن» من تجار وباعة أنه رغم امتلاء الأسواق بالأهالي إلا أن معظمه اقتصر على التسوق بالنظر مع البحث عن أقل الأسعار واخفضها لجميع المواد من الغذائية والحلويات وصولاً إلى الألبسة والذي عزاه الأهالي إلى ارتفاع الأسعار الجنوني وضعف القدرة الشرائية.
وأشار أبو محمد وهو رب أسرة مؤلفة من ستة أفراد إلى عدم قدرته على شراء إلا ما تيسر من المواد الغذائية باستثناء اللحوم جراء ارتفاع أسعارها وانعدام الدخل وخاصة أن راتبه لا يتجاوز الـ125 ألف ليرة إضافة إلى عمله الإضافي ليلاً والذي تزيد أجوره ضعفاً على راتبه، ما جعله يقف عاجزاً عن شراء ثياب العيد لأولاده بعد أن وصل سعر البنطال بالأسواق الشعبية إلى 60 ألفاً والقميص 70 ألفاً والحذاء 50 ألفاً مكتفياً وعلى حد قوله بنوعين من حلوى الكراميل والراحة فقط.
ما ذكره أبو محمد أكد عليه كثير من الأهالي في الأسواق الذين أوضحوا لـ«الوطن» أن الأسعار باتت فلكية وخاصة أسعار الحلويات وعجز الكثير منهم عن شراء أقل الأنواع من البسكويت والبيتفور لتبقى أنواع الحلويات العربية والشوكولا مستثناة تماماً من قائمة العيد لدى الكثيرين بعد تجاوز سعر الكيلو منها مئة ألف ليرة.
كما أشار البعض إلى أن الحوالات النقدية التي وصلتهم من أبنائهم وأقاربهم بالمغترب كانت الوسيلة الوحيدة للحصول على أبسط احتياجات العيد من مأكل وملبس.
ورغم الحركة الضعيفة للشراء ضمن الأسواق إلا أن المحافظة شهدت مبادرات عديدة بينت مدى التكافل والتعاضد بين أهلها سجلتها جمعيات خيرية على ساحة المحافظة قامت بتوزيع حصص غذائية وسلل تحوي المواد الغذائية والحلويات والثياب لكثير من الأسر في المدينة والريف، إضافة إلى قيام غرفة تجارة وصناعة السويداء وبمبادرات فردية من عدد من التجار بتجهيز سلل تحوي كثيراً من متطلبات العيد من مواد غذائية وألبسة وحلويات وتوزيعها على العائلات غير الميسورة بالتنسيق مع المكتب التنفيذي المختص بالمحافظة للوصول إلى العائلات الأكثر استحقاقاً.
بدوره أشار رئيس جمعية اللحامين في السويداء مفيد القاضي إلى أنه رغم الحركة الأقل من عادية التي تشهدها أسواق اللحوم الحمراء في السويداء والتي اقتصرت على شراء اللحوم للحالات الاضطرارية، إلا أن المبادرات الأهلية الخيرية الفردية من أهالي المحافظة كانت السبب في تحريك سوق اللحوم بشكل مقبول نوعاً ما خلال الأيام القليلة الماضية.
ولفت إلى قيام إحدى سيدات الأعمال بتوزيع 300 كيلو عن طريق القصابين لعشرات العائلات في هذا العيد وفي كل عيد ومناسبة على مدى سنوات يضاف إليها حركة توزيع للحوم من الأهالي المقتدرين وكل حسب قدرته الشرائية، إضافة إلى حوالات أبناء المحافظة في المغترب الذين يطلبون من القصابين تخصيص كميات من اللحوم بقيمة المبالغ المحولة وتوزيعها بمعرفتهم ما يعكس حالة التكاتف والتكافل الاجتماعي في المحافظة.
ولفت إلى أن أسعار اللحوم في السويداء هي الأقل بين المحافظات المجاورة حيث يتراوح سعر كيلو لحم الغنم بين 60 و75 ألفاً والعجول بين 65-70.
وأشار إلى أنه مع ارتفاع أسعار الذبائح الحية وضعف القدرة الشرائية للأهالي تم تسجيل انخفاض كبير بنسبة الذبح وعدد الذبائح في المسلخ البلدي الذي انخفض إلى 60 بالمئة تقريباً عن السنوات السابقة.