رياضة

المرونة في التربية البدنية

| المدرب الوطني قصي الماضي

يختلف مفهوم المرونة في مجالات التربية البدنية عن المفهوم الدارج بين كثير من العامة. فمن الملاحظ أن بعض الناس يطلقون على الشخص القادر على الاستجابة للمواقف المثالية أنه شخص مرن والمرونة بهذا المفهوم تعتبر مظهراً من مظاهر الشخصية يدخل نطاق الدراسات النفسية.

إن مفهوم المرونة في مجالات التربية البدنية يعني قدرة الفرد على أداء الحركات الرياضية إلى أوسع مدى تسمح به المفاصل العامة في الحركة وكلمة (Flex) تعني ثنياً وكلمة (Flexibility) تعني (اللدانة) الإنشائية والمرونة، وقد أجمعت مراجعنا العربية على استخدام كلمة المرونة في مجال التربية البدنية ويستخدم البعض مصطلح المرونة العضلية تعبيراً عن قدرة العضلة على الامتطاط إلى أقصى مدى لها، على حين يرفض البعض هذا المصطلح ويفضل وصف المرونة العضلية بالمطاطية.

وهناك جدل على المرونة في الحركات المختلفة، حيث يرى البعض أنها تنسب للمفاصل، على حين يرى البعض الآخر أنها تنسب إلى العضلات، ورأي ثالث يرى أن المرونة تنسب إلى المفاصل والعضلات، وأرى أن اتجاه ومدى الحركة يحددان تبعاً لنوع المفصل الذي تعمل عليه.

ومن المسلَّم به أن العضلات تعمل في حدود المجال الذي يسمح به نوع المفصل فهي لا تستطيع أن تزيد مدى الحركة في الحدود التشريحية للمفصل العامل فيها، ولكن في حالة حدوث قصر في العضلات العاملة على المفصل نتيجة لزيادة قوتها، فإنها تستطيع أن تقلل من مدى الحركة عن الحد الذي يسمح به المفصل وبهذا الشكل تكون العضلات قد قللت من المدى الطبيعي للمفصل وبالتالي للحركة وقدرة العضلة على الامتطاط تحدد مقدار ما يستطيع أن يصل إليه المفصل من مدى، فمثلاً في حركة فرد الساعد عن العضد يكون مفصل المرفق في هذه الحركة قد وصل إلى أقصى مداه عندما يصبح الساعد على امتداد العضد أي إن الزاوية بين الساعد والعضد تساوي (180) درجة، ومما سبق يتضح أن اتجاه ومدى الحركة يتجددان تبعاً لنوع المفصل الذي تعمل عليه، ويجدر أن نشير إلى أن القوة العضلية تتناسب عكسياً مع قدرة العضلة على الامتطاط وأن التنمية الزائدة عن الحد للمرونة يؤثر تأثيراً ضاراً على القوة ويمكن للعضلة أن تمتط بحيث يصبح طولها إلى الضعف في الحالة العادية والمقصود بمدى العضلة الفرق بين أقصى امتطاط وأقصى انكماش لها، كما أن العضلة تعمل للشد وليس للدفع، ومن المعروف أن أنواع المفاصل في جسم الإنسان هي:

1- المفاصل عديمة الحركة.

2- مفاصل مفيدة أو محدودة الحركة.

3- المفاصل ذات الحركة الحرة.

4- المفاصل الإنزلاقية مثل مفصل مشط اليد والقدم.

الجلد العضلي

الجلد العضلي من أهم المكونات اللازمة لممارسة النشاط الرياضي فهو مكون ضروري لاستكمال متطلبات الألعاب الرياضية سواء كانت جماعية أم فردية حيث يعمل المدربون في جميع الرياضات والألعاب لتنمية هذا المكوّن.

ويعتبر أحد المكونات العامة للياقات المختلفة إذ إن الجلد العضلي (تحمل القوة) يعد من أهم المكونات الرئيسة للياقة البدنية، ولتوضيح مميزات العضلة العامة للجلد والعضلة العامة للقوة حيث يوجد ارتباط إيجابي بينهما، ولكن رغم ذلك ممكن التمييز بسهولة بين العضلات العامة في كل منهما من حيث الحجم، وتتسم عضلة القوة بكبر حجمها، وكبر مساحة مقطعها وتناسب قوة العضلة طرداً مع مساحة قطعها على حين تتميز عضلة الجلد بالانسيابية وقلة الحجم إذا قورنت بعضلة القوة، وهي بذلك لا تمثل عبئاً على اللاعب أثناء أداء المجهود الذي يستمر في معظم الأحيان لفترات طويلة ونظراً للمجهود المتواصل الذي تقوم به عضلة الجلد فإنها بحاجة باستمرار إلى نشاط كبير من الجهازين الدوري والتنفسي لذلك فإن الشعيرات الدموية موجودة بكثرة ومنتشرة، على حين أن عضلة القوة ليست بحاجة لهذا العدد الكبير من الشعيرات الموجودة في عضلة الجلد كما أن عضلة الجلد مائلة للاحمرار لكثرة الشعيرات الدموية الموجودة فيها لكثرة وصول الهيموجلوبين القادم إليها من الدم على حين أن عضلة القوة لونها يميل إلى البهتان، وإن عضلة القوة تخرج انقباضاً سريعاً وقوياً، أما عضلة الجلد فتخرج انقباضاً بطيئاً وطويلاً، وإن معظم الوحدات الحركية للعضلة إذا عملت للقوة في حين تنقبض بعض الوحدات فقط عندما تعمل العضلة للجلد. وإن عضلة القوة تستخدم اللبن الأكسجي أي إنها تعمل في غياب الأكسجين (تنفس لا هوائي) على حين تعمل عضلة الجلد في توفير الأكسجين وبالتالي نسبة استهلاكها للأكسجين أكبر كما أن عضلة الجلد تعتبر أكثر مطاطية من عضلة القوة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن