أطلقت أبولو 13 في 11 نيسان 1970، رسالة استنجاد للقاعـدة الفضائية ((هيوستن، نواجه مشكلة هنا!)) وذلك لما لاحظ مراقب المهمة بوكالة ناسا، ليبرغوت، إشارة تحذير لانخفاض في ضغط خزان الهيدروجين على متن مركبة أوديسي.
مع انطلاق صفارات الإنذار في مركبة أوديسي وفي مركز لوحة المراقبة تزامناً مع انخفاض ضغط الأوكسجين والطاقة. بتلك الليلة المشؤومة، تسببت شرارة من سلك مكشوف في خزان الأوكسجين في نشوب حريق، ما أدى إلى تمزيق خزان الأوكسجين وإلحاق الضرر بخزان آخر داخل المركبة الفضائية.
ولكن.. لـن أسترسل بالوصف التقني؛ بل سأنوّه بأن كل مشروع يتعـرّض لمشكلات عـديدة خلال مساره؛ ولنأخذ مثالا بسيطاً: كم مرة وصلنا إلى البيت وتفقدنا مفاتيح الباب؛ فإذا هي مفقودة؛ أو: وليمة كبيرة؛ وتفرغ أنبوبة الغـاز؛ أو موعـد مهم؛ وفردة الحذاء الرسمي ضائعـة.. إلخ.
بالحالة العـامة؛ يفترض أن لدى رأس الهرم [المديــر] حلاً لكل المشكلات؛ لذا فإحدى صفاته هي مدير بمرتبة: «حلال للمشاكل»! وهو يختلف عـن مديرين موصوفين بأنهم كالساعـة السويسرية (أحدهم: لا يقدّم ولا يؤخـّر)!
وفي معـرض الحديث؛ يعـتقد البعـض أن لدى الكمبيوتر؛ حلولاً لكل المشكلات: سئل عـن أدق ساعـة؛ فأجاب: الساعـة الواقفة؛ وقال في تبرير ذلك (تعـطي الوقت بدقة متناهية مرتين في ال24 ساعـة!
وقد سئل متذاك؛ عـن أهم سبب للطلاق.. فأجاب بلا تردد؛ «هو الزواج»!
في باب حلول المشكلات في مجلة إنجليزية واسعـة الانتشار؛ تقول سيدة [أخفت اسمها] إنها غـادرت للعـمل بسيارتها؛ وبسبب الطقس الماطر؛ توقفت سيارتها بلا حراك بمنتصف الطريق؛ ولم تشتغـل على الرغم من محاولاتها المتكررة؛ تأخرت عـن العـمل؛ ما حداها أن تأخذ سيارة عـائدة للبيت؛ لتفاجأ بزوجها مع الخادمة الشابة في وضع مخل.. السؤال ((ماذا تتصرف؟))؛ هنا طرحت المجلة جواباً غـير مألوف؛ كالتالي: «توقف السيارة في المطر الشديد؛ إما بسبب ابتلال شمعـات الاحتراق؛ أو بسبب رطوبة محتجزة تحت غـطاء الموزع».. انتهى!
هنالك مديرون وشركات؛ لديهم دواء وحيد.. ويبحثون عـن مشكلة تناسبه؟
خطوات حل المشكلة: توصيفها بشكل محايد؛ تشخيص الأسباب؛ محاولة رسم أكثر من سيناريو للحلول بحسب: ( كلفة+ مواد+ قدرات+ مهارة العـمالة) المتوافرة في المؤسسة؛ ولا ننسى أن الزمن هو أهم المحددات هنا.
وآخر خطوة التطبيق ومن ثم التعـديل وفقا للواقع!
قال ابن العـاص (أحد دهاة العـرب): ما وقعـت بمشكلة إلا وحللتها؛ فأجابه معـاوية بن أبي سفيان – بفخر-: ما وقعـت بمشكلة قط!
كنا نتخاصم أنا وزميل منذ أكثر من ثلث قرن عـلى تدريس مادة بعـينها؛ واحتكمنا إلى عـميد الكلية: سمع حجتي وقال لي «معـك حق»؛ ثم استمع لمنافسي.. وأجابه «أنت أيضاً معك حق»؛ واكتشفنا أنه لا يحك جلدنا مثل ظفرنا؛ وحللنا الإشكال بيننا بالحسنى!
مدير استلم الإدارة حديثاً؛ ترك له سلفه مغـلفاً مختوماً وأوصى ألا يفتحه إلا عـند أكبر المشكلات؛ سارت الأمور عـلى ما يرام؛ بعد فترة وقع في مشكلة؛ فتحه: نصت الصفحة الأولى أن يتحدث عـن التحديث؛ ومشت الحكاية؛ بعد سنة.. مشكلة أكبر.. الصفحة الثانية: إعادة الهيكلة؛ ومرت العـاصفة بسلام؛ سنوات وكارثة ألمت بالشركة.. فتح الصفحة الثالثة/ الأخيرة؛ قرأ ما يلي: (الآن ينبغـي عليك تحضير كتاب لخليفتك)!
قال مدير يصف حكمته؛ إنه رابط الجأش أثناء النوائب؛ ولما سئل في ذلك.. أجاب «أربط الجأش محل ما بدو صاحبو»!
أخيراً؛ للمشكلة الواحدة أكثر من حل؛ لكن الشطارة الحرص المسبق حتى لا تقع فيها؛ فالاحتياط سيد الحلول.!