رياضة

بيليه وهافيلانج

| محمود قرقورا

أهم شخصيتين رياضيتين في البرازيل وربما في العالم بيليه وهافيلانج، فالأول الوحيد الذي حقق لقب كأس العالم ثلاث مرات فضلاً عن كونه أول لاعب يُؤمَم عبر التاريخ باعتباره ثروة وطنية غير قابلة للتصدير، والثاني أهم رئيس للفيفا وصاحب فضل كبير في انتشار كرة القدم وزيادة الموارد المالية وتحويل الفيفا إلى إمبراطورية عدد أعضائها أكثر من أعضاء الأمم المتحدة.

هاتان الشخصيتان انصهرتا بتخطيط من هافيلانج الذي استغل اسم بيليه في دعايته الانتخابية لرئاسة الفيفا مطلع السبعينيات من القرن الماضي، وكان يصطحبه إلى الدول الفقيرة طمعاً بجمع أصوات وكان له ذلك، بيد أن الداهية هافيلانج تنكر لأسطورة كرة القدم عندما بلغ المرام.

لكن ما هو مؤكد أن بلداً أنجب بيليه وهافيلانج محال أن يترب وتصيبه الفاقة والعجز.

لكن الغريب أن بلدنا يمتلك بيليه وهافيلانج وتصيبه الأمراض الكروية وتنتهكه العلل ويتحول إلى حمل وديع لدرجة أن المالديف تمادت علينا قبل أحد عشر عاماً وفيتنام تجرأت علينا ثانية قبل أسبوع.

بيليه كرتنا أحد اللاعبين الذين لا غنى عنهم في تشكيلة أحد الأندية، اللاعب الذي شرذم لجان اتحاد كرة القدم وجعلها تتنافر في وجهات النظر، اللاعب الذي استنفر لأجله كل من له صلة بأصحاب القرار في قبة الفيحاء لأجل الصفح والغفران ولا بأس بتنفيذ العقوبة المفروضة عليه في الموسم القادم ولو انتقل إلى نادي مانشستر سيتي بطل أوروبا لأن اللاعب تأتيه العروض من كل حدب وصوب ليكون طوق نجاة.

يا أهل الحل والربط في قبة الفيحاء، هل كانت سورية تمتلك لاعباً بميزات عبد القادر كردغلي عندما حُرم من تمثيل ناديه والمنتخب في خضم حرصنا على التتويج بذهبية المتوسط؟

يا أصحاب الفخامة والكراسي الفارهة والفكر الثاقب، هل هناك لاعب في دورينا المحلي اليوم قادر على صنع المعجزات حتى نفصل عقوبة مفروضة عليه بالفرجار ليلعب هنا ويُحرم هناك.

مفردات الفساد ليست جديدة على اتحاداتنا وما يخص كرة القدم ما أكثر الدوريات التي تغيرت وجهتها بقرارات مكتبية أو مؤامرات فاضحة ولاتحادات أصحاب القرار فيها أهم من هافيلانج! وأقربها للذاكرة بدعة المباراة الفاصلة بين الكرامة والاتحاد عام 2009 بحجة أن فارق الأهداف ذاته في المواجهتين المباشرتين بينهما، مع أن ذلك لم يطبق في بطولة الكأس للموسم ذاته.

وكذلك دوري 1990 عندما تقمص مدافعو الجهاد وحارس مرماهم دور غوار في فلم غوار لاعب الكرة فانتقل الدوري من الكرامة للفتوة.

ولا نتجاهل قراري شطب نتائج نادي المجد عام 1983 وشطب نتائج ناديي تشرين والجهاد 2002 وفي المرتين كان الأهلي الطرف الخاسر.

وبالأمس القريب توّج هافيلانج كرتنا الشرطة بلقب الدوري 2011 بمباراة فاصلة مبتدعة، والوحدة بطلاً للكأس عام 2012 دون أن تلعب مباريات الدور النهائي.

أصحاب القرار في البرامكة أطلقوا يد الاتحادات في العمل وهذا أمر جوهري مطلوب ولكن (الكونترول) ضروري جداً في اللحظات الحاسمة، بيد أن هذا الكونترول لم نلمسه في قضية لاعب السلة عبد الوهاب الحموي الذي بقي من دون لعب وتمرين عدة أشهر بحجة أن هذه القضية خاصة باتحاد السلة.

والتنازع مؤخراً بين لجنتي المسابقات والأخلاق في اتحاد كرة القدم تتطلب تدخلاً لرأب الصدع بين المتنازعين، فكثيراً ما بدا للمتابعين أن قرارات لجنة الأخلاق منطقية ولكن الاستئناف ضرب بقراراتها عرض الحائط غير مرة، واللجنة ذاتها تراجعت عن قرارها بحق أحد رؤساء الأندية بحجة أن التقارير الواردة تضاربت.

بيت القصيد أن الضربات التي تصيب كرتنا على مستوى المنتخبات والأندية ليست مفاجئة للمتابعين ما دامت عقلية الإدارة أسيرة تجاذبات ومحسوبيات من هنا وهناك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن