«النصرة» أخلى مقراته في المنطقة والغارات استهدفت مراكز لتذخير وإطلاق المسيّرات ومستودعات للأسلحة … الجيش والحربي الروسي يردان بقوة على خروقات «خفض التصعيد» في ريف إدلب
| حلب - خالد زنكلو - دمشق - الوطن - وكالات
ارتفعت سخونة المشهد الميداني شمالاً، وواصل الجيش العربي السوري الرد بقوة على خروقات إرهابيي منطقة «خفض التصعيد» بإدلب لوقف إطلاق النار ملحقاً خسائر كبيرة في صفوفهم.
وزارة الدفاع كشفت في بيان لها بعضاً من تفاصيل العمليات العسكرية التي يخوضها الجيش في ريف إدلب، وبينت أن قواتنا المسلحة وبالتعاون مع القوات الجوية الروسية دمرت مقار ومستودعات للإرهابيين ومواقع لإطلاق الطائرات المسيّرة في ريف إدلب بما فيها من أسلحة وذخائر وطيران مسيّر وقضت على عشرات الإرهابيين وأصابت آخرين.
وزارة الدفاع بينت أن العمليات العسكرية جاءت ردّاً على الاعتداءات التي نفذتها المجموعات الإرهابية المسلحة خلال الأيام الماضية على ريفي حماة واللاذقية والتي راح ضحيتها عدداً من المدنيين وأدت إلى إحداث أضرار مادية كبيرة في ممتلكات الأهالي.
وأشارت الوزارة التي أرفقت البيان بفيديو يظهر عمليات استهداف مقرات إرهابية في ريف إدلب بالتعاون مع القوات الروسية، إلى أن من القتلى عدداً من متزعمي المجموعات الإرهابية ومنهم عبد الكريم أبو داوود التركستاني وسيف اللـه أبو عبد الحق التركستاني ومصطفى شيخ الست وعبد الرحمن سعدون وأبو كرّار ومحمد سعيد نصوح ورضوان معترماوي ومحمود شيخ الحارة.
مصدر ميداني في ريف إدلب الجنوبي بين لـ«الوطن» أن وحدات الجيش العربي السوري دكت مصادر إطلاق النار التي استهدفت نقاط تمركزها، واستطاعت تدمير تحصينات إرهابيي ما يسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي يقودها «النصرة» عبر واجهته الحالية التي تسمى «هيئة تحرير الشام».
وكشف المصدر أن خرق إرهابيي «الفتح المبين» المستمر لوقف إطلاق النار ساري المفعول، منذ مطلع آذار 2020 عبر «اتفاق موسكو» الروسي- التركي، كلفهم أمس مقتل وجرح أكثر من 30 إرهابياً في قصف الجيش لأوكارهم في محيط بلدات سفوهن والفطيرة ورويحة وكنصفرة والبارة بجبل الزاوية جنوب إدلب، بالإضافة إلى تدمير عتاد عسكري ثقيل بحوزتهم وناقلات جند بمن فيها من الإرهابيين.
وأضاف: إن رد الجيش العربي السوري على اعتداءات الإرهابيين امتد ليشمل ريف إدلب الغربي، وتركز على محيط بلدتي اشتبرق وكفريدين ونقاط تمركزهم جنوب مدينة جسر الشغور والمنطقة الواقعة إلى الجنوب منها، مخلفاً خسائر كبيرة في صفوفهم.
كما طال قصف وحدات الجيش بالمدفعية والصواريخ الموجهة مواقع إرهابيي «النصرة» قرب بلدتي كفر تعال وكفر عمة غرب حلب، والتي تعتبر نقطة انطلاق لشن هجمات أو تنفيذ عمليات انغماسية ضد وحدات الجيش العربي السوري، الأمر الذي تسبب بمصرع وجرح عدد من الإرهابيين، حسب قول مصدر ميداني بريف حلب الغربي لـ«الوطن».
الغارات الأعنف لسلاح الجو الروسي أمس تركزت في محور المنطقة المحيطة بمدينة إدلب من جهة الغرب، والتي تحوي مستودعات أسلحة ومقرات لإقامة متزعمي «النصرة» وسبق للمقاتلات الروسية أن استهدفت بغارات عدة تلك المنطقة، وخصوصاً بعد فوز رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان بالانتخابات الرئاسية في جولتها الثانية نهاية الشهر الفائت.
مصادر أهلية في مدينة إدلب صرحت لـ«الوطن» أن دوي الانفجارات في الأماكن المستهدفة بسلاح الجو الروسي سمعت بوضوح في المدينة، لأن إحداها تسبب بتدمير مستودع أسلحة للفرع السوري لتنظيم القاعدة، في حين تمكنت أخرى من تدمير بناء داخل مزرعة يسكن فيها أحد متزعمي التنظيم الذي لقي مصرعه في الغارة.
ودفع ذلك، وفق المصادر، متزعمي «النصرة» إلى استصدار قرارات تمنع تجمع أكثر من 3 منهم في مكان واحد وإلى إخلاء جميع مقراتهم في المنطقة، التي تعد مركز ثقل للتنظيم، خشية تكرار استهدافها.
وأوضح شهود عيان في جبل الزاوية لـ«الوطن» أن غارات للمقاتلات الروسية دمرت أمس بالكامل ورشة قرب بلدة بينين تستخدم لتذخير الطائرات المسيرة التي بات يمتلكها «النصرة» مع مقتل من بداخلها من الإرهابيين.
ولم تَنْجُ مواقع وتجمعات إرهابيي «النصرة» والحزب الإسلامي التركستاني في طرف مدينة جسر الشغور الغربي وفي محور بلدتي كمعايا والغسانية مع محوري الخضر وجبال كبانة شمال اللاذقية من قصف سلاح الجو الروسي، والذي تمكن من تحقيق إصابات مؤكدة أودت بحياة عدد من الإرهابيين.
قناة «الميادين» قالت: إن « هيئة تحرير الشام» عممت إلى كل عناصرها بإخلاء المقار تجنّباً للاستهدافات الجوية لسلاحي الجو السوري والروسي، ونقلت عن مصادر محلية تأكيدها بأن جميع حواجز «هيئة تحرير الشام» في محيط مدينة إدلب باتت خالية من عناصرها، خوفاً من الغارات، وكشفت أن «قيادات الحكومة التابعة لهيئة تحرير الشام أخلت مكاتبها في المربع الأمني ضمن مبنيي المحافظة والبلدية وسط إدلب».