سورية

«الحربي» الروسي دمر معاقل «النصرة» في إدلب والجيش رد بقوة على خروقاتهم في «خفض التصعيد» … وزارة الدفاع: العمليات أدت إلى مقتل عشرات الإرهابيين وتدمير مقراتهم بما فيها من أسلحة

| حلب - خالد زنكلو

رَدَّ الجيش العربي السوري بقوة على خروقات إرهابيي منطقة «خفض التصعيد» بإدلب لوقف إطلاق النار وألحق خسائر كبيرة في صفوفهم، على حين أغار الطيران الحربي الروسي على معاقل للإرهابيين في مناطق متفرقة من المنطقة ودمر مستودعات أسلحة وورشة لتذخير الطائرات المسيرة وقتل وجرح أعداداً منهم.

التصعيد الجوي الروسي العنيف أمس، ولليوم الثالث على التوالي، جاء على خلفية استشهاد وجرح مدنيين في محيط مدينة القرداحة بريف اللاذقية الشمالي وفي بلدة دير شميل بريف حماة الغربي جراء استخدام تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي للطائرات المسيرة في استهداف البلدات الآمنة والمدنيين.

وفي السياق قالت وزارة الدفاع على موقعها الرسمي: «ردّاً على الاعتداءات التي نفذتها المجموعات الإرهابية المسلحة خلال الأيام الماضية على ريفي حماة واللاذقية والتي راح ضحيتها عدد من المدنيين وأدت إلى إحداث أضرار مادية كبيرة في ممتلكات الأهالي نفذت قواتنا المسلحة الباسلة بالتعاون مع القوات الجوية الروسية عدة عمليات نوعية استهدفت مقرات الإرهابيين ومستودعاتهم في ريف إدلب ومواقع إطلاق الطائرات المسيّرة».

وأكدت الوزارة أن العمليات أدت إلى تدمير مقرات الإرهابيين بما فيها من أسلحة وذخائر وطيران مسيّر ومقتل عشرات الإرهابيين وإصابة آخرين.

وتابعت: «عرف من القتلى عدد من متزعمي المجموعات الإرهابية ومنهم: عبد الكريم أبو داوود التركستاني، وسيف اللـه أبو عبد الحق التركستاني، ومصطفى شيخ الست، وعبد الرحمن سعدون، وأبو كرّار، ومحمد سعيد نصوح، ورضوان معترماوي، ومحمود شيخ الحارة.

في غضون ذلك أفاد مصدر ميداني في ريف إدلب الجنوبي لـ«الوطن» أن وحدات الجيش العربي السوري دكت مصادر إطلاق النار التي استهدفت نقاط تمركزها، واستطاعت تدمير تحصينات إرهابيي ما يسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي يقودها «النصرة» عبر واجهته الحالية التي تسمى «هيئة تحرير الشام».

وبين المصدر أن خرق إرهابيي «الفتح المبين» المستمر لوقف إطلاق النار ساري المفعول، منذ مطلع آذار 2020 عبر «اتفاق موسكو» الروسي- التركي، كلفهم أمس مقتل وجرح أكثر من 30 إرهابياً في قصف الجيش لأوكارهم في محيط بلدات سفوهن والفطيرة ورويحة وكنصفرة والبارة بجبل الزاوية جنوب إدلب، بالإضافة إلى تدمير عتاد عسكري ثقيل بحوزتهم وناقلات جند بمن فيها من الإرهابيين.

وأضاف: إن رد الجيش العربي السوري على اعتداءات الإرهابيين امتد ليشمل ريف إدلب الغربي، وتركز على محيط بلدتي اشتبرق وكفريدين ونقاط تمركزهم جنوب مدينة جسر الشغور والمنطقة الواقعة إلى الجنوب منها، مخلفاً خسائر كبيرة في صفوفهم.

كما طال قصف وحدات الجيش بالمدفعية والصواريخ الموجهة مواقع إرهابيي «النصرة» قرب بلدتي كفر تعال وكفر عمة غرب حلب، والتي تعتبر نقطة انطلاق لشن هجمات أو تنفيذ عمليات انغماسية ضد وحدات الجيش العربي السوري، الأمر الذي تسبب بمصرع وجرح عدد من الإرهابيين، حسب قول مصدر ميداني بريف حلب الغربي لـ«الوطن».

الغارات الأعنف لسلاح الجو الروسي أمس تركزت في محور المنطقة المحيطة بمدينة إدلب من جهة الغرب، والتي تحوي مستودعات أسلحة ومقرات لإقامة متزعمي «النصرة» وسبق للمقاتلات الروسية أن استهدفت بغارات عدة تلك المنطقة، وخصوصاً بعد فوز رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان بالانتخابات الرئاسية في جولتها الثانية نهاية الشهر الفائت.

مصادر أهلية في مدينة إدلب صرّحت لـ«الوطن»: إن دوي الانفجارات في الأماكن المستهدفة بسلاح الجو الروسي سمعت بوضوح في المدينة، لأن إحداها تسبب بتدمير مستودع أسلحة للفرع السوري لتنظيم القاعدة، في حين تمكنت أخرى من تدمير بناء داخل مزرعة يسكن فيها أحد متزعمي التنظيم الذي لقي مصرعه في الغارة.

ودفع ذلك، وفق المصادر، متزعمي «النصرة» إلى استصدار قرارات تمنع تجمع أكثر من 3 منهم في مكان واحد وإلى إخلاء جميع مقراتهم في المنطقة، التي تعد مركز ثقل للتنظيم، خشية تكرار استهدافها.

وأوضح شهود عيان في جبل الزاوية لـ«الوطن» أن غارات للمقاتلات الروسية دمرت أمس بالكامل ورشة قرب بلدة بينين تستخدم لتذخير الطائرات المسيرة التي بات يمتلكها «النصرة» مع مقتل من بداخلها من الإرهابيين.

ولم تَنْجُ مواقع وتجمعات إرهابيي «النصرة» والحزب الإسلامي التركستاني في طرف مدينة جسر الشغور الغربي وفي محور بلدتي كمعايا والغسانية مع محوري الخضر وجبال كبانة شمال اللاذقية من قصف سلاح الجو الروسي، والذي تمكن من تحقيق إصابات مؤكدة أودت بحياة عدد من الإرهابيين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن