استشهاد أربعة يمنيين بغارات للتحالف ورجم امرأة بتهمة الزنى .. إعلان حظر تجول في عدن إثر اشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين
أعلنت اللجنة الأمنية في محافظة عدن بجنوب اليمن حظر تجول ليلياً اعتباراً من مساء أمس إثر مقتل 22 شخصاً بينهم ضابط في الشرطة باشتباكات عنيفة بين قوات الأمن ومسلحين يرجح أنهم إرهابيون الأحد، في وقت استشهد فيه أربعة يمنيين وجرح ثلاثة آخرون بقصف طائرات التحالف السعودي منطقة الشعف بمديرية ساقين الحدودية بصعدة شمال اليمن. كما شنت مقاتلات التحالف سلسلة غارات جوية على مديريتي الصفراء وكتاف غرب صعدة.
وتشهد عدن ثاني كبرى مدن اليمن، وضعاً أمنياً هشاً وتنامياً في نفوذ الجماعات المتطرفة، منذ استعادة قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي السيطرة الكاملة عليها في تموز، بدعم من قوات التحالف السعودي.
وقالت وكالة الأنباء سبأ التابعة لحكومة هادي أمس: «أقرت اللجنة الأمنية بمحافظة عدن تنفيذ حظر تجول في شوارع المدينة من الساعة الثامنة مساء (17.00 تغ) وحتى الساعة الخامسة فجراً وذلك ابتداء من يوم الإثنين».
ونقلت سبأ عن متحدث باسم محافظة عدن أن اجتماعاً أمنياً «عقد على خلفية المواجهات التي شهدتها المحافظة صباح الأحد بين قوات الأمن ومسلحين قاموا بمحاصرة ميناء المعلا بغرض إخراج القوة الأمنية المتواجدة فيه والمكلفة بحمايته».
إلا أن مصادر أمنية أفادت لوكالة «فرانس برس» أن الاشتباكات اندلعت عندما حاولت السلطات «إدخال قوات (موالية لهادي) تم تدريبها من قبل التحالف إلى الميناء، ما قوبل برفض من مسلحين موجودين فيه، وأدى إلى اندلاع الاشتباكات».
وأكد مسؤولون محليون بحسب ما نقلت سبأ أن القوات الحكومية بسطت «سيطرتها الكاملة على ميناء المعلا» إثر الاشتباكات.
إلى ذلك قالت مصادر أمنية إن «مسلحين يعتقد أنهم ينتمون إلى داعش اغتالوا إمام مسجد الجيلاني الشيخ علي عثمان أثناء خروجه لصلاة الفجر في حي كريتر بمدينة عدن». وأوضحت المصادر أن المسلحين «أطلقوا النار» على الشيخ، و«تمكنوا من الفرار إلى جهة غير معروفة»، مرجحة أن يكون الدافع خلف الاغتيال انتماء الشيخ إلى إحدى الطرق الصوفية.
هذا واستشهد أربعة يمنيين وجرح ثلاثة آخرون بقصف طائرات التحالف السعودي منطقة الشعف بمديرية ساقين الحدودية بصعدة شمال اليمن. كما شنت مقاتلات التحالف سلسلة غارات جوية على مديريتي الصفراء وكتاف غرب صعدة.
وفي صنعاء استهدفت طائرات التحالف مصنعاً للمواد الغذائية ومحطةً للغاز بمنطقة عَصِر جنوب غرب العاصمة اليمنية، بالتزامن مع غارات مماثلة على قاعدة الديلمي الجوية شمال المدينة.
وفي لحج أعلنت وزارة الدفاع اليمنية عن تأمين الجيش واللجان الشعبية قرى الصريح والحديد والعلفقي وطبين والعلوب والسعي بمديرية كرش شمال محافظة لحج جنوب اليمن.
كما أمنت قوات الجيش واللجان السلسلة الجبلية الممتدة من الكعبين إلى التباب المطلة على الحيدين بمديرية المسراخ على الطريق الواصل بين مدينة تعز ومحافظة لحج.
كما تتواصل المواجهات العنيفة في منطقتي الزونوج والبعرارة غرب مدينة تعز، فيما عاودت مقاتلات التحالف السعودي شن غاراتها على مداس العمري بمديرية ذباب الساحلية على البحر الأحمر، ومضيق باب المندب الإستراتيجي غرب تعز.
وفي الحديدة غرب اليمن شنت مقاتلات التحالف نفسه غارة جوية على المطار الحربي في المدينة. وفي عدن أعلنت السلطات الأمنية بالمحافظة فرض حظر للتجوال من الثامنة مساءً وحتى الخامسة فجراً بدءاً من اليوم الاثنين، عقب اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن من جهة وعناصر تنظيم القاعدة من جهة أخرى، والتي انتهت بسيطرة عناصر القاعدة على جولة كالتكس بمديرية المنصورة وسط مدينة عدن جنوب اليمن.
وعلى الحدود اليمنية السعودية، قال مصدر عسكري يمني إن قوات الجيش واللجان الشعبية قصفت معسكر المعزاب وتجمعات القوات السعودية في الطوال وموقع السرداح في جيزان.
في غضون ذلك أقدم مسلحون ينتمون لتنظيم القاعدة على رجم امرأة حتى الموت بتهمة الزنى والقوادة، في مدينة المكلا التي يسيطرون عليها في جنوب شرق اليمن، بحسب ما أفاد شهود لوكالة «فرانس برس» أمس.
وأفاد شاهد فضل عدم كشف اسمه أن المسلحين «وضعوا المرأة داخل حفرة في باحة مبنى المؤسسة الاقتصادية العسكرية، وقاموا برميها بالحجارة بحضور عشرات من أهالي المكلا»، مركز محافظة حضرموت.
وأكد صحفي محلي كان موجوداً في المكان حصول عملية الرجم، مشيراً إلى أن المسلحين منعوا أياً من الموجودين من التقاط الصور.
وتداولت حسابات مؤيدة للمتطرفين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لما قالت إنه نسخة من «وثيقة حكم» تحمل توقيع «قاض» من تنظيم القاعدة، فيها اتهام المرأة بالزنى وممارسة القوادة وتدخين الحشيشة.
ويسيطر تنظيم القاعدة على المكلا منذ أشهر، كما له وجود في مدينة عدن الساحلية الجنوبية، حيث يتنافس أيضاً على النفوذ مع الحضور المتنامي لتنظيم داعش.
(أ ف ب – الميادين)