عودة الحياة إلى طبيعتها بعد إجهاض تمرد «فاغنر».. وموسكو تخطط لإطلاق الروبل الرقمي … بوتين: عمليتنا العسكرية في أوكرانيا تتصدّر أولوياتنا وستحقق جميع أهدافها
| وكالات
بينما عادت الحياة إلى طبيعتها في المناطق التي استولت عليها لساعات شركة «فاغنر» الروسية الخاصة، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن العملية العسكرية في أوكرانيا تتصدر أولويات عمله وأعرب عن ثقته بأن روسيا ستحقق جميع أهدافها، على حين اعتبرت موسكو أن مزاعم الرئيسين الأميركي والأوكراني حول التهديد النووي الروسي، نابعة من خيالهما الخصب، ولا تستحق التعليق.
وفي تصريح صحفي أمس، قال بوتين في حديث نقله موقع «روسيا اليوم» في معرض جوابه عن سؤال حول الوقت الذي يكرسه لمتابعة سير العملية العسكرية، إنها «تتصدر جدول أعماله منذ بداية يوم عمله وحتى نهايته»، معتبراً في الوقت ذاته أن زيادة وتيرة وحجم إنتاج الأسلحة لتلبية متطلبات العملية العسكرية، يجب ألا تؤثر على الالتزامات الاجتماعية تجاه المواطنين.
وأضاف: «نبحث دائماً عن الدعم المالي، حتى يتم إنتاج الأسلحة والذخائر بالسرعة المناسبة والحجم المناسب والجودة المناسبة، وفي الوقت نفسه، حتى نفي بكل التزاماتنا الاجتماعية تجاه الوطن والشعب وحل المشكلات الاجتماعية»، بما يشمل القطاع الصحي وقطاعات البناء والطرق والتعليم.
وأردف بوتين إنه «يجب أن يسير كل شيء بانسجام، وجهودنا لتعزيز القدرات الدفاعية للبلاد يجب ألا تضر بما هو الأهم والأساس، وهو الاقتصاد».
بدوره، وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مزاعم الرئيسين الأميركي جو بايدن والأوكراني فلاديمير زيلينسكي حول التهديد النووي الروسي، بأنها نابعة من خيالهما الخصب، ولا تستحق التعليق.
وقال وزير الخارجية الروسي في تصريح صحفي أمس: «من الصعب بالنسبة لي التعليق على ما قاله رئيس الولايات المتحدة مؤخراً، وكذلك بالنسبة للمراقبين الآخرين الذين يتساءلون عن كيفية تفسير كل هذا، لا أود أن أعير أهمية كبيرة لتخيلات لفظية لا أساس لها»، مضيفاً: إن تصريحات الرئيس الأوكراني بهذا الشأن ناتجة عن «قدرة أكثر عنفاً على التخيل».
وتابع لافروف: «ليس لدي خلفية طبية، كخلفية رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، لا يمكنني أن أتحمل المسؤولية عن الحالة النفسية لمن يثبتون بشكل متكرر يومياً عدم كفاءتهم».
تصريح لافروف جاء تعليقاً على ما قاله بايدن من أن التهديد باستخدام الرئيس الروسي للأسلحة النووية التكتيكية، تهديد «حقيقي».
من جهة ثانية، أعلن رئيس لجنة السوق المالية في مجلس «الدوما» الروسي أناتولي أكساكوف عن خطط لإطلاق الروبل «الرقمي»، مؤكداً أن المفاوضات جارية مع عدة دول لاستخدامه في التعاملات التجارية الخارجية، حسب وكالة «تاس».
وقال أكساكوف، في منتدى «تشيبوكساري» الاقتصادي: «نعمل الآن بجد على الروبل الرقمي، ولدينا خطط عملية لإطلاقه بما في ذلك في السوق الخارجية، المفاوضات جارية لاستخدام الروبل الرقمي بنشاط في التعاملات التجارية الخارجية».
وأوضح أكساكوف أنه لا شيء يدعو للقلق بشأن انخفاض سعر صرف الروبل، وقال: «لست قلقاً بشأن انخفاض سعر صرف الروبل مقابل الدولار واليورو، سعر الصرف برأيي طبيعي جداً مقارنة بمعدل التضخم الحالي».
وأشار أكساكوف إلى أن الصادرات في روسيا تتجاوز الواردات بشكل كبير، وأن زيادة الصادرات على الواردات تعود للحجم الهائل لصادرات روسيا من المواد الأساسية والطاقة.
في الأثناء، عادت الحياة إلى طبيعتها في المناطق التي استولى عليها مقاتلو «فاغنر» لساعات بعد إعلان زعيم الشركة يفغيني بريغوجين العصيان العسكري قبل أن يقبل بإنهاء تمرده بوساطة بيلاروس وبالتنسيق مع الرئيس الروسي.
وحسب وكالة «فرانس برس» بدأ عناصر مجموعة «فاغنر» الانسحاب من مواقع سيطروا عليها في روسيا بعد اتفاق مع الكرملين قضى بوقف العصيان العسكري ضد موسكو وخروج قائدهم إلى بيلاروس.
وأعلن حاكم منطقة فورونيج في جنوب روسيا ألكسندر غوسيف أمس أن عناصر «فاغنر» ينجزون انسحابهم منها وقال: إن «تحرك وحدات فاغنر في منطقة فورونيج هو في طور الانتهاء، الأمر يتمّ بشكل طبيعي ومن دون حوادث»، مشيراً إلى أن القيود التي تمّ فرضها السبت على حركة التنقل سترفع عندما يتم «حل الوضع بشكل نهائي».
وأوضح غوسيف أنه «في إطار عملية مكافحة الإرهاب في فورونيج، تتخذ القوات الروسية الاستعدادات العملياتية والقتالية الضرورية».
وأكد غوسيف أن السلطات ستبلغ السكان بكيفية الحصول على تعويضات عن الأضرار التي تكبدوها، شاكراً إياهم على «تحملهم وحزمهم وعقلانيتهم» خلال الأحداث التي شهدتها المنطقة.
كما انسحبت عناصر «فاغنر» من منطقة ليبيتسك في جنوب روسيا وفق ما أعلنت السلطات المحلية أمس، غداة الاتفاق الذي أنهى التمرد المسلّح لهذه المجموعة على القيادة العسكرية الروسية.
وحسب «فرانس برس» أفادت السلطات المحلية بأن «وحدات «فاغنر» التي انتشرت السبت في منطقة ليبيتسك غادرتها الآن».
في السياق ذاته أفاد موقع «روسيا اليوم» بعودة الحياة إلى طبيعتها في مدينة روستوف جنوب غرب روسيا، بعد انصراف مقاتلي «فاغنر» من محيط مبنى قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية، ومغادرة آلياتهم المدينة بمرافقة شرطة المرور.
وأعلن المتحدث باسم إدارة وزارة الطوارئ الروسية في مقاطعة روستوف رفع جميع القيود المفروضة على حركة المرور على الطرق السريعة في المقاطعة.
وفي الإطار ذاته أعلنت السلطات الروسية عودة حركة المرور على الطرقات إلى طبيعتها في مقاطعات ليبيتسك، وكالوغا وفورونيج، بعد سحب «فاغنر» آلياتها من الطرق الفدرالية.
وأعلنت حكومة مقاطعة ليبيتسك أنه «تم استئناف رحلات الحافلات في جميع الاتجاهات في المقاطعة وفي موعدها المحدد».
وقال حاكم مقاطعة كالوغا فلاديسلاف شابشا: «قررنا رفع القيود عن حركة المركبات الخاصة، على أن ترفع القيود عن حركة الشاحنات والحافلات خلال اليوم بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية».
وفي فورونيج، أكدت السلطات أن محطات الحافلات في المقاطعة تعمل بشكل طبيعي ووفق جدولها المحدد.